وقالت "أنصار الله" أنها "ستشارك تدريجيا في مواجهة الجرائم الصهيونية وفق التطورات على الأرض والتنسيق مع الشركاء".
وقال رئيس المجلس السياسي الأعلى التابع لجماعة "أنصار الله" في اليمن مهدي المشاط، إن "الحرب في فلسطين أصبحت حربا على الإسلام يقف فيها الغرب وأمريكا بجانب العدو الصهيوني".
وأكد المشاط، في كلمة له أمس الأحد، أن "هناك غرف عمليات مشتركة وجهود تراقب وتعمل لمواجهة أي حماقة صهيونية باقتحام غزة"، مشيرا إلى أن جماعة "أنصار الله" تراقب الوضع عن كثب، حسب وكالة الأنباء اليمنية " سبأ".
ولفت إلى أن "الغرب هرب من مشاكله وحروبه بتصدير اليهود إلى الوطن العربي وأوجد كيانا لهم خارج طبوغرافية المنطقة"، مؤكدا أن "موقف الجمهورية اليمنية واضح وهو إقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة على كامل التراب الوطني الفلسطيني"، مضيفا: "لا يوجد لدينا شيء اسمه أراضي 48 أو 67".
الجاهزية والاستعداد
بداية، يقول العميد عزيز راشد، الخبير العسكري والاستراتيجي بالعاصمة اليمنية صنعاء: "منذ البداية، أعلنت صنعاء على لسان قائد الثورة عن أن وجهتها هي فلسطين المحتلة والمقدسات".
وأضاف، في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن "ما تحدثت به القيادات في صنعاء خلال الساعات الماضية عن الجاهزية والاستعداد لمواجهة العدو الصهيوني (الإسرائيلي) ومن يقف ورائهم من الامريكان والدول العربية مجتمعة في حرب الإبادة التي يقودونها ضد الشعب الفلسطيني في غزة".
وتابع راشد: "المعركة القادمة في صالح المقاومة، وضد مصالح التحالف الأمريكي الغربي وبعض الأنظمة التي تتحالف معهم، وهو ما شاهدناه في الكثير من المعطيات منذ الساعات الأولي للحرب في قطاع غزة، من جرائم حرب وإبادة جماعية في القطاع".
عملية متدرجة
وأشار الخبير الاستراتيجي إلى أن دخول صنعاء في الحرب الدائرة يسير وفق عملية متدرجة بالصواريخ والطائرات المسيرة أو من خلال المعارك في الجبهة الشمالية في فلسطين.
وحول الشرط السابق الذي ربطته صنعاء بدخولها لحرب غزة، وهو مشاركة الولايات المتحدة الأمريكية في الحرب، يقول العميد عزيز راشد: "الشرط الذي تحدث عنه قائد الثورة هو مشاركة الولايات المتحدة الأمريكية عسكريا وبشكل مباشر في حرب غزة، وعندما ثبت لنا ما وضعنا عليه شرطنا للمشاركة لم نتأخر، فاليوم نعلن أننا جاهزون لتلك المعركة، لكن في الزمن والتوقيت الذي ستعلنه غرف العمليات في محور المقاومة".
وأوضح الخبير الاستراتيجي اليمني أن "الجميع تأخر لنصرة الشعب الفلسطيني الذي تتم إبادته منذ أكثر من ثلاث أسابيع، وهذا راجع إلى الموقف العربي المخزي والقرارات العربية التي تغرد خارج السرب".
وتابع: "في الوقت الذي نثمن فيه مواقف العديد من الدول في أمريكا الشمالية على عكس المواقف العربية مجتمعة، فإننا بكل الأحوال نواجه عناصر في الداخل اليمني، تابعة لإسرائيل وأمريكا، ولو كانت صنعاء قد دخلت بشكل مباشر منذ اللحظات الأولى لتعرضت اليمن لمؤامرات كبرى وعمالة في الداخل والخارج".
