القاهرة - سبوتنيك. وقال شكري، في كلمة ألقاها أمام مجلس الأمن الدولي في جلسة حول الوضع في الشرق الأوسط، مساء اليوم الثلاثاء، إن "مصر تطالب بالوقف الفوري والمستدام لإطلاق النار في قطاع غزة قبل فوات الأوان ودون قيد أو شرط".
وأشار إلى أن اللحظة الحالية تأتي نتيجة ممارسات "هدفها تكريس الاحتلال"، مؤكدًا أن "ما يحدث خرق فعلي للقانون الدولي الإنساني، ويجب تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، ويجب توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني الأعزل".
وأكد الوزير المصري أن حل القضية الفلسطينية ليس التهجير لمناطق أخرى، موضحًا أن مصر حذرت مرارا من استمرار سياسات الاحتلال، مشيرا إلى أن أهالي قطاع غزة يعيشون معاناة إنسانية كبيرة.
وأضاف شكري: "ندين قتل أي مدني ونرى البعد عن ازدواجية المعايير وضرورة حماية المدنيين".
كما دعا الوزير المصري إلى تفعيل المسار السلمي بناء على قرارات الشرعية الدولية، محذرًا من عواقب العجز الدولي تجاه الأزمة الحالية.
هذا ويتواصل التصعيد بين حركة "حماس" الفلسطينية والقوات الإسرائيلية بعد إطلاق الحركة، فجر السبت 7 تشرين الأول/أكتوبر، عملية "طوفان الأقصى" آلاف الصواريخ من قطاع غزة على إسرائيل واقتحمت قواتها مستوطنات إسرائيلية متاخمة لقطاع غزة، وقتلت وأسرت عدداً كبيراً من الإسرائيليين.
وردت إسرائيل بإطلاق عملية "السيوف الحديدية" متوعدة "حماس" بدفع ثمن باهظ لهجومها، وفي 8 تشرين الأول/أكتوبر، أعلنت إسرائيل رسميا بدء حرب على قطاع غزة، كما أعلن الجيش الإسرائيلي، في 10 تشرين الأول/أكتوبر، إعادة السيطرة على منطقة غلاف غزة بالكامل.
في غضون ذلك، ارتفعت حدة التوترات على الحدود الإسرائيلية اللبنانية، وتبادل الجيش الإسرائيلي و"حزب الله" اللبناني قصفًا مدفعيًا متقطعًا، وسط مخاوف في إسرائيل من عمليات تسلل محتملة من الحدود اللبنانية إلى داخل إسرائيل.
من جانبه، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في أكثر من مناسبة خلال الأيام الماضية، أن التصعيد الفلسطيني الإسرائيلي هو نتيجة للسياسات الأمريكية الفاشلة في المنطقة، محذرًا من خطورة تصاعد العنف بين الفلسطينيين والإسرائيليين على استقرار المنطقة ككل.
وفشل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، خلال جلسة في 17 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، في تبني مشروع قرار قدمته روسيا يدعو إلى وقف إطلاق نار إنساني في غزة، ويدين كل أعمال العنف ضد المدنيين والأعمال الإرهابية ويدعو لإطلاق سراح كل الرهائن، وإيصال المساعدات الإنسانية والإجلاء الآمن للمدنيين.
ووصل الرئيس الأمريكي جو بايدن، الأربعاء الماضي، إلى إسرائيل في زيارة تضامن، سبقتها بعدة أيام زيارة وزير خارجيته أنتوني بلينكن إلى إسرائيل، ضمن جولة شرق أوسطية لبحث التصعيد بين إسرائيل وحماس.
وأثار القصف الإسرائيلي المدمر على قطاع غزة احتجاجات وإدانات واسعة النطاق في جميع أنحاء الشرق الأوسط، كما حذرت دول عربية عدة من "التهجير القسري" لسكان قطاع غزة، بعد أن طالبت إسرائيل سكان القطاع بالنزوح جنوباً أو التوجه إلى سيناء المصرية.
وأسفر القصف الإسرائيلي على غزة عن سقوط 5791 قتيلًا ونحو 16297 مصابا، فيما أسفرت المواجهات في الضفة الغربية عن مقتل أكثر من 95 فلسطينيا وإصابة نحو 1800 آخرين، بينما بلغت حصيلة القتلى الإسرائيليين 1400 شخص، فضلًا عن إصابة 5431 آخرين.