وذلك بعد ساعات من تعرض قواعد أمريكية في سوريا والعراق لهجمات صاروخية محدودة، فضلا عن هجمات متقطعة ينفذها حزب الله من الجنوب اللبناني ضد أهداف إسرائيلية.
ونقلت وكالة تسنيم الإيرانية عن باقري قوله إن "الدعم الواسع النطاق الذي تقدمه أمريكا، بما في ذلك تأمين الأسلحة والذخيرة الثقيلة لإسرائيل، بمثابة مشاركة من الحكومة الأمريكية في جرائم إسرائيل"، واعتبر ذلك "سببا لتعقيد الأوضاع في غزة" وحذر من عواقبه.
وفي حديثه لـ"سبوتنيك" قال خبير الشؤون الأمريكية، عاطف الغمري، إن "السلوك الأمريكي الداعم لإسرائيل في غزة هو جزء من الفلسفة السياسية الأمريكية التي تعتبر إسرائيل قاعدة متقدمة لأمريكا في الشرق الأوسط، كما أنها تمثل قاعدة استخباراتية للولايات المتحدة في المنطقة، لذلك فإن كل العمليات التي قامت بها إسرائيل في المنطقة كانت الولايات المتحدة شريكة بها".
واعتبر الخبير أن "عمليات المقاومة لها أساس، لأنها أطلقت التحذيرات مرارا من أن عدم حل القضية سيؤدي إلى ذلك، خاصة أن الولايات المتحدة تتحدث دائما عن حل الدولتين ولا تنفذ شيئا، ما يمثل نوعا من التلاعب حيث تتحدث دون أن تقوم بأي عمل تنفيذي لما تقول".
من جانبه، أوضح خبير الشؤون الإيرانية، محمد غروي، أن "القرار لدى محور المقاومة هو قرار شخصي وليس خاص بإيران، معتبرا أن هناك مغالطات بأن إيران تعطي أوامر للمقاومة وهم ينفذون، لكن عملية طوفان الأقصى كانت خير دليل بأن المقاومة هي من تتخذ القرار، وهي التي تحدد ساعة الصفر"، على حد قوله.
وأشار إلى أن "ما يحصل في غزة ليس بحاجة لأن تعطي ايران أوامر، لأن ما يقوم به الإسرائيلي من مجازر يومية يجعل المقاومة على أهبة الاستعداد، وهي تقوم بالرد حتى على مستوى صغير أو من أجل إرسال رسالة للولايات المتحدة بأن تضغط على نتنياهو لوقف الحرب الهمجية الفاشلة".
وأكد الخبير أن "حزب الله يتدرج في العمليات ضد إسرائيل، ويسير وفق مخطط مرسوم جيدا وبحنكة، وربما تكون الخطة الأولى لديه هي عملية إلهاء دائم للعدو، وإخلاء للمستوطنات وضرب الأهداف الاستخباراتية والأمنية الإسرائيلية على الحدود مع لبنان، ويبدو أنه يسعى أيضا لاستجرار الجيش الإسرائيلي إلى الحدود مع لبنان ليلهيها عن الاجتياح البري لغزة، بالإضافة إلى أن لديه العديد من الخطط والسيناريوهات للتقدم إذا ما تطورت الأمور".
أكد أستاذ العلوم السياسية، جمال الشلبي، أنه "ليس من مصلحة الولايات المتحدة، ولا من مصلحة الغرب أن يدخلوا في حرب، حيث أنه لديهم أزمة كبرى، كما أن الرأي العام العالمي لا يحتاج إلى حرب أخرى في المنطقة، لأنه إذا دخلت أمريكا ودعمت إسرائيل بشكل كامل إسرائيل فلا أحد يعلم نوايا إيران، التي لديها مخالب في الشرق الأوسط".
لكنه قال إنه "لا أحد ولا الأمريكيين ولا حتى الإيرانيين يرغبون بالدخول في حرب، لكن التصعيد يأتي ربما من أجل الضغط وللحصول على مكاسب".
وأوضح الخبير أن "التفاوض هو الأساس الأول في أي حرب، وبالتالي لابد أن نذهب إلى التفاوض وإلا سندخل في عنق زجاجة، ولا أحد يريد الدخول في حرب عالمية ثالثة تؤذي الجميع، لا على المستوى السياسي ولا الاقتصادي ولا العسكري".
إعداد وتقديم: جيهان لطفي