وفي تصريحات خاصة لـ "سبوتنيك"، قال الأبيض، إن "الموضوع الأهم ومن الدروس التي تعلمها لبنان بعد العدوان عام 2006، يتعلق برفع جهوزية القطاع الصحي للاستعداد لا سمح الله لأي اعتداء ممكن أن يحصل على لبنان".
وأوضح أن "وزارة الصحة قامت بتفعيل غرفة عمليات الطوارئ للصحة العامة في الوزارة، والتي جمعت كل الفرق العاملة في القطاع الصحي بهدف التنسيق وحسن استعمال الموارد".
وأضاف أن النشاط تركز على أمرين أولهما التأكد من جهوزية المستشفيات في استقبال الجرحى والمصابين، وفي النقل، والمستلزمات الجراحية، الدم، والأدوية، حال حصول أي عدوان على لبنان.
وأشار الوزير اللبناني إلى أن "فرق وزارة الصحة تقوم بدراسة مدى جهوزية المستشفيات، وهناك خطة لنقل المرضى والتنسيق بين الجهات الناقلة، والكشف على المواد الموجودة من أدوية أو أوكسجين، بنج (مخدر)، أكياس دم، وذلك للتأكد من أن الكمية ستكفي لفترة معينة، وكذلك هذا كله يتم بالتنسيق مع غرفة العمليات التي تسمح لجميع الفرق بإدخال المعلومات التي لديهم ليكون لدينا صورة موحدة".
وأضاف الأبيض: "الأمر الثاني، في حال حصول نزوح، كيفية تأمين استمرارية الخدمات الصحية للنازحين من مناطق الاشتباكات إن كان أدوية أو خدمات أخرى مثل غسيل كلى أو غيره، وهذا يتم أيضًا بالتنسيق مع برنامج الرعاية الصحية الأولية وشركائنا بهذا البرنامج، ووضعنا خطة تأمين أدوية وكذلك كيفية مكننة الخدمات في حال نقل المريض من منطقة إلى منطقة أخرى".
ولفت إلى أن "كل هذه الأمور تحتاج إلى تمويل، ولذلك نقوم بأمرين على هذا الصعيد، الأمر الأول في مجلس الوزراء وأحد البنود المطروحة هو إعطاء وزارة الصحة العامة تمويل خاص لهذه الاحتمالية بحوالي الألف مليار، وهناك حديث مع الجهات الدولية لتأمين التمويل في حال حصول أي حرب لا سمح الله، وذلك لتأمين الحماية للمواطنين الاجتماعية والصحية".
وتابع وزير الصحة اللبناني: "اليوم اجتمعنا مع الجهات الدولية برئاسة المنسق للأمور الإنسانية في الأمم المتحدة وفريق الأمم المتحدة العامل في لبنان، وكذلك لبحث نفس الأمور بما يتعلق بلبنان بشكل عام أو بما يتعلق بالنازحين من الجنسية غير اللبنانية لبحث كيفية التعامل مع الموضوع".
واعتبر الأبيض أن التحديات كثيرة، وإذا أردنا مقارنة القطاع الصحي اليوم بالوضع الصحي عام 2006، فإن الوضع مختلف تمامًا، موضحا: "عام 2006 لم يكن لدينا هجرة كوادر، ولم لدينا مشاكل تتعلق بالأدوية والمستلزمات والأهم من ذلك لم يكن لدينا حوالي المليوني نازح يعيشون داخل لبنان، بظل أزمة اقتصادية".
ومضى بقوله: "استعدادنا اليوم مغاير عن استعداد عام 2006، لذلك كان الحديث مع الجهات إن كان الدولية أو الداخلية على أهمية تحسين استخدام الموارد، والتنسيق بشكل جيد لنحد من أي احتمالية أو نرفع درجة الاستعداد، ولكن لا يجب أن نأخذ موضوع الحرب كأمر واقع، ومن هنا الحديث تمحور حول أن هناك واجب تجاه كل الجهات الدولية خاصة بعد المآسي التي نراها في قطاع غزة بسبب العدوان وعدم احترام لا القوانين الدولية ولا حقوق الإنسان الطبيعية".
وشدد الأبيض على أن "المطلوب اليوم هو وقف فوري لإطلاق النار في غزة"، لافتًا إلى أن "القطاع الصحي العام في لبنان وقف وقفة تضامنية يوم أمس، استنكارًا وتضامنًا مع الضحايا والشهداء الذين سقطوا".
وأشار إلى أن "ما حصل يعكس عدم وجود أي اكتراث أو اهتمام بأي معايير إنسانية أو أخلاقية في النزاعات أو احترام القوانين الدولية، وللأسف كذلك يعكس ليس فقط لا مبالاة عالمية بل يمكن في بعض الأماكن تواطؤ عالمي بهذا الموضوع".
وختم الوزير اللبناني بالتأكيد على أن "ما يحصل في غزة وصمة عار على جبين الإنسانية كلها (..) نرى أن هناك تخاذلًا من بعض الدول وتواطؤ من بعض الدول الأخرى".