باب المندب
وعن العوائق التي تقف في طريق الصواريخ والمسيرات التي تطلق من عدن باتجاه إسرائيل يقول راشد: "هناك بالفعل عوائق في الطريق ولكن يمكن أن نتخطاها بالزمن والتوقيت واستخدام الآليات والحرب الألكترونية التي يتقنها الجانب العسكري في الجمهورية اليمنية، وبالتالي كل العوائق ستكون سهلة في حال المواجهة المباشرة، فإننا نمتلك باب المندب ونعرف حركة السفن الصهيونية والأمريكية وأن كل ما يقومون به من مجازر ستكون نقمة عليهم وكل الخيارات مفتوحة أمامنا".
الجبهة الداخلية
من جانبه، يقول اللواء عبد الله الجفري، الخبير العسكري والاستراتيجي في صنعاء، إن "التصريحات الإسرائيلية بأن المقذوفات التي سقطت داخل الأراضي المصرية في نويبع وطابا قادمة من صنعاء، الهدف منه زرع الفتنة بين الدول العربية وفي الداخل الفلسطيني".
وأضاف، في حديث سابق لـ"سبوتنيك"، أن الحرب النفسية التي يتعامل بها الصهاينة (إسرائيل) ترتكز على تفتيت الجبهة الداخلية أيضا بين الفلسطينيين، والجميع يعلم ما يحدث بين حركتي حماس وفتح، حيث تعيش إسرائيل على تلك الانشقاقات وفقا لاستراتيجية (فرق تسد).
وقال الجفري: "عندما تتحدث وسائل إعلام إسرائيلية بأن الطائرات المسيرة التي وقعت في الأراضي المصرية وأن أهدافها كانت إسرائيل، فإن تلك التصريحات تهدف إلى خلق الفتنة والبلبلة والفوضى وتمزيق النسيج القومي العربي".
وتابع: "لكننا في صنعاء نعلم جيدا ما يريدون، والجميع يعلم ما فعلته الاستخبارات الإسرائيلية والأمريكية خلال السنوات الماضية، من زرع للتنظيمات الإرهابية في الدول العربية لتنفيذ مخططاتها".
وأشار الخبير العسكري اليمني إلى أن وكالة الأنباء الرسمية في صنعاء "سبأ" لم تعلق على تلك التصريحات ولم تأخذها على محمل الجد، فلم تؤكد صنعاء قيامها بذلك ولن تنف حتى الآن، وربما ترى أن ذلك الأمر يدخل ضمن المزاعم والحرب النفسية التي تقودها إسرائيل لنشر الفوضى بين الدول العربية لخدمة مصالحها بعد التوافق على كلمة بين الدول العربية.
التقنيات والقدرات
ولفت اللواء عبد الله الجفري إلى أن الجيش المصري لديه من التقنيات والقدرات التي تمكنه من الوصول للجهات التي أطلقت تلك المسيرات، ونحن لا ننكر أي شيء قمنا به وكل قراراتنا العسكرية معلنة، وقد عبّر قائد الثورة عبد الملك الحوثي عن عدم ترك غزة والقضية الفلسطينية وحدها إذا ما تدخلت أمريكا، مشيرا إلى عدم اعتقاده الجازم بأن صنعاء يمكن أن تستهدف مصر والبنى التحتية وغيرها، وأن كل ما يجري تقف وراءه إسرائيل بأساليبها المعروفة".
وفي الـ7 من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، أطلقت حركة "حماس" الفلسطينية عملية "طوفان الأقصى"، وقالت إن الهدف منها هو وضع حد "للانتهاكات الإسرائيلية". وفي اليوم التالي أعلنت إسرائيل الحرب وبدأ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية باسم "السيوف الحديدية"، شملت قصفا وغارات جوية عنيفة ضد قطاع غزة أدت إلى آلاف القتلى والمصابين.
يشار إلى أن القصف الإسرائيلي المستمر في أسبوعه الرابع، تسبب في مقتل أكثر من 8 آلاف فلسطيني في قطاع غزة، وإصابة نحو 23 ألفا آخرين.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن "الاحتلال ارتكب مئات المجازر ضد المدنيين، وأن نحو ثلثي الضحايا من النساء والأطفال، وهو ما جعل المنظمات الإغاثية الدولية تصف الوضع في قطاع غزة بأنه كارثي، خاصة بعدما قامت إسرائيل بقطع المياه والكهرباء ومنعت دخول الوقود إلى القطاع".