أسيرة إسرائيلية محررة تكشف معاملة "القسام" للأسرى وتتهم قادة إسرائيل بجعلهم "كبش فداء"

اتهمت الأسيرة الإسرائيلية، يوشيفيد ليفشيتز، التي أفرجت عنها كتائب القسام الفلسطينية، ، أمس الثلاثاء، قادة إسرائيل بالفشل وأنهم جعلوها وبقية الأسرى "كبش فداء"، وكشفت كيف تتعامل كتائب القسام مع الأسرى.
Sputnik
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقدته ليفشيتز، والتي أطلقت سراحها حركة "حماس" الاثنين الماضي، خارج مستشفى إيخيلوڤ في تل أبيب.

"تلقينا معاملة جيدة"

ووصفت ليفشيتز، كيف قام "خاطفوها" بنقلها على متن دراجة نارية من مستوطنة "كيبوتس نير أوز" إلى قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول ودخولها "شبكة عنكبوتية" من الأنفاق.
وقالت إنها تلقت "رعايةً جيدة من خاطفيها"، قائلة: "أخذوني على متن دراجة نارية، وطاروا بنا عبر الحقول في اتجاه غزة، وتم نقلنا إلى مدخل لشبكة الأنفاق في غزة"، التي وصفتها بأنها 'شبكة عنكبوتية'، و"اضطرت إلى المشي من خلال الأنفاق على أرض رطبة، مع رطوبة طوال الوقت".
وأوضحت ليفشيتز، كيف تم نقلها ونحو أربع رهائن آخرين من مستوطنات "كيبوتس نير أوز" بعد ساعتين إلى ثلاث ساعات إلى غرفة منفصلة في ذلك اليوم.
وأضافت:

"أحضروا لنا طبيبا وممرضا، ووضعونا على فراش"، مشيرة إلى أن "الطبيب كان يزورها كل يومين تقريبًا، بينما كانت الممرضة تحضر لها الأدوية".

وتحدثت ليفشيتز، عن رعاية الممرضة لأسير آخر مصاب، قائلة إن "خاطفيها كانوا يتأكدون من أن الظروف الصحية بالنسبة لنا جيدة، مضيفة: "كانوا ينظفون المراحيض بأنفسهم، وليس نحن، كانوا يخافون علينا من العدوى. لقد كانت معاملتنا جيدة".
وعن المحادثات مع الخاطفين، قالت: "حاولوا" التحدث؛ "قلنا لهم، لا سياسة... لم نجيبهم [فيما يتعلق بالسياسة]. تحدثوا عن أشياء أخرى. لقد كانوا وديين للغاية معنا. لقد اعتنوا بجميع احتياجاتنا؛ يجب أن يقال هذا لصالحهم. لقد أكلنا مثلما أكلوا".
وأضافت أن خاطفيها كانوا قد "استعدوا بشكل واضح لفترة طويلة لاحتجاز الرهائن، وكان لديهم حتى شامبو وبلسم لهم". وعندما سئلت عن سبب مصافحتها، على ما يبدو، لأحد خاطفيها عند نقلها إلى سيارة إسعاف تابعة للصليب الأحمر، كررت مرة أخرى أنه "تم التعامل معنا بلطف".
فيما تحدثت ابنتها، شارون لوتون، بعدها في المؤتمر، قائلة إنه "رائع أن تعود إليها والدتها مرة أخرى، وإنها "سعيدة بأن تعلم أن والدتها تمت معاملتها بشكل جيد".

