محلل سابق في "سي آي إيه": الولايات المتحدة تدعو لاتباع القواعد الدولية ثم تستهزئ بالقواعد ذاتها

قال لاري جونسون، الكاتب والمحلل السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA)، لـ"سبوتنيك"، إن التصعيد الأخير للصراع الفلسطيني الإسرائيلي قد يتفاقم أكثر إذا قررت إيران التدخل وإذا استمرت الولايات المتحدة في النظر إلى روسيا والصين كأعداء.
Sputnik
ونقلت النسخة الإنجليزية لـ"سبوتنيك"، عن جونسون، قوله بأن الوضع الحالي للتصعيد الجديد للصراع الفلسطيني الإسرائيلي لا يظهر أي بوادر لحل الأزمة، حيث دخلت تل أبيب بالفعل الأسبوع الثالث من قصفها لقطاع غزة، الذي يخضع حاليًا لحصار كامل.
تتكشف هذه التطورات في الوقت الذي تشير فيه الولايات المتحدة إلى دعمها الكامل لإسرائيل، بينما أشارت الدول العربية وإيران إلى عزمها تقديم يد العون للفلسطينيين.
وأضاف جونسون: "إن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي أخطر من أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962، ومع مرور الوقت، تقترب تلك الأزمة من إشعال النار في العالم"، وتابع: "لا أحد يكف عن المضي قدما بسرعة في هذا الصراع".
نتنياهو: السابع من أكتوبر كان يوما أسود في تاريخ إسرائيل
وفي حديثه عن سياسة إدارة بايدن، لفت جونسون إلى أن "الولايات المتحدة تتواجد بشكل غير قانوني في سوريا، فنحن (الولايات المتحدة) نريد أن نتكلم كثيرا عن ضرورة اتباع نظام قائم على القواعد الدولية، ومع ذلك فإننا نستهزئ بهذه القواعد ذاتها".
وحذر المحلل الأمريكي من أن "الخطر هنا الآن هو أن الدول الكبرى، بما في ذلك روسيا والصين والبرازيل والهند وباكستان وجنوب أفريقيا، قد سئمت".
وأضاف أن النوع التقليدي من الحلفاء الذين اعتقدت الولايات المتحدة أنها تستطيع الاعتماد عليه في الشرق الأوسط لم يعد موجود، من بينهم الأردن ومصر والمملكة العربية السعودية، حيث يرفضون حتى تلقي مكالمات من بايدن، كل ذلك يشير إلى أننا نتجه نحو الاصطدام".
كما حذر المحلل السابق في وكالة المخابرات المركزية من تداعيات بعيدة المدى من احتمال تورط إيران في الصراع المسلح الفلسطيني الإسرائيلي الحالي.
"الأونروا" تحذر من توقف عملياتها في غزة بسبب نقص الوقود
قائلا إن "إسرائيل تصر على مواصلة هجوم بري على غزة، وأعتقد أنهم إذا فعلوا ذلك، ففي اللحظة التي يفعلون ذلك، ستشهد عملية لـ"حزب الله" من الشمال، ثم تتعهد إسرائيل بالانتقام، الذي قد يشمل الأسلحة النووية، أعتقد أن الأمر أصبح خطيرا لأن إسرائيل، كما تعلمون، في خطر محقق، وأعتقد أن وجودها ذاته سيكون على المحك إذا انخرطت إيران في الحرب، لأن إسرائيل ليست في وضع يسمح لها بخوض حرب على جبهتين".
وعندما سُئل عن احتمال نشوب حرب بين الولايات المتحدة وإيران في المستقبل، قال المحلل السابق في وكالة المخابرات المركزية إنه يعتقد أن "هذا هو بالضبط ما تتجه إليه الأمور".
أما بالنسبة لإسرائيل، فقد تابع جونسون، قائلاً إن الدولة اليهودية "تختار مسارًا من شأنه أن يزيد صعوبة الإبقاء على سلامها، وأوضح "إننا نشهد الآن مستوى من الوحدة بين العالمين العربي والإسلامي، والذي أصبح واضحا للغاية في دعمهم لـ"حماس" والشعب الفلسطيني، لذا أعتقد أننا لا نُقدّر حجم ما نواجهه".
رئيس الوزراء البريطاني يعارض وقف إطلاق النار الكامل في الشرق الأوسط
وانتقد جونسون الولايات المتحدة لفشلها في تعلم الدروس، مشيرًا إلى أن واشنطن "لا تزال تعتقد أنها قادرة على استخدام القوة العسكرية أو التهديد بالعمل العسكري لإجبار الآخرين على تغيير سياساتهم الوطنية وسلوكهم".
وضرب جونسون مثلا بإنشاء تنظيم داعش (المحظور في روسيا وعدة دول أخرى)، والذي قال إنه "نتيجة مباشرة للسياسات الأمريكية" في العراق، كما تحدث عن العقوبات الأمريكية كبديل لـ"القوة العسكرية"، ووصفها بأنها إجراءات تقييدية كان لها تأثير معاكس تمامًا الآن، خاصة مع دول مثل روسيا".
وأوضح جونسون أنه "بدلاً من أن تضعف العقوبات روسيا، جعلتها أقوى بكثير، بل أنها وضعت الأساس لتآكل النظام الاقتصادي المالي الدولي الذي أقامته الولايات المتحدة، في أعقاب الحرب العالمية الثانية، لذلك فالولايات المتحدة لم تتعلم أي شيء".
السيسي بعد اجتماعه بماكرون: لن نسمح بأي نزوح نحو الأراضي المصرية... فيديو
واختتم المحلل حديثه بالتأكيد على أن "الطريقة الوحيدة التي يمكننا بها التوصل في نهاية المطاف، إلى أي نوع من التسوية السلمية هنا هي أن علينا التعامل بشكل مباشر مع روسيا والصين، وحث واشنطن على التوقف عن انتقاد موسكو وبكين باعتبارهما أعداء، مضيفًا أنه يتعين على الولايات المتحدة تغيير الطريقة التي تتحدث بها، مشددا على أن "أول ما يجب أن يحدث هو فرض وقف فوري لإطلاق النار، ووقف العمليات العسكرية والهجمات على الجانبين في غزة".
وأعلن القائد العام لـ"كتائب عز الدين القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس" الفلسطينية، محمد الضيف، يوم السبت 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، بدء عملية "طوفان الأقصى" لوضع حد "للانتهاكات الإسرائيلية".
من جانبه، رد الجيش الإسرائيلي بدء عملية "السيوف الحديدية"، وشن غارات قوية على قطاع غزة، بالإضافة إلى اشتباكات مع مقاتلي "حماس" داخل المستوطنات.
مناقشة