كيف تؤثر الحرب في غزة على الاقتصاد الإسرائيلي

تشتد وتيرة الأحداث وتتسارع في قطاع غزة في الوقت الذي تحاول فيه إسرائيل القيام بعمليتها البرية على القطاع، لكن تكاليف الحرب الجارية مع غزة تهدد الاقتصاد الإسرائيلي.
Sputnik
تعتبر إسرائيل من الدول ذات الدخل المرتفع حيث تحتل المركز الـ18 عالميا من حيث الدخل القومي الإجمالي، وقدّر نصيب الفرد من الدخل القومي الإجمالي لعام 2022، بنحو 54.7 ألف دولار.
تحتل إسرائيل المرتبة الـ22 على مؤشر التنمية البشرية للأمم المتحدة، كما يشهد ناتجها المحلي الإجمالي نموا بمعدل مرتفع فخلال السنوات العشر الماضية (من 2013 إلى 2022) ارتفع بمقدار مرة ونصف، أو بمعدل 4.1% سنويًا.
وفي نهاية عام 2022، قدّر الناتج المحلي الإجمالي بالدولار بالأسعار الجارية بنحو 525 مليار دولار (بيانات صندوق النقد الدولي).
"الحرب في غزة تبطئ النمو الاقتصادي لإسرائيل"
تحدث الخبير الاقتصادي هاني أبو الفتوح، لـ"سبوتنيك"، عن تأثير الحرب على الاقتصاد الإسرائيلي، قائلا: "البنك المركزي الإسرائيلي من حوالي 10 أيام أعلن أن الخسائر بلغت 5 مليار دولار توزعت على واحد ونصف مليار دولار خسائر مباشرة وثلاثة ونصف مليار دولار خسائر غير مباشرة".

ولمعرفة مدى تأثير الحرب على الاقتصاد الإسرائيلي، قال أبو الفتوح، في البداية لا بد أن نتعرف على الاقتصاد الإسرائيلي، "الذي يعتبر متوسط الحجم، حجمه يتراوح بحدود 499.8 مليار دولار في عام 2023، وكانت التوقعات بنمو الناتج الإجمالي المحلي الحقيقي بنسبة 4 في المئة، وهذا الاقتصاد يحتل المرتبة 47 في العالم من حيث الناتج المحلي الإجمالي".

إسرائيل.. انخفاض جديد في بورصة تل أبيب على وقع عملية "طوفان الأقصى"
وأضاف: "هناك عدة قطاعات اقتصادية ناشطة في إسرائيل أبرزها قطاع التكنولوجيا والتصنيع والخدمات بالإضافة للتجارة الخارجية، فالصادرات والواردات تمثل نحو 60 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي. بلغت التعاملات في البورصة الإسرائيلية حوالي 900 مليار دولار ، وهو ما جعلها تحتل المرتبة 32 في العالم من حيث القيمة السوقية".

وتابع: "في انتفاضة 1987 تكبد الاقتصاد الإسرائيلي خسائر في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 1 ونصف في المئة وفي الانتفاضة الثانية في 2000، حيث تكبد أيضا انخفاضا في الناتج المحلي بنسبة 2 ونصف في المئة، وبصفة إجمالية تراوحت الخسائر الإجمالية لإسرائيل بسبب الانتفاضات الفلسطينية السابقة بنحو 100 مليار دولار".

وأشار: "إن الأحداث الأخيرة وبحسب تقديرات للبنك المركزي الإسرائيلي وضحت أن الخسائر المباشرة والغير مباشرة تتجاوز 5 مليار دولار أمريكي، وستتوزع الخسائر المباشرة في ثلاثة قطاعات تتراوح بين أضرار في البنية التحتية وقطاع السياحة والطيران".
"مدة الحرب وطبيعتها ستحدد مدى الضرر بالاقتصاد الإسرائيلي"
قد يكلف الصراع العسكري مع حركة حماس الاقتصاد الإسرائيلي ما لا يقل عن 27 مليار شيكل (6.6 مليار دولار بسعر الصرف ابتداءً من 26 أكتوبر)، وفقا لتقديرات بنك "هبوعليم"، أكبر بنك في إسرائيل، وهو ما يعادل نحو 1.6% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد العام الماضي.
إسرائيل تفرض قيودا على شركات عالمية بدعوى "لعب أدوار رئيسية في نظام حماس الاستثماري"

قال كبير المستشارين الاقتصاديين في "هبوعليم"، ليو ليدرمان، في 12 أكتوبر: "إن طول وطبيعة الحرب سيحددان مدى الضرر الذي لحق بالاقتصاد”. ووفقًا له، فإن التراجع الكبير يمكن أن يؤثر على الاستهلاك الخاص وبخاصة قطاع الخدمات، وذلك لأسباب نفسية، مضيفًا أن قطاعات السياحة والتجارة وخدمات النقل وقطاع الترفيه والمطاعم، ستعاني أيضا.

من جهته أشار وزير المال الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، أن التكاليف المباشرة التي تتحملها إِسرائيل من الحرب مع حماس تبلغ نحو 245 مليون دولار يوميا.
أشار الاقتصادي إليوت غارسايد من جامعة "أكسفورد إيكونوميكس"، أن تجنيد 360 ألف جندي احتياط للحرب، ما يعادل 8 في المئة من السكان العاملين في إسرائيل، سيؤثر على الاقتصاد وبخاصة في الصناعات التكنولوجية، كونها تضم العدد الأكبر من العمال صغار السن والذين تم سحبهم للخدمة.
مناقشة