وردا على تصعيد إسرائيل هجومها على غزة، يوم الجمعة الماضي، شارك في بريطانيا أمس، نحو 100 ألف شخص، وهو ما يعادل الإقبال القياسي الذي شهدته مسيرة مؤيدة للفلسطينيين في المملكة المتحدة، يوم السبت الماضي.
لكن أشارت تقارير بريطانية أن أحد الاختلافات هو المزاج الأكثر توترا بشكل واضح في مظاهرة أمس، بالمقارنة مع المسيرات السابقة، وهو ما يعكس الأحداث التي تتكشف في غزة، والغضب الواسع النطاق بشأن نهج الحكومة في الصراع المستمر منذ 3 أسابيع.
وطوال مسيرة أمس، التي امتدت على طول جسر فيكتوريا وحتى البرلمان، هتف المتظاهرون مرارا وتكرارا "من النهر إلى البحر، فلسطين ستتحرر".
وقبل التظاهرة، أثار وزير الخارجية البريطاني، جيمس كليفرلي، الفزع عندما قال إن الدعوات لوقف إطلاق النار "لن تساعد الوضع".
ونقلت تقارير بريطانية تصريحات لبعض المشاركين في مسيرة أمس السبت في بريطانيا، من بينهم مدير شركة يدعى، هيف موراليس، يبلغ من العمر 56 عاما، الذي جاء للتعبير عن اشمئزازه من الحكومة البريطانية.
وقال: "للمرة الأولى في حياتي أشعر بالخجل من كوني بريطانيا، إن الموقف العام للمملكة المتحدة كان فظيعا للغاية، وهو أنها ترفض رؤية أن الإبادة الجماعية مستمرة".
بينما عبرت زوجته، نادية (56 عاما)، عن غضبها من قرار المملكة المتحدة بالامتناع عن التصويت على قرار الأمم المتحدة، يوم الجمعة الماضي، الذي يدعو إلى "هدنة إنسانية فورية" في غزة.
وفي وقت لاحق، خاطب زعيم حزب العمال السابق في بريطانيا، جيريمي كوربين، المتظاهرين في ساحة البرلمان قائلا: "ليس هناك الكثير مما نطلبه، وقف إطلاق النار، عندما يُقتل الأطفال بأسلحة تدخل من غرف منازلهم".
وتابع: "إنها وصمة عار أبدية أن تمتنع الحكومة البريطانية عن التصويت على قرار الأمم المتحدة".
ومن بين الحشد الضخم الذي كان يرفع علما فلسطينيا كبيرا، أعرب اللندني، سعد ميا (47 عاما)، عن أمله في أن تؤثر نسبة المشاركة الكبيرة الأخرى في التظاهرة على موقف الحكومة البريطانية تجاه ما يحدث في غزة.
وقال: "الحكومة تمثلنا، وعليها أن تطالب بوقف إطلاق النار، هذا ما يريده غالبية الناس".
بينما تعتقد شازمين نعيم، وهي إحدى المشاركات في مظاهرة أمس السبت، في وسط لندن، أن الغرض من انقطاع الاتصالات المستمر من غزة، يهدف إلى إخفاء جرائم الحرب الإسرائيلية تجاه شعبها.
وقالت: "لدى إسرائيل الحرية في أن تفعل ما تريد، وهي تحاول القضاء على الفلسطينيين، لقد اختفى الصحفيون الذين كنا نتابعهم في غزة، وما يحدث غير موثق على الإطلاق، نريد أن تظهر الحقيقة".
بينما قالت مشاركة أخرى، هيلينا مارتينز، من جنوب البرازيل، إنها شاركت في المسيرة للتعبير عن استنكارها للتدمير المستمر في غزة.
وقالت: "إنهم يريدون تدمير كل شيء، أنا هنا من أجل الإنسانية".
وفي حوالي الساعة 2:30 بعد الظهر بالتوقيت المحلي، تصاعدت التوترات في تظاهرة أمس السبت، عندما اشتبكت الشرطة البريطانية مع المتظاهرين بالقرب من داونينغ ستريت، وتم إلقاء اللكمات والركلات عندما أمر الضباط المتظاهرين بالابتعاد أثناء سعيهم لتأكيد السيطرة على المظاهرة.