متحدثة الشرق الأوسط في الصليب الأحمر تكشف لـ"سبوتنيك" الوضع الإنساني والطبي في غزة ووضع الرهائن

قالت إيمان الطرابلسي، المتحدثة الإقليمية للجنة الدولية للصليب الأحمر في الشرق الأوسط والأدنى، إن السكان في قطاع غزة لا يستطيعون الحصول على أدنى احتياجاتهم من غذاء وماء ولا يستطيعون البقاء في مكان آمن.
Sputnik
وتحدثت الطرابلسي عن الأوضاع التي يعيشها أهالي القطاع، وكذلك فيما يتعلق بعجز الإمدادات الطبية، وما يعانيه الأطباء من ظروف شبه مستحيلة.
محتجون أمام "الصليب الأحمر" في دمشق يطالبون بحماية غزة من "الفظاعة" الإسرائيلية
وفي مقابلة مع "سبوتنيك"، أشارت إلى الدور الذي تقوم به اللجنة الدولية للصليب الأمر في الإفراج عن الرهائن، وسعيها كذلك لإدخال مساعدات إضافية، خلال الأيام المقبلة.

إلى نص الحوار:

بشأن آخر التطورات على صعيد غزة... ما تفاصيل الوضع الآن؟
للأسف لليوم الثامن عشر على التوالي، فإن سكان غزة بحاجة لأبسط احتياجاتهم، في حين أن الوضع الإنساني عامة أكثر من خطر.
نحن نرحب بدخول دفعات أولى من شاحنات الإغاثة الإنسانية، لكننا نحث كل الأطراف على العمل من أجل استدامة دخول قوافل المساعدات الإنسانية بشكل يتماشى مع ضخامة الاحتياجات الإنسانية في قطاع غزة.
ما العوائق الأخرى التي ترتبط بدخول وتوزيع المساعدات الإغاثية؟
للأسف المساعدات الإنسانية وحدها لا تكفي، إذ يحتاج عمال الإغاثة والمنظمات للظروف المناسبة لاستلام ونقل وتوزيع المساعدات الإنسانية والإغاثية، داخل غزة، وهو ما يتطلب الاتفاق على وقف للاقتتال ولو مؤقتا، من أجل التقاط السكان لأنفاسهم، وثانيا لتمكين منظمات الإغاثة والعمال من القيام بمهامهم الإغاثية.
كيف يحصل السكان على احتياجاتهم من الغذاء والماء في ظل هذه الظروف؟
للأسف، الوضع مرعب بشأن إمكانية حصول السكان على احتياجاتهم من الغذاء والمياه، أو بشأن الحصول على ملجأ آمن وخدمات صحية وأدوية، حيث تصطف النساء بالساعات أمام المخابز التي لا تزال تعمل حتى الآن للحصول على القليل من الخبز، الذي لا يحصلون عليه في بعض الأحيان.
مراسل يدفن 7 من أفراد أسرته ويستأنف تغطية أحداث غزة... صور وفيديو
وماذا عن الوضع الصحي في المستشفيات والمراكز الطبية في القطاع؟
قطاع الصحة أصبح على مشارف الانهيار التام، حيث تعمل المستشفيات والمراكز المتبقية في ظروف شبه مستحيلة، في ظل معاناة الطواقم الطبية من الإنهاك، وعدم توافر المستلزمات الطبية، والأسرة وكل ما يحتاجون إليه، كما أن غرف الجراحات لا تكاد تفرغ من المرضى.
أيضا أذكر أن الأطباء لا يستطيعون الاستجابة لضخامة الاحتياجات الطبية.
الوضع الآن داخل بعض المستشفيات كما وصف لنا الزملاء على الأرض، هو كارثي، في مستشفيات تعد أساسية الآن في القطاع ومنها مستشفى القدس ومستشفى الشفاء، إذ تعج بالآلاف من النازحين الذين يلجؤون للمستشفيات تفاديا للقصف والقتل، فضلا عن المرضى، والأشخاص من ذوي الاحتياجات.
وماذا عن الوضع داخل الملاجئ وفق تواجدكم على الأرض في القطاع؟
للأسف الوضع كارثي أيضا، كما وصف لنا أحد الزملاء من فريق العمل الذي يتواجد في أحد الملاجئ مع عائلته، إذ لا تتوفر الحمامات أو مياه الشرب، والدواء، كذلك فيما يتعلق بالحفاظات أو الألبان للأطفال.
أذكر أن الوضع الإنساني خطر جدا، وأن دخول المساعدات هي خطوة أولى، لكنها غير كافية لسد الاحتياجات الخاصة لأهالي القطاع، في ظل الأزمة الكارثية التي يعيشونها.
نائب رئيس البرلمان الجزائري: "الإبادة الجماعية" في غزة قامت بها فرنسا في الجزائر عام 1945
فيما يتعلق بملف الرهائن... هل هناك اتصالات تُجرى في الوقت الراهن للإفراج عن المزيد منهم؟
دعني أؤكد لك أن جميع الترتيبات التي تتم في هذا الإطار لا يفصح عنها، وهي آلية عمل للجنة الدولية للصليب الأحمر، وليست لإخفاء المعلومات، بل للحفاظ على آلية العمل في كل الأماكن.
