الشاب نديم حامد اتخذ على عاتقه وبمبادرة فردية جلب أدوات الرسم والأوراق إلى مشفى الشفاء في غزة، ويقول نديم لوكالة "سبوتنيك": "هذه المبادرة هدفها محاولة تفريغ الضغوط النفسية على الأطفال، فمنذ بدء الحرب والأطفال يعانون من ضغوط نفسية صعبة للغاية، وهذه المبادرة مهمة في هذا التوقيت لأنها تساعد الأطفال على ممارسة هوايتهم وتفريغ الطاقة السلبية والخوف والتوتر".
جلب عدد من العائلات النازحة في مستشفى الشفاء أطفالها للمشاركة في الرسم بالألوان، وتقول النازحة هلا الحلو لـ"سبوتنيك": "عندما علمت بهذه المبادرة، جلبت أطفالي كي يعبروا بالرسم عما يجول في خاطرهم، فأطفالي يعانون من وضع نفسي صعب، وحالات من الخوف والهلع، ورأيتهم وهم يعبرون بالرسم عن مخاوفهم، يفرغون بعض الضغوط النفسية، وأتمنى أن يساعد ذلك على تحسين وضعهم، خاصة وأننا نعيش في ظروف صعبة للغاية، لا يستطيع الأطفال وحتى الكبار من تحملها".
الأطفال النازحون رسموا اسم فلسطين وعلمها، ورسموا لوحات تعبر عن خوفهم من القذائف والقصف، ورسموا لوحات الأمل بشروق الشمس وعودة الحياة إلى طبيعتها في قطاع غزة، ويقول نديم حامد صاحب المبادرة: "أطالب كل من لديه فكرة أو مبادرة تساعد أو تخفف عن الأطفال سواء كانت في مناطق النازحين أو في المدارس أو المستشفيات أو حتى الأطفال الذين ما زالوا في بيوتهم، أطالبهم أن يباشروا بعمل مثل هذه المبادرات التي تخفف من الوضع النفسي للأطفال، وأعلم أنها ليست الحل لما يحصل في قطاع غزة، لكنها تساعد على الأقل في تخفيف الألم المتصاعد لدى الأطفال الذين لا يدركون ما يحصل".
وقد تعرض الأطفال الفلسطينيون في قطاع غزة إلى استهداف مباشر جراء القصف الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، وقد قتل منذ 18 يوم على بداية الحرب أكثر من 1900 طفل، وجرح الآلاف، وأما الاطفال الذين ينجون من القتل والإصابة، تلاحقهم الصدمة، ويحتاجون إلى خدمات الصحة العقلية والدعم النفسي والاجتماعي، خاصة وأن هناك المئات من الأطفال الذين باتوا بلا عائلة.