كبش فداء للقيادة

وقالت ليفشيتز، إن "نقص المعرفة من قبل الجيش الإسرائيلي و"الشاباك" حول ما كانت حماس تخطط له "ألحق بنا أذى كبيرًا. لقد كنا كبش فداء للقيادة الإسرائيلية".
وقالت: "لقد عشت جحيمًا لم نتخيله أبدًا. هاجموا مستوطنات كيبوتس، وفجروا السياج الحدودي الباهظ الثمن بين إسرائيل وغزة"، مضيفة أنهم فجروه بسهولة ولم يكن "مفيدًا على الإطلاق" في الدفاع عن المستوطنات ضد الفوضى".
وأضافت: "كانت هناك علامات موجودة قبل الهجوم، بما في ذلك البالونات التي تم إطلاقها وطيرانها فوق الحدود لإشعال حقول مستوطنات الكيبوتس. والجيش الإسرائيلي، في مكان ما، لم يأخذ الأمر على محمل الجد".
أسيرة إسرائيلية تصافح عناصر "القسام" في لحظة مؤثرة بعد إطلاق سراحها... فيديو
وتابعت: "فجأة في صباح السبت، عندما كان كل شيء هادئًا، كان هناك قصف شديد على المجمعات، وجنبًا إلى جنب مع القصف، اقتحمت الحشود، اخترقوا السياج... فتحوا بوابة مستوطنات كيبوتس واقتحموها جماعة... هاجموا الناس، اختطفوا بعضهم، مثلي... كان الأمر غير سار، لقد كان صعب للغاية. ذاكرتي تعيد تشغيل تلك الصور باستمرار".
وفي إشارة إلى اقتحام الحواجز الأمنية الإسرائيلية على الحدود مع غزة، قالت ليفشيتز: "جاء سرب من الناس إلى السياج - الذي كلف ملياري شيكل (493 مليون دولار) ولم يساعد، حتى ولو بالقليل".

انتصار لـ"حماس"

انتُقد المؤتمر الصحفي، الذي شهدت ليفشيتز خلاله بوصف متكرر للرعاية الجيدة التي تلقتها وغيرها من الأسرى أثناء فترة الاحتجاز، بسرعة من قبل بعض المحترفين الإسرائيليين في مجال العلاقات العامة وبعض المعلقين كخطوة كبيرة في الخطأ وانتصاراً لحماس في مجال الدعاية. كما اتهم البعض الحكومة بعدم مراقبة الفعالية، واتهم آخرون المستشفى بترتيبه.
حركة "حماس": الغرب سقط وإلى الأبد من سجل الإنسانية
وأفادت هيئة البث العام الإسرائيلي بأن خبراء العلاقات العامة الإسرائيليين اعتبروا قرار وضع ليفشيتز أمام الكاميرات "خطأ"، ولفتوا إلى أن وسائل الإعلام الدولية تقوم الآن بتقديم تقارير حول لُطف حماس في رعاية احتياجات الأسرى.
وكتبت مراسلة قناة 12 الإسرائيلية، دافنا ليل، في تغريدة: "لا شك أن بيان ليفشيتز كان يمكن إدارته بشكل أفضل"، فيما وصفت دانا ويس، من القناة نفسها المؤتمر الصحافي بأنه "كارثة"، ولفتت إلى عدم وجود إشراف حكومي على الفعالية.
كما انتقدت تال شنايدر من صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" المتحدث باسم المستشفى في تغريدة، حيث وضع ليفشيتز أمام الكاميرات بدلاً من أفراد عائلتها فقط، وتفاخر بقدرته على الحصول على "عامل مفاجأة" للصحفيين، وقالت: "من الناحية المهنية، هذا أمر محرج للمستشفى".
من جانبه، قال نجل ليفشيتز، بعد المؤتمر الصحفي إن

"والدتي خضعت لتحقيق "بحساسية" من قبل الشاباك ليلة الاثنين، وأنها قالت رأيها خلال المؤتمر الصحفي ولن تقول أي شيء يُطلب منها قوله".

وأطلقت حركة حماس سراح يوشيفيد ليفشيتز ونوريت كوبر، اللتين قضيتا 17 يومًا في الاحتجاز، وهما الأسيرتين الثالثة والرابعة التي أطلقتهما حركة حماس في الأيام الأخيرة.
وتم إطلاق السيدتين من غزة إلى مصر في وقت متأخر يوم الاثنين، وتم نقلهما بعد ذلك إلى الجيش الإسرائيلي، الذي قام بنقلهما إلى مستشفى إيخيلوڤ للفحص، حيث أكد الأطباء أنهما بصحة جيدة.
مناقشة