السفير الجزائري في روسيا: "ذكرى الثورة" هذه السنة لها طعم العلقم لما يعانيه الشعب الفلسطيني

تحتفل الجزائر في 1 نوفمبر/ تشرين الثاني، بذكرى ثورتها التحريرية التي انطلقت شرارتها الأولى في مثل هذا اليوم من عام 1954.
Sputnik
ألقى السفير الجزائري في روسيا، بومدين قناد، كلمة في وكالة "روسيا سيغودنيا"، قائلا: "تحتفل الجزائر يوم غد بالذكرى الـ69 لاندلاع ثورة 1 نوفمبر 1954، المظفرة تخليدا لانطلاق الشرارة الأولى للكفاح التحريري الذي قاده مجموعة من المناضلين الشباب والذي تمخض عنه وضع حد لليل الاستعمار الطويل وتمكين الجزائر من استعادة سيادتها ونيل حريتها".
وأضاف: "إنها لمناسبة عظيمة بالنسبة لي للوقوف وقفة إجلال وإكبار أمام أرواح شهدائنا الأبرار ولأعرب لهم عن خالص امتنانا وتقديرنا لما قدموه من أرواح طاهرة فداء للوطن طيلة 132 سنة من الاستعمار الفرنسي، أي منذ أن وطأت أرجل الاستعمار أرض الجزائر الطاهرة سنة 1830، ولغاية استقلالنا 5 يوليو 1962".
"الجزائر تلغي احتفالاتها بعيد التحرير تضامنا مع الشعب الفلسطيني"
وتابع: "لكن احتفالنا هذه السنة له طعم علقم وهو مر، نظرا لما يعانيه الشعب الفلسطيني الشقيق وخاصة سكان غزة من أهوال ومجازر وعقاب جماعي بل وإبادة جماعية، لم تستثن الأطفال والنساء والشيوخ. ولهذا قرر رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، إلغاء كل الاحتفالات المخلدة لذكرى اندلاع حرب التحرير داخل وخارج الجزائر.
تضامنًا مع فلسطين الشقيقة ناصرت الجزائر وتناصر كل القضايا العادلة عبر العالم من أجل التحرر والانعتاق من الهيمنة الاستعمارية ومن بين هذه القضايا، قضية الصحراء الغربية آخر مستعمرة في أفريقيا".
الجزائر: تراجع الضغط العربي لنصرة فلسطين نتج عنه الاستبداد الصهيوني
وأود أن أغتنم هذه الفرصة لأذكر أن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون قد صرح أخيرا أن الفلسطينيين ليسوا إرهابيين وأن لهم الحق المطلق في إنشاء دولتهم، وهذا الموقف يتطابق مع ما أشار له الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث قال إن قرارا للأمم المتحدة يعود لسنة 1947، كان قد قضى بتأسيس دولتين، دولة إسرائيلية ودولة فلسطينية.
لكن منذ ذك الوقت تأسست دولة واحدة فقط، والأحداث الماثلة أمامنا اليوم تبرهن أنه لن يكون هناك استقرار في الشرق الأوسط ما لم يتم التوصل لحل شامل وعادل للقضية الفلسطينية، حيث أن استمرار التغاضي عن حقوق الفلسطينين منذ 75 سنة يعكس الانسداد الذي وصل له المجتمع الدولي.
ولعل فشله في حل هذه القضية المركزية في منظومة السلم والأمن الدوليين هو أحد العوامل فضلا عن مواضيع أخرى المؤدية للمطالبة بإلحاح ببناء نظام عالمي جديد عادل ومتعدد الأقطاب.
"الجزائر وروسيا ترتبطان بعلاقات ثنائية مميزة"
وتابع: "تميزت العلاقات مؤخرا منذ بضعة أيام بانعقاد الدورة الـ11 للجنة الحكومية المشتركة للتعاون الاقتصادي، التجاري التقني والعلمي بمدينة موسكو من 24 الى 26 أكتوبر الجاري والتي تكللت اجتماعاتها بالتوقيع على بعض الاتفاقيات في مجالي الفلاحة والعمران وقطاعات أخرى".ن على إعلان الشراكة الاستراتيجية المعمقة بين الجزائر وروسيا".
وتابع: "تميزت العلاقات مؤخرا منذ بضعة أيام بإنعقاد الدورة الـ11 للجنة الحكومية المشتركة للتعاون الاقتصادي، التجاري التقني والعلمي بمدينة موسكو من 24 الى 26 أكتوبر الجاري والتي تكللت اجتماعاتها بالتوقيع على بعض الاتفاقيات في مجالي الفلاحة والعمران وقطاعات أخرى".
روسيا والجزائر مهتمتان بتطوير الحوار في مجال الطاقة
وأضاف: "تسمح لنا ذكرى الثورة والاستقلال بالإعراب عن امتنان الجزائر عن الدعم السوفيتي آنذاك لكفاحنا التحريري ولاستمرار التعاون المثمر بين بلدينا بعد استقلال الجزائر في مختلف المجالات وإحداث صناعة متنوعة. وهناك أيضا البعد الإنساني في علاقاتنا الثنائية وهنا يمكنني ذكر المهمة النبيلة التي قام بها سنتين بعد الاستقلال خبراء فريق نزع الألغام السوفيتي، حيث قاموا بنزع الآلاف من الألغام التي زرعها الاستعمار على الحدود الجزائرية التونسية والحدود المغربية ومنهم من فقد حياته خلال عمله الجبار هذا".
" الجزائر تتطلع للمستقبل بثقة وتفاؤل"
قال السفير: "وعلى الصعيد الداخلي، منذ انتخاب الرئيس عبد المجيد تبون كرئيس للجمهورية، انطلقت الجزائر في تحديث مؤسساتها الديمقراطية ونظامها الاقتصادي والاجتماعي من أجل رفع تحديات الألفية الجديدة، وبصفتها دولة ذات أكبر مساحة في أفريقيا، فإن الجزائر تتمتع بموارد بشرية وطبيعية و مقدرات اقتصادية هامة، وهي تتطلع للمستقبل بتفاؤل وثقة نظرا لاحتياطاتها الهامة من المناجم والمعادن النادرة وأراضيها الشاسعة لتطوير الفلاحة".
تبون: الجزائر تمضي بخطى ثابتة لتصبح دولة "متفوقة" أفريقيا
وأضاف: "وهي منفتحة على مختلف الشركاء الدوليين وبخاصة من روسيا لاستغلال هذه الفرص معنا طبقا لمبدأ المنفعة التبادلة ومنطق "رابح – رابح"، ولذلك صدرت قوانين تحفيزية جديدة منذ 2022. وبالنسبة للدبلوماسية الجزائرية فإن الجزائر ملتزمة على الصعيد الدولي وبشكل خاص مع محيطها الجيو سياسي، بالمساهمة الجادة مع جيرانها في إحلال السلم والاستقرار كما هو الحال مع مالي والنيجر وتطوير المنشآت في أفريقيا من أجل نهضة حقيقة للقارة".
وتابع: "وهذا ما عبر عنه السيد أيمن عبد الرحمن، الوزير الأول، في الكلمة التي ألقاها في قمة "روسيا – أفريقيا" في سان بطرسبورغ 28 يوليو 2023. ولأنها دفعت ثمنا كبيرا من أجل استقلالها وحريتها كما واستجابت للعديد من طلبات الوساطة التي انتهت بنجاح لحل الأزمات والتخفيف من التوترات فإن الجزائر تطمح لأن تكون عنصر توازن ووساطة وعاملا توفيقيا لإحلال السلم والأمن عبر العالم".
مناقشة