مجلة عسكرية تكشف مشكلة قد "تشل" قدرة أمريكا على إبقاء أساطيلها في الشرق الأوسط

كشفت مجلة متخصصة بالشؤون العسكرية عن مشكلة تواجه الإدارة الأمريكية في حال إبقاء قواتها منتشرة في منطقة الشرق الأوسط، وذلك على خلفية قيام واشنطن بجلب حاملات طائرات دعما لإسرائيل.
Sputnik
وأشارت صحيفة "ميلتاري واتش" المتخصصة بالشؤون العسكرية إلى أن أحدث الأرقام الصادرة عن وزارة الخزانة الأمريكية، التي نشرت في الأسبوع قبل الأخير من شهر أكتوبر/ تشرين الأول، تكشف أن عجز ميزانية البلاد ارتفع إلى أكثر من الضعف، ليصل إلى 2.02 تريليون دولار للسنة المالية حتى سبتمبر/ أيلول مقارنة بنحو تريليون دولار فقط في العام السابق.

ونوهت الصحيفة إلى أن هذه الأرقام ظهرت قبل يوم واحد من طلب الرئيس جو بايدن من الكونغرس الأمريكي تمويل ميزانية مساعدات عسكرية خارجية أخرى تهدف في المقام الأول إلى دعم المجهود الحربي الأوكراني، والتي كلفت الولايات المتحدة وحلفاءها مئات المليارات من الدولارات منذ فبراير/شباط 2022.

ومن المقرر أن يتم تخصيص 58% من ميزانية المساعدات العسكرية الخارجية الطارئة البالغة 106 مليارات دولار، تقسم إلى 61.4 مليار دولار لأوكرانيا، في حين سيتم إرسال 14.3 مليار دولار أخرى إلى إسرائيل لدعم عملياتها العسكرية ضد حركة "حماس" الفلسطينية.
إعلام: الصين صنعت سلاحا مدمرا مصمما لإغراق حاملات طائرات "الناتو" من الفضاء.. فيديو
ونوهت الصحيفة إلى أن الكثير من المحللين اعتبروا أن ربط الحزمتين معا هي مجرد وسيلة لتجاوز معارضة أعضاء الكونغرس الجمهوريين لمزيد من التمويل لأوكرانيا.

انهيار يلوح في الأفق

لكن هذه المعلومات تؤكد أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية كانت تمول بشكل منفصل أجهزة الاستخبارات الأوكرانية بعشرات الملايين من الدولارات لتعزيز قدراتها في زمن الحرب.

وأثيرت مخاوف غربية كبيرة، كما أشارت الصحيفة، من أن اندلاع الحرب في الشرق الأوسط سوف يصرف الانتباه عن الجبهة الأوكرانية، ظهرت جلية من خلال إظهار واشنطن وحلفائها، على عكس ما حدث في أوكرانيا، استعداداً أكبر بكثير للتدخل بشكل مباشر في حالة توسع الصراع في الشرق الأوسط، "الأمر الذي من شأنه أن يسمح بتمويل الجزء الأكبر من المجهود الحربي من خلال ميزانية البنتاغون وليس من خلال حزم المساعدات الخارجية، مع توقع زيادات في الإنفاق الدفاعي عندما يكون الأفراد العسكريون الأمريكيون على خط النار، وهي أقل إثارة للجدل إلى حد كبير، ولكن من المرجح أن تكون أكثر ضررًا لعجز الميزانية الفيدرالية الأمريكية.

تغطية مباشرة لـ"طوفان الأقصى".. إسرائيل تواصل محاولة التوغل بغزة والمقاومة تتصدى.. صور وفيديو
وجاء في مقال "ميلتاري وأتش": "ومع استمرار ارتفاع العجز في الميزانية بشكل أكثر تطرفا، فمن المتوقع أن تتجاوز مدفوعات الفائدة السنوية على الديون ميزانية البنتاغون بالكامل قبل عام 2030. ومع اقتراب الولايات المتحدة بشكل كبير من التخلف عن السداد، وتزايد أعداد البلدان التي تتطلع إلى تنويع تجارتها واحتياطياتها بعيداً عن الدولار لحماية أنفسها من المخاطر المحتملة، أصبحت قدرة الولايات المتحدة على الحفاظ على الاستقرار في اقتصادها، ووضع عملتها، وخاصة مستويات الإنفاق الحكومي، موضع تساؤل جدي على نحو متزايد".
وأكد المقال أن "هذا الواقع الذي يلوح في الأفق المتمثل في الانهيار أو الانخفاض الشديد في الميزانية له عواقب بعيدة المدى على الدفاع، ولديه القدرة على أن يكون له تأثير تحويلي على مجالات تتراوح من مكانة قطاع التكنولوجيا إلى التمويل المستمر لرواتب الموظفين وشراء الأسلحة".
مناقشة