محلل سياسي يوضح لـ"سبوتنيك" خطوات تركيا القادمة تجاه إسرائيل إذا استمر التصعيد في غزة

أكد الدكتور سمير صالحة، الأكاديمي والمحلل السياسي التركي، أن تصعيد أنقرة في الخلاف مع تل أبيب حول الحرب في غزة يرتبط بالتطورات الميدانية والعسكرية على الأرض.
Sputnik
وقال في حديثه لـ"سبوتنيك"، اليوم الثلاثاء: "في اعتقادي أن مسألة عودة العلاقات أو قطعها مع إسرائيل من جانب تركيا ستكون مرتبطة بالتطورات الميدانية والعسكرية على الأرض، فإذا ما تمسكت تل أبيب بتوسيع رقعة المعارك والإصرار على اقتحام قطاع غزة ومواصلة عملية استهداف المدنيين في داخل القطاع، أظن أن ردة الفعل التركية ستتزايد مرة أخرى".
وأوضح صالحة، أن "ظاهر الرسائل التركية التي جاءت في التصريحات الأخيرة للقيادة السياسية تبدو أنها موجهة إلى تل أبيب وسياساتها ومواقفها، لكن أعتقد أن جزءا من تلك الرسائل التركية موجه نحو الجانب الأمريكي بشكل مباشر أيضا، وتصريحات الرئيس رجب طيب أردوغان حول مسؤولية واشنطن في الضغط على تل أبيب لوقف المعارك، وضرورة التحرك الأمريكي باتجاه التهدئة، ترى أنقرة أن هذه الرسائل إلى واشنطن جاءت باتجاه معاكس،حيث يتمسك الجانب الأمريكي بالوقوف إلى جانب تل أبيب في عمليات التصعيد".
بعد تصريحات أردوغان.. إسرائيل تستدعي دبلوماسييها من تركيا "لإعادة تقييم العلاقات"
وأشار المحلل السياسي إلى أنه "في ظل الدعوة التركية للتهدئة، نجد واشنطن تزيد من عمليات إرسال السفن الحربية إلى سواحل منطقة شرق المتوسط لدعم إسرائيل، علاوة على أن إرسال السفن الحربية الأمريكية للمنطقة هى رسائل من واشنطن تعبر عن الدعم السياسي لإسرائيل وتابعناها في معرض الحديث عن الشرق الأوسط الجديد بعد اشتعال الحرب في غزة".
وأضاف صالحة، أن "التصريحات الأمريكية السابقة ورسائل الدعم السياسي لإسرائيل تقلق أنقرة وتدفعها لتوجيه انتقادات إلى الولايات المتحدة الأمريكية بشكل مباشر فيما يجري، وهذه في اعتقادي نقطة لا تقل أهمية عن الرسائل التي وجهتها أنقرة لتل أبيب".
ولفت صالحة، إلى أن "أنقرة الآن تحاول أن تنسق مع اللاعبين الإقليميين الذين يتبنون سياسات معتدلة، كبعض العواصم العربية والأوروبية والجانب الروسي والصيني، والتي يبدو أن جميعها تصب في اتجاه واحد من خلال عملية تنسيق بشكل مباشر أو غير مباشر كما تابعنا تحت سقف الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث أن أنقرة الآن لا تريد التحرك منفردة بالمقارنة مع حالات سابقة شاهدناها في العام 2010، 2014، 2018 في موضوع غزة".
أردوغان: تركيا تستعد لإعلان إسرائيل "مجرمة حرب"
واختتم المحلل السياسي، بأن هناك تحول في الطريقة التي تتعامل بها تركيا مع المسائل هذه المرة، مشيرا إلى أن مواصلة إسرائيل للتصعيد واستهداف المدنيين بتلك الطريقة وبهذا الشكل سوف يواجه سوف يواجه بلا شك بتصعيد سياسي ودبلوماسي تركي.
أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مساء السبت الماضي، أن تركيا تستعد لإعلان دولة إسرائيل كـ"مجرمة حرب"، وذلك على خلفية الأحداث التي تشهدها غزة.
