ويرى المحلل اللبناني أن "العالم يترقب مواقف روسيا والصين والدول الساعية لتعدد القطبية، خاصة أن الغرب يريد فرض هيمنته من جديد في المنطقة انطلاقا من الأزمة في غزة".
ولفت إلى أن "بنيامين نتنياهو لم يحقق أي هدف سياسي حتى الآن من وراء حربه على غزة".
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك" أنه "إذا كان معيار الانتصار في الحروب مرتبط بما يتحقق من هذه الأهداف، فإن كل ما أنجزته حكومة إسرائيل "المتطرفة" هو دك الحجر وإزهاق أرواح البشر في غزة، الأمر الذي سيحمّلها بعد هدوء المدافع الكثير من المسؤوليات داخليا وعلى صعيد الرأي العام العالمي، كآخر دولة في العالم تمارس الفصل العنصري".
وتابع: "مقولة نتنياهو عند إعلانه المواجهة بأنه سيغيّر وجه المنطقة لـ50 عاما مقبلة، تكشف حقيقة الحرب التي يخوضها، بمثل ما يكشفها أيضا ذلك الكم الكبير من حاملات الطائرات والمدمرات الأمريكية والأوروبية في شرق البحر المتوسط".
ومضى بقوله: "المخطط هو البدء بحرب غزة، لكن مجرياته أكبر بكثير، خاصة مع إعلان أمريكا عزمها إرسال المزيد من جنودها، تحت شعار حماية الرعايا والمصالح الأمريكية في الشرق الأوسط، بحسب تعبير وزير خارجيتها أنتوني بلينكن".
وواصل: "المشروع الإسرائيلي الأمريكي الأوروبي يسعى لتصفية القضية الفلسطينية، عبر تفريغ الأرض من أبنائها، واقتطاع أراض عربية لتصبح موطنا لهم، إذ يتم سلخ 750 كيلومتر مربع من سيناء لإقامة أكثر من مليوني فلسطيني من غزة، ويلي ذلك ترحيل فلسطينيي الضفة الغربية إلى الأردن".
ولفت إلى أن "المشروع قديم متجدد أطلقه الحاخام مئير كهاناه عام 1980، أي بعد 7 سنوات من انتصار أكتوبر، ثم تبناه برنارد لويس في عام 1983 ووافق عليه الكونغرس الأمريكي في جلسة سرية عام 1990، وكان في مقدمة أهدافه ما سمي بـ"الربيع العربي"، وبعدها صفقة القرن".
وشدد على أن "المسألة لم تعد على مستوى تنظيمات وحركات مسلحة، وإنما باتت تتعلق بدول المنطقة، ولذلك اتخذت مصر موقفا تاريخيا شكّل حائط صد بوجه هذا المشروع، الذي يتألف من نقطتين: الرفض القاطع والحاسم لتهجير فلسطينيي غزة الى سيناء، وحل القضية الفلسطينية على قاعدة حل الدولتين الذي تبنته الأمم المتحدة مطلع الألفية الثانية".
ويرى محمد سعيد الرز أن "مصر شكّلت موقفا عربيا واحدا حول هذا المشروع العربي، الذي تبدّى واضحا في قمة القاهرة الدولية بمثل ما ظهر واضحا تحفظ المحور الغربي عليه".
ووفق المحلل اللبناني، فإن "هناك حاجة لانعقاد قمة عربية استثنائية تتبنى هذا المشروع، وتعيد التأكيد عليه بحزم ووضوح، مع إعادة النظر في اتفاقيات السلام وجدواها مع إسرائيل، خاصة وأن هذه الأخيرة هي التي نسفت اتفاقي أوسلو ووادي عربة".
ولفت إلى أن "الأنظار مصوّبة اليوم تجاه مصر، التي باتت تحمل تفويضا عربيا جامعا للتصدي لأهداف إسرائيل، ومن ورائها وفي نفس الوقت فإن هذه الانظار تترقب ماهية مواقف روسيا والصين ودول "بريكس" حول الصراع المنبعث من غزة، وتبدو آفاقه مفتوحة على امتداد الإقليم كله".
وأشار إلى أن "حركة المتغيّرات الدولية الراهنة تطرح تساؤلات مهمة تتعلق بمدى قدرة الغرب على التوسع في المنطقة العربية وأفريقيا، أو أنه سيصاب بتراجع آخر لصالح قيام عالم جديد تحكمه قيم التكامل والتعاون والتنمية وحقوق الشعوب".