وفي بيان لها، نعت حركة (الجهاد الإسلامي- الساحة السورية) مقاتليها: محمد محمود موسى من (مخيم خان دنون) جنوب دمشق، وأسامة محمد خير ذيابات من (مخيم الوافدين) شمال دمشق، موضحة أنهما ارتقيا خلال معارك العزة والكرامة والدفاع عن المقدسات وأثناء تأدية واجبهم الجهادي في معركة طوفان الأقصى.
وبدأ موكب التشييع رحلته من أمام مشفى (يافا) في العاصمة السورية، وسط حضور جماهيري وقيادات حركة الجهاد الإسلامي في سوريا، وممثلين عن الفصائل المقاومة الفلسطينية والأحزاب السورية.
جال النعشان في شوارع دمشق، ثم توجها إلى المخيمين اللذين ينحدر منهما المقاتلين اللذين ارتقيا خلال المواجهات المستمرة ما بين المقاومة الفلسطينية واللبنانية، وبين جيش الاحتلال الإسرائيلي، على الحدود مع فلسطين، جنوبي لبنان.
على أصوات الرصاص الذي أطلقها رفاقهم في "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي"، شق نعش الشهيد محمد موسى طريقه إلى مثواه الأخير محمولاً على الأكتاف ورايات فلسطين ترفرف فوقه تعلوها أصوات المشيعين المطالبين بضرورة الرد والانتقام لدماء الشهداء ولجميع جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة.
وأكد المشيعون أن الشعب الفلسطيني ومقاومته مستمرون في معركتهم ضد هذا الاحتلال مهما كانت التضحيات، وأن الشعب الفلسطيني مستعد لبذل الدماء في سبيل تحرير وطنه.
تحت ظلال الأعلام الفلسطينية التي طافت حول النعش، سار والد "محمد محمود موسى" أمام نعش ابنه متوسطاً جموع المشيعين.
وفي حديثه لـ "سبوتنيك"، ورغم علامات القهر والحزن التي بدت واضحة على هيئته، إلا أنها لم تكسر صلابته، قال محمود موسى: "ابني ورفاقه المقاومين نالوا شرف الشهادة في سبيل فلسطين وفي سبيل رفع الظلم عن أبناء شعبه، هذه الشهادة تؤكد دور اللاجئ الفلسطيني في معركة (طوفان الأقصى) وكل المعارك التي يخوضها شعبنا".
وشدد موسى على أن "دماء الشهداء هي التي ستمهد الطريق لتحرير فلسطين من هذا العدو القاتل"، وأضاف: "كتب على شعبنا التضحية بدماء أبنائه في سبيل التحرير، ونحن مستعدون لهذه التضحية.. جميعنا فداء لفلسطين".
السيدة حنان موسى، عمة (محمد)، وقفت إلى جانب المسجد تنتظر خروج نعش ابن أخيها لتزفه عريساً لفلسطين في مثواه الأخير.
تحاول السيدة حنان مسح الدموع عن وجنتيها، والتماسك أمام بنات الشهيد، وتربت عليهم بالصبر مؤكدة لهم أن "والدهم نال شرف الشهادة فداء لوطنه وهذا فخر له ولعائلته.
تقول السيدة الفلسطينية لـ "سبوتنيك": "هل هناك أجمل من الشهادة في سبيل فلسطين، هي مدعاة فخر واعتزاز وشرف لنا، جميعنا فداء لوطننا ونسأل الله أن يجعلنا من الصابرين على فراق محمد، فالفراق صعب لكن ما يقوينا أنه ضحى بدمائه كرمى للأقصى ولفلسطين".
من جانبه، شدد ممثل حركة الجهاد الإسلامي في سوريا اسماعيل السندواي (أبو مجاهد) أن هؤلاء الشهداء التحقوا بركب إخوانهم المقاومين في غزة خلال معركة طوفان الأقصى، وقدموا دمائهم الغالية نصرة لأبناء شعبهم، وأكدوا مرة جديدة أن الشعب الفلسطيني شعب موحد بمختلف أماكن تواجده.
وأضاف السنداوي:
"ها هم أبناء الشتات والمخيمات الفلسطينية في سوريا ولبنان ملتحمون مع قطاع غزة والضفة الغربية وفي خندق واحد بالمعركة، وقريبا سيزحف كل أبناء الشعب الفلسطيني إلى وطنهم المحتل وينضمون إلى المقاومة في الجهاد ضد هذا العدو المجرم".
وفي لفتة إنسانية، أوضح ممثل حركة الجهاد في سوريا: "رسالتنا اليوم موجهة إلى كل من يراهن على هذا العدو، نقول لهم أن أرض فلسطين هي للعرب والمسلمين وإن تآمر المتآمرون على أرضنا وشعبنا، فنحن بإذن الله منتصرون.. يقول تعالى (وَلَا تَهِنُواْ فِى ٱبْتِغَآءِ ٱلْقَوْمِ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ ٱللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا).
وختم حديثه لـ "سبوتنيك" بالقول: "قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار، هذا وعد الله عز وجل، والنصر قريب إن شاء الله".
وتشهد الحدود الجنوبية اللبنانية توترا منذ انطلاق عملية "طوفان الأقصى" يوم السبت 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، حيث أعلن "حزب الله" مقتل عدد من عناصره جراء قصف إسرائيلي وعمليات عسكرية، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي عن عدد من القتلى في صفوف عناصره أيضا.