وقال أردوغان خلال تجمع حاشد في إسطنبول دعما لفلسطين: "سنعلن أن إسرائيل مجرمة حرب. ونحن نستعد لذلك".
وتساءل أردوغان: "كم من الأطفال والنساء والمسنين يجب أن يموتوا لكي تعلنوا وقف إطلاق النار؟ دفتر خطايا الغرب تجاوز مجددا حدود اللعبة كثيرا"، بحسب الأناضول.
ماهي مشاريع الطاقة التي علقتها تركيا مع إسرائيل بسبب قصف غزة؟
وأردف أردوغان: "هؤلاء (الغرب) يعرفون كيفية القتل، كانوا يقضون على اليهود بشكل جماعي في غرف الغاز ويمحون المدن بسكانها من الخريطة بالقنابل الذرية".
وتابع أردوغان: "أيها العالم ترون كل هذه الحقائق، فالأمين العام للأمم المتحدة يصدح ولكنكم لا تسمعون، لقد أصبحتم صما بكما".
وبدوره، حذّر مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، من أن آلاف المدنيين الآخرين سيموتون إذا شنت إسرائيل عملية برية واسعة النطاق في غزة، مشيرا إلى وجود آلاف المدنيين بالفعل تحت الأنقاض، في ظروف انقطاع الاتصالات السلكية واللاسلكية التي تمنع من تقديم المساعدة لهم.
وقال تورك في بيان: "إن العواقب الإنسانية وتلك المتعلقة بحقوق الإنسان ستكون مدمرة وطويلة الأمد، فقد مات آلاف الأشخاص بالفعل، وكثير منهم من الأطفال".
أردوغان: تجاهل المجتمع الدولي ما يحدث في غزة وصمة عار على الإنسانية
وتابع المفوض السامي لحقوق الإنسان: "ونظرًا للطريقة التي تدار بها العمليات العسكرية، حتى الآن، في سياق احتلال دام 56 عامًا، فإنني أشعر بالقلق إزاء العواقب الكارثية المحتملة للعمليات البرية واسعة النطاق في غزة، والخسائر المحتملة للآلاف من أرواح المدنيين".
وأصدر الجيش الإسرائيلي ما أسماه "تحذير عسكري عاجل" لمواطني غزة في 28 أكتوبر/ تشرين الأول، وحث "جميع المواطنين في شمال غزة ومدينة غزة على الانتقال إلى الجنوب على الفور"، وسط التصعيد المستمر لعمليات الجيش الإسرائيلي.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، العميد دانييل هاجاري، إن النقل سيكون إجراء مؤقتا وإن الناس يمكن أن يعودوا إلى شمال غزة "بمجرد انتهاء الأعمال القتالية المكثفة".
وألقى هاجاري باللوم على حركة "حماس" الفلسطينية في تعريض حياة مواطني غزة للخطر “من خلال وضع الأسلحة والقوات داخل المناطق المدنية”.
أردوغان: ما يحدث في قطاع غزة يتجاوز حد الدفاع عن النفس
ويواصل الجيش الإسرائيلي قصف قطاع غزة منذ بدء عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها "حماس"، ووسع هجومه البري يوم الجمعة، وكثف غاراته على كافة الاتجاهات.
ويستمر التصعيد بين حركة "حماس" الفلسطينية والقوات الإسرائيلية، بعد إطلاق "حماس"، فجر السبت 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، عملية "طوفان الأقصى"، حيث أطلقت آلاف الصواريخ من قطاع غزة على إسرائيل واقتحمت قواتها مستوطنات إسرائيلية متاخمة لقطاع غزة، وأسرت عددًا كبيرًا من العسكريين والمدنيين الإسرائيليين.
وردت إسرائيل بإطلاق عملية "السيوف الحديدية"، متوعدة "حماس" بدفع ثمن باهظ لهجومها، وفي 8 أكتوبر الجاري، أعلنت إسرائيل رسميا بدء حرب على قطاع غزة، كما أعلن الجيش الإسرائيلي، في 10 من الشهر نفسه، إعادة السيطرة على منطقة غلاف غزة بالكامل.
مناقشة