وزير الأوقاف الفلسطيني لـ"سبوتنيك": استهداف إسرائيل لمستشفى المعمداني يرجعنا إلى عصور الظلام

قال حاتم البكري، وزير الأوقاف الفلسطيني، إن "الجرائم الاحتلالية الصهيونية على شعبنا الفلسطيني ما زالت مستمرة وبلغت ذروتها هذه الليلة بهذا الاعتداء الوحشي الهمجي الذي قامت به الطائرات الإجرامية تجاه أبناء شعبنا الفلسطيني في مستشفى المعمداني في قطاع غزة".
Sputnik
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن هذا الهجوم الشرس والإجرامي الذي بلغ في دماء أهالي الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ما بلغ، يبين كم أن هذه الآلة الاحتلالية إجرامية، وكم أن هذه الدولة مجرمة تتعامل بهذه الطريقة الهمجية البشعة الإجرامية مع شعب أعزل.
الاتحاد الأفريقي يتهم إسرائيل بارتكاب "جريمة حرب" بعد قصف مستشفى "المعمداني" في غزة
وتابع: "الاعتداء على مستشفى المعمداني بهذه الطريقة وهذا الأسلوب وهذا المنهج يذكرنا بأننا أمام حرب شرسة تتمثل في استهداف وقتل الأطفال والنساء والشيوخ، وكل من ليس لهم أي علاقة بأي أمر، ومهما كان العمل الذي يقام هو عمل إجرامي بشع لا يمكن أن يقبل، ومرفوض جملة وتفصيلا".
واعتبر الوزير الفلسطيني أن هذه الإجراءات الاحتلالية تدل بشكل واضح على أن إسرائيل فتحت حربا مفتوحة على أبناء شعبنا في قطاع غزة، حيث هاجمت كل شيء البنايات الحكومية والأهلية والمؤسسات والشركات والأبراج السكنية التي يقطن فيها المواطنون، ثم بالهجوم الشرس الليلة والقتل غير المسبوق بهذه الطريقة البشعة.
وقال إن آلة الحرب الإسرائيلية اليوم، مزقت أشلاء أجساد الأطفال والنساء بطريقة لا يمكن أن يقال عنها إلا أنها عودة بالبشرية إلى العصور الهمجية، عصور الإجرام والظلام السابقة التي تحدث عنها التاريخ بأنها أبشع عصور، كما هي الحروب ومحاكم التفتيش، وها نحن نراها اليوم بهذه الطريقة في مستشفى المعمداني".
وأوضح أن هذا العمل البربري لا يمكن أن يوصف إلا أنه إجرام، وتعطش لدماء الأطفال والنساء والشيوخ ولدماء من حاولوا الاختباء في ساحات المستشفيات ظنًا منهم أنها الأكثر أمنا وأمانا إلا أن هذه الساحات والمساحات التي قدسها العالم واعتبرها مناطق آمنة، أخرجها الاحتلال عن هذه الوصفية التي توصف بها، وجعلها مقبرة ونقطة يهاجم من خلالها الجموع البشرية التي أرادت أن تأوي بنفسها لتكسب أمنها وأمانها، إلا أنها لم تأمن من الطائرات الإجرامية التي ألقت بحممها عليها، وأسقطت مئات الشهداء والجرحى.
مظاهرات شعبية تعم شوارع لبنان تنديدا بقصف مستشفى في غزة
وبين أن المئات التي سقطت الليلة تؤكد بوضوح أن الاحتلال لا يفكر إلا بالقتل والتهجير وبالاعتداء المتواصل على شعبنا الفلسطيني منذ عام 1948، وحتى الآن حيث لم يسلم حتى البشر والحجر والمقدسات وكل الأماكن من إسرائيل.
وقال:

"في هذا الوضع الحرج الذي تمر به المنطقة والشعب الفلسطيني، ما نحتاج إليه في هذه المرحلة الخطيرة أن نقف بجانب بعضنا البعض وأن نتوحد في ظل هذه الهجمة الشرسة المستعرة على شعبنا الفلسطيني وإخواننا وأحبتنا في غزة، يجب أن نقف موحدين صفا واحدا في المواجهة والمجابهة مع هذا الاحتلال، وهي الرسالة الأقوى والأمثل التي يجب أن يواجه بها الاحتلال".

ومضى قائلًا: "في هذه الليلة نقف مدهوشين أمام جلل هذا الحدث والأمر الذي تمخض عنه ارتقاء هذه الكوكبة الكبيرة من شهداء أبناء الشعب الفلسطيني إلى الله، ونأمل من هذا العالم الذي أصابه السكوت أن يتحرك تجاه هذه الأعمال الإجرامية فيضع لها حدا، ونتمنى كذلك أن يكون لدول العالم والعربية موقفا واضحا في لجم هذا الاحتلال ووضع حد له، نأمل أن تكون الردود قوية حتى يلجم الاحتلال وتقف هذه الحرب المجنونة على الشعب الفلسطيني".
وأعرب عن أمله في تمكن الدول العربية والدولية في لجم الاحتلال الإسرائيلي ووضع حد لهذه الحرب التي فتكت ودمرت كل شيء داخل القطاع، فيما أعرب عن أمله في وحدة الشعب الفلسطيني، لا سيما في هذه الحرب الحرجة التي ألقت بظلالها القاتمة علينا.
الرئيس الفلسطيني: لن نسمح لإسرائيل بالإفلات من العقاب
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية بأن طائرات إسرائيلية شنت غارة على المستشفى أثناء تواجد آلاف الفلسطينيين النازحين الذين لجؤوا إليه، بعد أن دمرت منازلهم، وبحثوا عن مكان آمن.
ونقلت الوكالة عن مصادر طبية بأن "500 مواطن على الأقل، ما بين شهيد وجريح، وصلوا إلى مستشفى الشفاء الطبي من موقع القصف".
بدوره، أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الحداد وتنكيس الأعلام لمدة 3 أيام، حدادا على ضحايا مستشفى المعمداني في قطاع غزة، بعد استهدافه من قبل الجيش الإسرائيلي، مساء اليوم الثلاثاء.
مناقشة