وقال مصطفى في حديثه لـ"سبوتنيك": "في كل الأحوال لغة الحوار خير من لغة السلاح، والحوار حتما سيؤدي إلى تنازل هنا وهناك، ثم سلام يحقق الأمن والإستقرار والديمقراطية المدنية المستدامة".
ولفت رئيس الحركة الشعبية إلى أن "عودة طرفي النزاع إلى "منبر جدة" قد يحقق تقدما في ملف السلام، إذا تجرّدت الوساطة من الأجندة والمصالح الذاتية واعتدلت في وساطتها، وجاءت هذه المرة كاملة الإدراك حول أسباب النزاع وبدائل الحلول، وجاء طرفي النزاع بقناعة راسخة لتقديم كل ما يلزم لحل النزاع بعيدا عن تغبيش وعي الشعب بشعارات جوفاء كاذبة".
وأضاف: "نحن ندرك تماما حجم التضليل الذي يتوسّط شعارات كل الذين يتحدثون عن الوطن والوطنية بما فيهم "الحرية والتغيير" (المركزي) كلهم غير صادقين ويعملون لأجل المصالح الذاتية، الثوار غير التابعين لأي تنظيم سياسي هم الصادقون والجادون في تحقيق الديمقراطية والحكم المدني الرشيد، لكن تنقصهم الخبرة والإرادة السياسية، التي يستطيعون من خلالها تحقيق الوحدة والتنسيقية الفدرالية الثورية، التي تعلن الحاضنة الثورية وتنفذ أجندة الثورة".
وأوضح مصطفى أن "(منبر جدة) حسب المعلومات الواردة إلينا لا يستطيع إيقاف الحرب وتحقيق السلام المستدام، دون أن يحقق أحد طرفي النزاع تقدما كبيرا في الميدان".
وحذر مصطفى من أنه "إذا حدث ما لا نتوقعه وتم إيقاف الحرب في وجود جيشين، كل يسيطر على مواقع في ولاية الخرطوم، فذلك بمثابة قنبلة موقوتة قد تنفجر في أي لحظة وتعيد البلاد إلى مربع الدمار الشامل، لذلك مهما كانت الحرب مكلفة، لا بد أن تنتهي إلى جيش واحد مسيطر على أجندة الأمن والدفاع في البلاد".
وتعود مفاوضات "منبر جدة" من جديد، بعد 4 أشهر من التوقف، بعد قيام طرفي الصراع في السودان (الدعم السريع والجيش) بخرق الهدنة التي تم الاتفاق عليها، ومن المقرر عودة المفاوضات الخميس المقبل بمشاركة طرفي الصراع، بحسب "الشرق الأوسط".
وقال رئيس الحكومة السودانية السابق، عبد الله حمدوك، خلال الاجتماع التحضيري للجبهة المدنية لوقف الصراع واستعادة الديمقراطية في إثيوبيا، إنه "يجب أن نحافظ على وحدة السودان، لا نريد تقسيم السودان إلى دويلات"، مناشدا المجتمع الإقليمي والدولي بذل مزيد من الجهود لوقف هذه الحرب.
وأضاف أن "الحرب اللعينة أودت بحياة آلاف السودانيين الأبرياء وملايين النازحين واللاجئين، وأحدثت دمارا في البنية التحتية والمنشآت العامة والخاصة وممتلكات المواطنين بصورة تهدد وجود الدولة السودانية".
وتتواصل، منذ 15 نيسان/ أبريل الماضي، اشتباكات عنيفة وواسعة النطاق بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في مناطق متفرقة من أنحاء السودان، إذ يحاول كلا من الطرفين السيطرة على مقار حيوية، بينها القصر الجمهوري، ومقر القيادة العامة للقوات المسلحة، وقيادة قوات الدعم السريع، وعدد من المطارات العسكرية والمدنية.
واتفق طرفا النزاع مرات عدة على وقف لإطلاق النار، لكن لم يتم الالتزام به.