تنديد تونسي واسع بالدعم الأمريكي لإسرائيل ومطالب بغلق سفارات واشنطن وفرنسا

تجمهر يوم الجمعة، العشرات من التونسيين أمام مقر سفارة الولايات المتحدة الأمريكية بالعاصمة للمطالبة بغلقها ورحيل سفيرها، احتجاجا على قصف المدنيين في غزة.
Sputnik
وتحمّل فئة واسعة من التونسيين مسؤولية التصعيد الأخير في قطاع غزة وتفاقم المأساة الإنسانية هناك إلى الولايات المتحدة الأمريكية وإلى رئيسها جو بايدن الذي قدم الدعم المالي والعسكري والإعلامي لإسرائيل، منتقدين ما وصفوها بالمعلومات المظللة التي ينشرها الإعلام الغربي عن الحرب في غزة.

مطلبنا.. طرد السفير الأمريكي

ومنذ بدأ عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها حركة حماس ضد إسرائيل وردت عليها الأخيرة بإعلان الحرب في قطاع غزة، يحتشد التونسيون يوميا في الشوارع تعبيرا عن دعمهم للقضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في استرجاع أراضيهم المحتلة.
قيس سعيد: يجب على كل حر في العالم أن يتحرك لوقف "المذابح" ضد الفلسطينيين
ومن أمام سفارة الولايات المتحدة الأمريكية بتونس، قال عضو الحملة التونسية للمقاطعة ومناهضة التطبيع مع إسرائيل غسان بن خليفة، لـ "سبوتنيك": "مطلبنا الأساسي هو طرد سفير الولايات المتحدة الأمريكية وغلق السفارة الأمريكية في تونس".
واعتبر بن خليفة أن الموقف الأمريكي المنحاز لإسرائيل هو مشاركة في الحرب على قطاع غزة، مشيرا إلى أن هذا الأمر ينطبق على كل الدول التي أظهرت دعمها لإسرائيل وبررت قتل الأبرياء من المدنيين الفلسطينيين، وفي مقدمتهم واشنطن وفرنسا وألمانيا وبريطانيا.
وأضاف "من المهم أن يكون المطلب مشتركا بين الدول العربية، لأن القضية ليست مجرد صراع فلسطيني اسرائيلي، بل هي قضية الأمة العربية بأكملها.
وقال بن خليفة إن الإبادة الجماعية في حق الشعب الفلسطيني الأعزل كشفت الوجه الحقيقي لإسرائيل ومن ورائه الدول التي تدعمه والتي لطالما تشدقت بقيم الديمقراطية والإنسانية.
بدورها، قالت أسماء المؤدب التي تشارك أيضا في المظاهرة، إن على الدول العربية أن تستفيق وأن تلعب دورها في نصرة القضية الفلسطينية.
تونسيون ومصريون يتظاهرون تنديدا بقصف مستشفى المعمداني في غزة... فيديو وصور
وأضافت في تصريح لـ "سبوتنيك"، بأن الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية تتحمل مسؤولية قتل أكثر من 7 آلاف مواطن فلسطيني، بعد أن زودت إسرائيل بالسلاح.
وتابعت "لقد سقطت القناع عن هذه الدول التي تدعي الديمقراطية والحرية ثم تمنع السكان من التظاهر ضد قصف المدنيين العزل في غزة وتهددهم بتسليط عقوبات سجنية".
وفي خطاب ألقاه أمس من البيت الأبيض، صرّح الرئيس الأمريكي جو بايدن بأنه سيطلب من الكونغرس "تمويلا عاجلا" بـ 105 مليار دولار لمساعدة كل من إسرائيل وأوكرانيا اللتين وصفهما بأنهما "شريكتان أساسيتان" لواشنطن.
ومنذ بدأ الحرب في غزة، وجهت واشنطن سفنا ومقاتلات جوية إلى إسرائيل، مصحوبة بأخطر حاملة طائرات نووية إلى تل أبيب.

مطالب شرعية

واعتبرالأمين العام لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد، منجي الرحوي، في تعليق لـ "سبوتنيك"، أن مطالب التونسيين بغلق سفارة الولايات المتحدة الأمريكية هي مطالب شرعية.
سفير فلسطين في تونس: ما تفعله إسرائيل إبادة جماعية ونحن ندعم السلام للجميع
وتابع "لقد شرّعت واشنطن بشكل علني قتل المدنيين الأبرياء وإبادة الأطفال وتهجير الشعب الفلسطيني، بل وروجت لمعلومات مزيفة وأرادت قلب الحقائق التي كانت واضحة للعالم".
وأضاف "لقد استكثرت واشنطن والدول الغربية التي تتشدق بالإنسانية على الفلسطينيين وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات وعارضت القرارات التي تطالب بوقف القصف وتمرير الإغاثة في مجلس الأمن ومن بينها القرار الروسي".
وقال الرحوي إن المظاهرات التي قادها التونسيون أمام سفارات الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا للمطالبة بغلقها وقطع العلاقات معها هي مظاهرات عفوية وطبيعية وتترجم وقوف الشعب التونسي مع الحق الإنساني.
وختم قوله "ما يحدث في غزة من تقتيل وإبادة جماعية وضرب عشوائي يستهدف المدنيين العزل هو جريمة حرب بغطاء الدول العربية التي بينت زيف مبادئها ودفاعها عن حقوق الإنسان.. لقد أثبتت هذه الدول أن ما تدافع عنه هو مصالحها الضيقة ونهبها لثروات الشعوب ".

موقف شعبي يتماهى مع الموقف الرسمي

ويرى المحلل السياسي الفلسطيني باسل الترجمان، أن الهبة الشعبية التونسية ليست بالغريبة عن الشعب التونسي الذي دعم حق الشعب الفلسطيني في سيادته على أرضه في كل المحطات التاريخية والأزمات.
برلمان تونس يبحث سن قانون يجرم التطبيع مع إسرائيل
وتابع في تصريح لـ "سبوتنيك": الأمر الذي يمكن أن يشكل إضافة حقيقية هو الموقف السياسي الرسمي الذي تلاحم مع الموقف الشعبي بشكل كامل، بل إنه يتقدمه في بعض اللحظات، وهو ما خلق حالة من التضامن الشعبي والسياسي في دعم القضية الفلسطينية".
وكان الرئيس التونسي قيس سعيد قد استنكر، خلال ترأسه الأربعاء لمجلس الأمن القومي، الصمت الدولي تجاه ما وصفه بـ"جرائم الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري للشعب الفلسطيني"، منتقدا "الدعاية الإعلامية الغربية الكاذبة".
وقال الترجمان: إن "الموقف التونسي الداعم بشكل واضح للقضية الفلسطينية يختلف عن مواقف بعض الدول العربية التي خير حكامها التزام الحياد وإغلاق اذانهم عن الجرائم التي ترتكب في حق الشعب الفلسطيني رغم مطالب شعوبها بالتحرك".
مناقشة