متى يقرر "أنصار الله" إرسال صواريخهم إلى إسرائيل تضامنا مع غزة؟

أنصار الله
أعلنت جماعة "أنصار الله" اليمنية في صنعاء دعمها لقطاع غزة منذ اليوم الأول للحرب مع إسرائيل، لكنها لم تحدد ما هو نوع الدعم، وهل سيكون مباشرا أم لا.
Sputnik
وأخيرا، أعلن رئيس حكومة صنعاء عن استهداف السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر، ما لم تتوقف عمليات القتل والإبادة الجماعية للفلسطينيين في غزة، فهل تدخل جماعة "أنصار الله" اليمنية في حرب مباشرة مع إسرائيل، أم أن الأمر يخضع لحسابات محلية وإقليمية ودولية؟
بداية، يقول الخبير العسكري والاستراتيجي اليمني، العميد عزيز راشد، اليوم الاثنين، إن "التصريحات التي أطلقها رئيس حكومة تصريف الأعمال في صنعاء، الدكتور عبد العزيز بن حبتور، حول استهداف السفن البحرية الإسرائيلية في البحر الأحمر، إذا ما استمرت عمليات الإبادة الجماعية التي تنتهجها إسرائيل ضد الفلسطينيين في غزة، تؤكد على مكانة فلسطين في قلب اليمنيين".
حسابات المقاومة
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك" أنه "في الحروب هناك خطوط حمراء يتم بناء عليها حسابات المقاومة، وتوقيت متى يتم توجيه ضربات صاروخية كبيرة ضد الأهداف الإسرائيلية أو المتعاونين معهم، بالتالي من واجب الأمم المتحدة ومجلس الأمن التدخل لوقف تلك المجازر الوحشية التي ترتكبها أمريكا والعدو الصهيوني".
وتابع راشد: "نحن اليوم أمام مذبحة علنية لا يجب السكوت عليها، سواء على المستوى الإنساني أو القومي والعربي والإسلامي، وقضية فلسطين هى قضية كل مسلم وعربي ومن يتخلى عنها هو خارج عن تلك المنطقة".
باحث يمني لـ"سبوتنيك": أنصار الله قد تدخل "حرب غزة" بهذه الأدوات
قوانين الحروب
وأشار الخبير العسكري إلى أن "العدو الصهيوني تجاوز قوانين الحروب والقوانين الإنسانية المتعلقة بالمدنيين والأسرى أثناء الحروب، إذ تم قصف المستشفيات ودور العبادة وقصف المدنيين من النساء والأطفال في أماكن اللجوء وارتكاب المجازر الغير مسبوقة في تاريخ القضية الفلسطينية، لكن الغريب أن هناك صهاينة في المنطقة أكثر من الصهاينة أنفسهم".
وقال راشد: "لو دخلت صنعاء اليوم في مواجهة مباشرة مع العدو الصهيوني، فإنك ستجد قوى من الداخل ومن دول الجوار ستدخل في حرب مباشرة مع صنعاء وتنسى القضية الفلسطينية لأنها لا تعنيهم، بل إن تدمير اليمن وقدراته هو الذي يعنيهم بكل تأكيد".
إزدواجية المعايير
ولفت الخبير العسكري إلى "ازدواجية المعايير العالمية المفضوحة، والتي تريد من الضحية أن تشكر من قتلها وانتهك حرمتها وسلبها أعز ما تملك، بل يجب شكر القائل على ما ارتكب من جرم نتيجة عدم طاعة الضحية له، المشاهد في غزة قاسية والعالم يتفرج على الإبادة الكاملة للمدنيين في القطاع".
السفن الإسرائيلية
من جانبه، يقول القيادي في الحراك الجنوبي في اليمن، عبد العزيز قاسم، إن "لصنعاء حسابات مباشرة أو غير مباشرة قبل الإقدام على قصف السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر".

وأردف: "في اعتقادي أن جماعة "أنصار الله" اليمنية، سوف يركزون في تلك المرحلة على باب المندب والمصالح الأمريكية في شبوة وحضرموت، والتي تعد أهم منابع النفط في اليمن، تلك هي الأهداف التي يمكن استخدامها، وربما يكون هناك استهداف مباشر حسب المعطيات على الأرض".

وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك" أن "تصريحات رئيس وزراء حكومة صنعاء بشأن ضرب السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر تحمل العديد من الرسائل، فربما تريد واشنطن استثارة جماعة "أنصار الله" اليمنية ودفعهم إلى الجنوب".
وأشار قاسم إلى أنه "بعد الإعلان الأمريكي عن اعتراض صواريخ بواسطة السفن البحرية الأمريكية كانت على ما يبدو متجهة نحو إسرائيل ويعتقد أنها من اليمن "وفقا للرواية الأمريكية"، هذا الأمر تعاملت معه صنعاء بصمت كبير لساعات، ولم تتبنى العملية ولم تنفي التهمة، لكنها في النهاية أعلنت عنها، وعلى ما يبدو أرادت حكومة صنعاء أن تقيس ردود الفعل على تلك العملية من المنطقة والعالم والمنظمات الدولية".
"أنصار الله" تلوح بالمشاركة في الحرب على إسرائيل وتفويج مئات آلاف المقاتلين إلى فلسطين
وأكد رئيس حكومة تصريف الأعمال التابعة لجماعة "أنصار الله" اليمنية في صنعاء، عبد العزيز بن حبتور، أن يوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 سيظل خالدا في تاريخ الأمة والشعب، ويوما عظيما في تاريخ الإنسانية جمعاء.
وقال بن حبتور، في كلمة له أمس الأحد، إن "الأمريكيين اعترضوا صواريخ ومسيّرات كانت متجهة نحو الأراضي المحتلة وأسقطوا جزءا منها والجزء الآخر استطاع الوصول إلى أهدافه"، حسب قناة "الميادين".
وأضاف أن "صنعاء ساهمت وستساهم بكل الإمكانيات للرد على المجازر في غزة"، مؤكدا أنه "إذا استمر الاعتداء على غزة فستتعرض السفن الصهيونية للضرب في البحر الأحمر".
وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، أن سفينة حربية أمريكية اعترضت الخميس الماضي صواريخ انطلقت من اليمن، لافتةً إلى أنه يجري التحقيق فيما إذا كانت موجهة نحو إسرائيل.
وقال المتحدث باسم البنتاغون، الجنرال بات رايدر، في مؤتمر صحفي، إن "مدمرة تابعة للبحرية الأمريكية اعترضت عدة صواريخ أطلقت عليها قبالة سواحل اليمن".
وأضاف أن "المدمرة "يو إس إس كارني" اعترضت 3 صواريخ كروز ونحو 8 طائرات مسيرة".
وأوضح أن "التقديرات الأولية تشير إلى أن المدمرة "يو إس إس كارني" لم تكن هدفا لأي من الصواريخ أو الطائرات المسيرة".
وتابع: "لا يمكننا أن نقول على وجه اليقين ما الذي كانت تستهدفه هذه الصواريخ والطائرات المسيرة، لكنها انطلقت من اليمن متجهة شمالًا على طول البحر الأحمر ربما إلى أهداف في إسرائيل".
وأكد المتحدث أن أيا من البحارة الأمريكيين على متن السفينة لم يصب بأذى.
خبير عسكري يمني يوضح لسبوتنيك حقيقة إطلاق "أنصار الله" صواريخ نحو إسرائيل
كما لفت إلى أن الحادث وقع في ساعات المساء الأولى من اليوم الخميس بالتوقيت المحلي، وتم إسقاط الصواريخ فوق الماء وليس الأرض.
ونقلت وسائل إعلام أمريكية وإسرائيلية عن مسؤولين أن الصواريخ أطلقها مقاتلو جماعة "أنصار الله" اليمنية.
وكانت جماعة "أنصار الله" اليمنية أعلنت، في وقت سابق، أنها "لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه ما يحدث في غزة سواء من الناحية الإنسانية أو العسكرية".
بينما قال زعيم جماعة "أنصار الله" اليمنية، عبد الملك الحوثي، إن الشعب اليمني مستعد لتفويج مئات الآلاف، وأكد أنهم سيذهبون إلى "فلسطين لخوض معركة الجهاد المقدس ضد العدو الصهيوني"، مضيفًا: "مهما كانت العوائق الجغرافية فلن نتردد في فعل كل ما نستطيع فعله".
ولفت الحوثي، يوم الثلاثاء الماضي، إلى أن "هناك تنسيقا كاملا مع محور المقاومة وهناك خطوط حمراء، وإذا تدخلت الولايات المتحدة مباشرة فنحن مستعدون للتدخل بالقصف الصاروخي والطائرات المسيرة".
مناقشة