وروى بنزيون ساندرز، في مقال له على وسائل إعلام أمريكية، أنه شارك في "استيطان" الضفة الغربية، وهي العملية التي تقوم من خلالها العائلات اليهودية بتهجير الفلسطينيين في الأراضي التي تحتلها إسرائيل بشكل غير قانوني، ولقد أثار الوقت الذي قضاه ساندرز في الجيش الإسرائيلي "معضلة أخلاقية لا يمكن حلها"، بحسب تعبيره.
وعن المواقف التي شهدها هناك، كتب: "عندما وصلت وحدة المشاة الإسرائيلية إلى أول قرية في غزة، في يوليو (تموز) 2014، قمنا بتطهير المنازل عن طريق إرسال قنابل يدوية عبر النوافذ، وتفجير الأبواب، وإطلاق الرصاص داخل الغرف لتجنب الكمائن والشراك الخداعية، وأخبرونا أن المدنيين الفلسطينيين فروا".
وتابع: "لكن أدركت أن هذا غير صحيح عندما وقفت أمام جثة امرأة فلسطينية مسنة شوهت شظايا وجهها، لقد كانت مستلقية على الأرض الرملية لكوخ، وسط غرقها في بركة من الدماء".
وأكد ساندرز أن هذه التجربة هزّت قناعته بعدالة سلوك إسرائيل، خاصة في عهد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ليقرر الانضمام إلى منظمة "كسر الصمت"، وهي مجموعة من المحاربين القدامى الإسرائيليين المناهضين للاحتلال، الذين يحتجون على العنف الإسرائيلي المستمر ضد الفلسطينيين وثقافتهم، وهو الآن مدير مجموعة "إكستند"، التي تربط نشطاء حقوق الإنسان الإسرائيليين والفلسطينيين بالجمهور اليهودي في أمريكا.
ونشأ بنزيون ساندرز في عائلة يهودية أرثوذكسية شديدة التدين، وكان غارقا في الأيديولوجية الصهيونية، وهو اسم الحركة الفلسفية والسياسية التي أدت إلى إنشاء إسرائيل.
ويعتقد بنزيون ساندرز أن الغزو البري الإسرائيلي لقطاع غزة حاليا سيفشل في نهاية المطاف في تحقيق هدفه المعلن، المتمثل في القضاء على حركة "حماس" الفلسطينية.
وكتب ساندرز في مقاله: "على مدى سنوات، كان الكثير منا في اليسار في إسرائيل يحذرون من أننا لن ننعم بالسلام والأمن أبدا حتى نجد اتفاقا سياسيا يحقق فيه الفلسطينيون الحرية والاستقلال".
وتابع: "إن الأمر لا يقتصر على نشطاء حقوق الإنسان الذين يتخذون هذا الموقف، إذ أن عامي أيالون، الرئيس السابق لجهاز الأمن الإسرائيلي شين بيت، جادل منذ سنوات بأن الإرهاب الفلسطيني لا يمكن هزيمته إلا من خلال خلق الأمل الفلسطيني".
ويوم الجمعة الماضي، بدأت إسرائيل عمليات اجتياح بري واسع النطاق لقطاع غزة، حيث أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانييل هاغاري، أن "القوات الإسرائيلية تعمل على توسيع نطاق المناورات البرية في قطاع غزة".
وخلال العملية، قطعت إسرائيل الاتصالات والإنترنت عن كامل القطاع.
ويتعرض قطاع غزة إلى قصف بري وبحري وجوي إسرائيلي أسفر عن مقتل آلاف المدنيين الفلسطينيين، بينهم نساء وأطفال، منذ إطلاق حركة "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى، عملية "طوفان الأقصى"، في 7 أكتوبر الجاري، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من ألف إسرائيلي واحتجاز نحو 200 آخرين كرهائن.