ومع اتساع رقعة الاشتباكات بشكل تدريجي وتصاعد وتيرة التصعيد في الجنوب، غادر معظم أهالي القرى الملاصقة للشريط الحدودي بلداتهم، واتجهوا نحو بيروت أو البلدات والقرى الأكثر أمنًا في منطقة الجنوب.
وبحسب تقرير لمنظمة الهجرة الدولية، فقد نزح نحو 29 ألف شخص جراء التصعيد العسكري في المنطقة الحدودية.
وقال رئيس بلدية كفرشوبا، قاسم القادري، لوكالة "سبوتنيك": "حوالي 90% من سكان القرى الملاصقة للشريط الحدودي، على خط المواجهة، نزحوا إلى مناطق بعيدة أو إلى القرى المجاورة".
وأضاف: "خلايا الأزمة تعمل في هذا الملف، مثلًا في قضاء حاصبيا ومحافظة النبطية وغيرها، يقومون بإعداد إحصاءات لأعداد النازحين ويحاولون تأمين مساكن لهم في الأماكن العامة، في المدارس، الفنادق إلى آخره، وهناك قسم من النازحين استأجروا منازل".
من جهته، قال نائب رئيس اتحاد بلديات قضاء صور، حسن حمود، لوكالة "سبوتنيك": "وحدة الكوارث في اتحاد بلديات قضاء صور أُنشأت عام 2010 وهي تتابع كل الأمور، واليوم عندما بدأت الاعتداءات الإسرائيلية على الشريط الحدودي، قامت الوحدة بمعية محافظ الجنوب بفتح 3 مراكز إيواء قريبة من الاتحاد، مهنية صور وتكميليتين رسميتين، وفي فترة القصف تم إيواء 1200 نازح من أهلنا، إلا أن العدد انخفض قليلًا الآن، كذلك استُحدث مركز إيواء رابع في برج الشمالي".
ولفت القادري إلى أن "الهيئة العليا للإغاثة لم تقم بزيارة القرى الحدودية، قاموا بزيارة حاصبيا وطلبنا منهم زيارة بعض القرى الحدودية على الأقل ولكن للأسف لم يأتوا".
وأوضح أن "عدد النازحين المسجلين حتى ليل أمس بلغ 9497 نازح في قضاء صور، ونحن هنا لا نتحدث عن بقية الأقضية، ونلفت الانتباه إلى أن هؤلاء النازحين هم مقيمين صيفًا شتاء في قراهم على الشريط الحدودي".
واعتبر حمود أن "النازحين المتبقيين هم بضيافة الأهل والأصدقاء في القرى، إما في منازل مفروشة تقدم من دون مقابل مادي أو في منازل الأقارب".
وأكد أن "الوضع الاقتصادي في البلد صعب جدًا، والوزارات تقريبًا في حالة شلل ومساعداتها شيء لا يذكر، لذلك من خلال وحدة الكوارث لدينا شبكة اتصالات قوية مع كل الجمعيات والمنظمات الدولية لنتسطيع تأمين الاحتياجات الأساسية".