وأضاف أن ذلك الأمر يأتي بعد أن تحقق انتصارا للجيش الإسرائيلي الذي لقي هزيمة نكراء خلال عملية "طوفان الأقصى"، في الأيام الأولى للحرب على غزة.
وقال زادة، في اتصال مع وكالة "سبوتنيك"، اليوم الثلاثاء: "الآن أصبح واضحا أن هناك عملية اصطفاف وانقسامات وصراعات بين الشرق والغرب نتيجة لتداعيات عملية طوفان الأقصى، فغالبية قادة الغرب والولايات المتحدة الأمريكية، جميعهم انتفضوا لنصرة إسرائيل وجلسوا في مجلس الحرب المصغر في إسرائيل، وأعلنوا عن دعمهم المطلق للكيان الصهيوني".
وتابع المحلل السياسي أن "الولايات المتحدة تريد ألا يكون هناك تدخل لا من إيران ولا من جهات أخرى ولا من الفصائل المتواجدة في سوريا ولبنان والعراق، بل تريد تنفيذ سيناريو وهو إبادة جماعية لأهالي غزة، مع إنهاء قطاع ومدينة غزة من الوجود الجغرافي في الأراضي المحتلة، وإبعاد أهالي غزة من هذه المدينة وسيطرة إسرائيل على القطاع، هذا هو السيناريو الأمريكي".
واستطرد حسن زادة: "بطبيعة الحال تدخل جهات إقليمية يعني تدخل دول أخرى، مثل روسيا والصين ودول أخرى في المنطقة، والولايات المتحدة الآن في ظل هذه الظروف لا تريد ولا تسمح لها الظروف أن تتدخل في مواجهة دول كبرى، ولهذا السبب تريد تحقيق انتصار وتنفيذ خطط وأهداف وسيناريوهات، بعيدا عن التدخلات الأخرى لصالح فلسطين، لأن تدخل إيران وجهات أخرى في الحرب سوف يجعل أمد الحرب طويلة".
وتابع أن "الولايات المتحدة لا تستطيع مواجهة حرب ذات مدى طويل، ولهذا السبب هي تخشى من استمرارية الحرب وتغيير الموازين في أوكرانيا لصالح روسيا، لذلك تريد التدخل في غزة لصالح إسرائيل ولا تريد من الدول الأخرى التدخل لصالح القضية الفلسطينية".
وأكد هاني حسن زادة، مجددا، أن "الولايات المتحدة تريد تغيير الخارطة السياسية والجيوسياسية في المنطقة لصالح إسرائيل، كما تريد إبعاد الدول الداعمة للقضية الفلسطينية لكي تفعل ما تريد كما فعلت في العراق عام 2003، والآن تريد فعل الشىء نفسه في غزة، بعد أن قامت بتجييش الجيوش والأساطيل والمدمرات التي لم تستخدم سوى في الحروب الكبرى، ولم تأت غالبية تلك الأسلحة للمنطقة من قبل، كل هذا ضد فصيلين هما "حماس" و"الجهاد" وفق المعلن، هذا غير منطقي، لأن الهدف الحقيقي هو تغيير الخارطة السياسية والجغرافية في الشرق الأوسط وتكون كل الأطراف خاضعة لإرادة إسرائيل، وهى خطة جهنمية تريد واشنطن تنفيذها دون ثمن".
وأشار زادة، إلى أنه في ظل الصمت والتخاذل العربي والنأي بالنفس عما يحدث، يمكن لواشنطن أن تعمل على تنفيذ ما تريد، بل إن بعض المسؤولين العرب وصف فصائل المقاومة بأنها عصابات إرهابية في غزة، الأمر الذي قد يدفع المجتمع الدولي بتصنيف فصائل النضال والمقاومة بأنها فصائل إرهابية، ومن ثم العمل على نزع السلاح منها وإبعاد أهل غزة، لكن إذا ما تدخلت دول مثل إيران وروسيا ودول أخرى، هذا الأمر سوف يجعل أمريكا تعيد حساباتها في عملية تمرير تلك الخطة التي تهدف لجعل المنطقة خاضعة لإرادة إسرائيل.
ولفت المحلل السياسي، إلى أن "الحرب البرية في غزة وشيكة ولا بد منها لكي يحقق نتنياهو، الذي يقع تحت المطرقة والسندان، أي انتصار، من أجل مستقبله ومستقبل حزبه السياسي"الليكود"، بل يريدون أيضا محو وصمة العار في الهزيمة التي واجهها الجيش الإسرائيلي".
أكد وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، مساء أمس الاثنين، أن "الولايات المتحدة الأمريكية أرسلت رسالتين إلى إيران تؤكد فيهما أنها لا تنوي توسيع دائرة الحرب، وليست معنية بتوسيع رقعة الأزمة في المنطقة".
وقال عبد اللهيان إن "الولايات المتحدة طالبت إيران بضبط النفس، ودعوة الأطراف الأخرى في المنطقة أيضًا إلى الهدوء"، محذرا من أنه "في حال ارتكبت إسرائيل خطأ شن هجوم بري على غزة ستتورط في مستنقع لا يمكنها التخلص منه"، حسب وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا".
وختم عبد اللهيان: "أوجّه رسالة مباشرة إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن بأنه كفى نفاقًا، وهل المجازر وقصف المدنيين وتدمير المستشفيات تتوافق مع شعاراتكم؟"، معتبرا "المقاومة حق مشروع للفلسطينيين".
وأكد الحرس الثوري الإيراني، في وقت سابق أمس، أن "جبهة المقاومة في فلسطين قادرة على التحرك بمفردها ولا تعاني من أي نقص بشري في عدادها في غزة".
وقال نائب القائد العام للحرس الثوري الإيراني، العميد علي فدوي، إنه "إذا أراد أشرار العالم القيام بتصرف أحمق مثل اجتياح الأراضي الفلسطينية، فسيواجهون فشلًا ذريعًا وسيتلقون ردًا حاسما من جبهة المقاومة".
وأوضح في الوقت ذاته، أنه "إذا لزم الأمر سنطلق الصواريخ مباشرة باتجاه حيفا"، مؤكدًا أن بلاده لا تعطي الأسلحة والصواريخ لقوى المقاومة، لأنها تنتجها بنفسها".
واتهم المرشد الإيراني، علي خامنئي، في وقت سابق، إسرائيل بـ"ارتكاب جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة أمام العالم".
وحذر خامنئي، في كلمة له، من "نفاد صبر المقاومة والمسلمين إذا تواصلت الجرائم في غزة"، مؤكدًا أنه "لا يمكن لأي طرف أن يقف أمامهم".
وأعلن القائد العام لـ"كتائب عز الدين القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس" الفلسطينية، محمد الضيف، في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، بدء عملية "طوفان الأقصى" لوضع حد "للانتهاكات الإسرائيلية"، بحسب قوله.
وقال الضيف في بيان: "الضربة الأولى والتي استهدفت مواقع العدو ومطاراته وتحصيناته العسكرية قد تجاوزت 5 آلاف صاروخ وقذيفة".
وأعلن بعدها الجيش الإسرائيلي بدء عملية "السيوف الحديدية"، وشن غارات قوية على قطاع غزة، بالإضافة إلى اشتباكات مع مقاتلي "حماس" داخل المستوطنات.لكم أن تأخذوا تحذيراتنا على محمل الجد
وأعلن أبو عبيدة، المتحدث باسم "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس"، أن عدد الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة يتراوح بين 200 إلى 250.
وفي اليوم ذاته، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانييل هاغاري، في مؤتمر صحفي، أنه تم التواصل مع عائلات 199 مختطفا إسرائيليا.