خبير جزائري لـ"سبوتنيك": ماكرون اقترح محاربة "حماس" لإنقاذ فشله الدبلوماسي

أكد الخبير الجزائري المختص في الشؤون الاستراتيجية، رشيد علوش، أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يبحث، باقتراحه توسيع نطاق عمليات التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" الإرهابي، ليشمل محاربة حركة "حماس" الفلسطينية، عن إنقاذ فشله الدبلوماسي في مجمل القضايا التي انخرطت فيها بلاده.
Sputnik
ماكرون من إسرائيل: فرنسا جاهزة لتشكيل "تحالف إقليمي ودولي" لمحاربة "حماس"
الجزائر - سبوتنيك. وقال علوش، في تصريح لوكالة "سبوتنيك"، اليوم الثلاثاء، إن "الرئيس الفرنسي يبحث، باقتراحه توسيع نطاق عمليات التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" الإرهابي، ليشمل محاربة حركة "حماس" الفلسطينية، على قشة ينقذ بها فشله الدبلوماسي في مجمل القضايا التي انخرطت فيها بلاده".
وأضاف أن "ماكرون يبحث عن زخم إعادة مكافحة الإرهاب في العالم لإيجاد تمويل وقناة يمكن أن يعود عبرها التأثير الفرنسي على القارة الأفريقية، خاصة بعد انحصاره من طرف مجموعة من الدول".
وشدد الخبير الجزائري على أنه "لا مجال للمقارنة بين تنظيم داعش الذي يعتبر صناعة غربية، وبين مقاومة الشعب الفلسطيني الباحث عن حريته وتحرير أرضه وإقامة دولته في حدود حزيران (يونيو) 1967".

وأشار إلى أن "هذا التبني الكامل للرواية الصهيونية والغربية تجاه ما يحصل في فلسطين، وما حققته المقاومة من إنجازات ومكاسب استراتيجية في الصراع، دفع مجموعة من الدول الغربية وعلى رأسهم فرنسا لتبني الرواية التي تقول أن "داعش" والحركات المقاومة الفلسطينية متشابهة".

وبيّن أن "ماكرون اليوم غير قادر حتى على مسايرة الزخم الدبلوماسي في العديد من القضايا التي كان يُنظر لها على أنها استراتيجية للدبلوماسية الفرنسية"، مضيفا: "نتحدث عن الفشل في الساحل، وغرب أفريقيا، وحتى في لبنان".
وأكد أن "تصريح ماكرون غير مسؤول في ظل تبنيه للرواية الصهيونية وللسردية الغربية تجاه حركات المقاومة في فلسطين، وهو الأمر الذي يدفع إلى أهمية إعادة بناء نظام دولي بمعايير قانونية وقيم تحفظ حق الشعوب والدول في تقرير مصيرها والدفاع عن نفسها".
نتنياهو: لدينا مهمة واحدة فقط وهي سحق "حماس"
ولفت إلى أن "القواعد التي كُرست منذ سنة 1945، أصبحت اليوم غير قادرة على حماية السلم والأمن الدوليين، وجرائم الإبادة والحرب والعقاب الجماعي المنتهكة ضد الشعب الفلسطيني".
من جهة أخرى، قال المحلل السياسي الجزائري، أمين بلعمري، إن "تصريح الرئيس الفرنسي هو تصريح غير مسؤول ويتنافى تماما مع تصريحات سابقة له ولمسؤولين غربيين آخرين، من بينهم بايدن الذي أكد عدم السماح بتوسع رقعة الصراع في الشرق الأوسط".
وأضاف في تصريح لـ"سبوتنيك" أن "هذا التصريح يتنافى مع القانون الدولي، لأن حركة حماس إلى حد الساعة تعتبر حركة مقاومة، والمقاومة تضمنها الشرعية الدولية، وليست حركة إرهابية مثل داعش".
وفي هذا السياق، أشار المحلل الجزائري إلى "فشل الولايات المتحدة في تصنيف حركة حماس كحركة إرهابية، وذلك بعد فيتو روسي".
ورأى أن "التصريح يصب الزيت على النار ويزيد من تأجيج الوضع في المنطقة، كما أنه اعتداء آخر على الشعب الفلسطيني وحقه في إقامة دولته ذات السيادة على حدود حزيران 1967".

وبحسب بلعمري، فإن "ما قاله ماكرون يعتبر تصريحا للاستهلاك الداخلي، على اعتبار ما تعيشه فرنسا من صعوبات اقتصادية وما يعيشه ماكرون تحديدا من انتقادات شعبية وسياسية، فضلا عن كونه تنفيسا عن الهزائم المتتالية للقوات الفرنسية وسياسته في أفريقيا، خاصة بعد انتفاضة الشعوب ضد التواجد الفرنسي في القارة".

وفي وقت سابق، اقترح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، توسيع نطاق عمليات التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" الإرهابي ليشمل محاربة حركة المقاومة الإسلامية "حماس" الفلسطينية.
وقال ماكرون، في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في القدس: "فرنسا جاهزة لتشكيل تحالف إقليمي ودولي لمحاربة المجموعات الإرهابية"، معتبرا أنه "يمكن للتحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش [الإرهابي المحظور في روسيا وعدد كبير من الدول] من محاربة حماس أيضا".
وأضاف ماكرون: "حماس مجموعة إرهابية ويجب أن نقاتلها بقوة ونتضامن مع إسرائيل في مكافحة الإرهاب، وأؤكد على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها".
ويتعرض قطاع غزة إلى قصف بري وبحري وجوي إسرائيلي، منذ إطلاق حركة "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى، عملية "طوفان الأقصى"، في 7 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري.
خبير عسكري يوضح قدرة "حماس" على تصنيع وتجهيز المسيرات رغم الحصار
وفشل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، خلال جلسة في 17 أكتوبر الجاري، في تبني مشروع قرار قدمته روسيا يدعو إلى وقف إطلاق نار إنساني في غزة، ويدين كل أعمال العنف ضد المدنيين والأعمال الإرهابية، ويدعو لإطلاق سراح كل الرهائن، وإيصال المساعدات الإنسانية والإجلاء الآمن للمدنيين.
وفي 18 أكتوبر، فشل مجلس الأمن للمرة الثانية، في تبني مشروع قرار قدمته البرازيل، يدعو إلى وقف الأمر الإسرائيلي بتهجير سكان قطاع غزة، حيث استخدمت الولايات المتحدة حق الفيتو لنقض مشروع القرار؛ وقبل التصويت عليه مباشرة فشل مجلس الأمن في تبني تعديلين روسيين، يتعلقان بإدانة استهداف المدنيين في غزة دون تمييز، والدعوة لوقف فوري لإطلاق النار.
وأثار القصف الإسرائيلي المدمر على قطاع غزة احتجاجات وإدانات واسعة النطاق في جميع أنحاء الشرق الأوسط، كما حذرت دول عربية عدة من "التهجير القسري" لسكان قطاع غزة، بعد أن طالبت إسرائيل سكان القطاع بالنزوح جنوبًا أو التوجه إلى سيناء المصرية.
وأسفر القصف الإسرائيلي على غزة عن سقوط 5791 قتيلًا، ونحو 16297 مصابًا، فيما أسفرت المواجهات في الضفة الغربية عن مقتل أكثر من 95 فلسطينيًا وإصابة نحو 1800 آخرين، بينما بلغت حصيلة القتلى الإسرائيليين 1400 شخص، فضلًا عن إصابة 5431 آخرين.
مناقشة