نحن نحافظ على الحوار الثنائي والسري مع جميع الأطراف المتداخلة وهي آلية عمل، خاصة أن الإفصاح عن المعلومات للمجال العام من شأنه أن يعرقل سير أو تطور الملف.
ما يمكنني أن أصرح به أننا على اتصال مع جميع الأطراف المعنية، بما فيها حركة "حماس".
أيضا أذكر أن هدفنا من البداية كان زيارة جميع الأشخاص الرهائن، ومحاولة فتح باب التواصل مع عائلاتهم، من خلال تسليم الرسائل، ونحن مستعدون للمشاركة في جميع عمليات الإفراج المستقبلية.
وبشأن الرهائن الأربع الذين تم الإفراج عنهم خلال الأيام السابقة، كانت مشاركة الهلال الأحمر من خلال نقل الرهائن من غزة إلى إسرائيل، ونحن مستعدون لمواصلة هذا خلال العمليات المستقبلية.
كما أريد التنويه إلى أننا منذ بداية الأحداث، دعَونا كافة الأطراف لإطلاق سراح جميع الرهائن في أقرب وقت ممكن، حيث أن احتجاز الرهائن يتنافى مع ما ينص عليه القانون الدولي الإنساني.
تغطية مباشرة لـ"طوفان الأقصى".. إسرائيل تواصل محاولة التوغل بغزة والمقاومة تتصدى.. صور وفيديو
هل سلمتم الرسائل بالفعل من أهالي الرهائن أو العكس... وهل يشمل الأمر الرهائن لدى الطرفين؟
نحن نتحدث عن الرهائن لدى حركة "حماس"، وأعود للتأكيد أن آلية العمل السرية التي تتبعها اللجنة تُطبق على كل هذا النوع من المعلومات، إذ لا يمكننا الإفصاح عن هذه المعلومات للعلن.
هل هناك ضمانات للأطقم الخاصة بالصليب الأحمر أثناء تحركاتها على الأرض أو عوامل تأمين؟
للأسف أعيد التأكيد مرة ثانية اللجنة الدولية للصليب الأحمر ليس لديها القدرة المادية لحماية المدنيين أو طواقمها من القصف، لذلك فإن المسؤولية تقع على عاتق الأطراف المنخرطة في النزاع الذين يجب أن يعملوا على توفير الضمانات الأمنية للفاعلين الإنسانيين.
ولذلك نحن بحاجة للتأكيد على أن دخول المساعدات وحده غير كاف لوصولها للمستحقين، نظرا لما يتطلبه الأمر من توافر الضمانات الأمنية، لطواقم الإغاثة والفاعلين في المجال الإنساني.
تتواجد فرقنا داخل القطاع وتعيش نفس الظروف التي يعيشها أهالي القطاع، هناك بالفعل العديد من طواقم المنظمات الإنسانية والطبية قتلوا، وهو أمر مؤسف وغير مقبول.
هل تعرض أي من أفراد الصليب الأحمر لأي أضرار حتى الآن؟
حتى الساعة لم يصب أي من أفراد طاقمنا بأذى، لكن شريكنا الأساسي هو الهلال الأحمر الفلسطيني، فقد 4 من أعضاء الفريق حتى الآن، كما جرح الكثيرين من مسعفيه من بداية الأحداث. ونحن ننادي جميع الأطراف بضرورة عدم استهداف الأطقم الإغاثية وتوفير عوامل الأمن للقيام بمهامهم.
هل يمكن للصليب الأحمر والمنظمات الأممية ممارسة أي نوع من الضغوط لوصول المساعدات إلى شمال غزة والمناطق التي لم يصلها أي شيء حتى الآن؟
خلال محادثتنا مع جميع الأطراف المتداخلة في الأزمة، نواصل مناشدتنا من ناحية إنسانية بحتة، خاصة أن المستشفيات اليوم غير قادرة على تأمين الوقود اللازم لتشغيل الكهرباء، إذ يمكن أن تتوقف حاضنات الأطفال في أي لحظة ينفد فيها الوقود، كما أن الكثيرين من المرضى بحاجة للأكسجين، وهم معرضون للخطر، نتيجة ضعف الموارد، وعدم وجود الكهرباء والإمدادات.
ما طبيعة الإمدادات أو المساعدات التي قدمها الصليب الأحمر حتى الآن؟
بالنسبة للصليب الأحمر، جهزنا نحو 60 طنا من المساعدات، معظمها من المستلزمات الخاصة بقطاع الصحة والمعدات الطبية والجاهزة للاستخدام، بالإضافة للأدوية.
كما يستعد الطاقم الجراحي، الذي يمكنه الدخول لمستشفيات غزة للمساعدة في العمليات الجراحية الاستعجالية، ونأمل أن نبدأ في القريب بإدخال المساعدات الإضافية ووصولها إلى المستشفيات، لكن حتى الآن لا يتوفر لدينا التوقيت الدقيق.
أجرى الحوار/ محمد حميدة
مناقشة