محلل سياسي يوضح لـ"سبوتنيك" كيف سترد واشنطن على استهداف "أنصار الله" لإسرائيل

أكد ماك شرقاوي، الخبير الأمريكي في العلاقات الدولية، أن واشنطن لن ترد على ضربات "أنصار الله" اليمنية لإسرائيل بالمسيرات والصواريخ، مضيفا أنه "لو كانت هناك حاجة ملحة فإن الأمر لن يتعدى عمليات سطحية جدا كما حدث مع "حزب الله" اللبناني والحرس الثوري الإيراني في سوريا".
Sputnik
وقال في اتصال مع "سبوتنيك"، اليوم الثلاثاء، إن "هناك صفقات مواءمات سياسية تجري بين واشنطن وعدد من العواصم في المنطقة وتتداخل فيها العديد من الملفات الإقليمية والدولية، الأمر الذي يبدو ظاهرا في عدم التحرك الجدي ضد المصالح الأمريكية والإسرائيلية وفقا لتصريحات القوى والفصائل المسلحة في بداية الحرب".
وتابع شرقاوي: "لو عدنا للتصريحات التي أطلقت في بداية الحرب من إيران على سبيل المثال بعدم التهاون في الأمر وأنها سوف تشارك في الحرب إذا ما دخلت أمريكا، وقامت إسرائيل بالعملية البرية، وبعد تلك الأيام القاسية نجد أن إسرائيل توغلت داخل القطاع وارتكبت الجرائم التي يندى لها الجبين ومع ذلك ليس هناك أكثر من التصريحات حول مواعيد وتوقيتات الرد".
"أنصار الله" اليمنية تعلن رسميا الدخول على خط المواجهة مع إسرائيل
وأشار خبير العلاقات الدولية إلى أنه "تم الإعلان عن خطاب سوف يلقيه حسن نصر، زعيم "حزب الله" اللبناني يوم الجمعة المقبل، وعلينا الانتظار عما سوف يقرره الحزب بشأن الحرب التي سوف تكون قاربت على الشهر منذ اندلاعها، حيث سيظهر الموقف الحقيقي للحزب في هذا الخطاب وفق اعتقادي".
وأضاف شرقاوي: "لا أتوقع أن يكون هناك أكثر من المناوشات بين "حزب الله" اللبناني وإسرائيل أكثر من المناوشات التي اعتدنا عليها منذ سنوات والتي تهدف إلى التسويق الداخلي للحزب أولا في الداخل، وأنه حصن الأمان ضد إسرائيل".
ولفت خبير العلاقات الدولية إلى أن واشنطن لن تقصف "أنصار الله" في اليمن قصفا موجعا، لأنه "كان بوسعها فعل ذلك منذ 8 سنوات ولديها أكثر من 2000 جندي داخل اليمن، ونفذت العديد من العمليات ضد تنظيم "القاعدة" الإرهابي، لأنها تريد الإبقاء على "أنصار الله" كفزاعة في المنطقة للضغط بها على الدول الخليجية وعلى رأسها السعودية والإمارات".
"أنصار الله" تعلن إطلاق طائرات مسيرة نحو إسرائيل
وتابع: "يمكن القول أن "أنصار الله" يحاربون بالوكالة عن واشنطن وإن لم يكن باتفاق لأن كل ما تقوم به يخدم المصالح الأمريكية"، على حد قوله.
أعلنت جماعة "أنصار الله" اليمنية، اليوم الثلاثاء، عن "إطلاق عدد كبير من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة باتجاه إسرائيل".
وقال المتحدث الرسمي للقوات المسلحة التابعة لـ"أنصار الله"، العميد يحيى سريع، في كلمة له، إنه "كان لا بد للقوات المسلحة أن تقوم بواجبها للانتصار للمظلومية التاريخية للشعب الفلسطيني".
وأضاف أن "القوات المسلحة اليمنية قامت بإطلاق دفعة كبيرة من الصواريخ الباليستية والمجنحة وعدد كبير من الطائرات المسيرة على أهداف مختلفة للعدو الإسرائيلي في الأراضي المحتلة".
وكشف أن "هذه العملية هي العملية الثالثة نصرة لإخواننا المظلومين في فلسطين"، مؤكدًا الاستمرار في تنفيذ المزيد من الضربات النوعية بالصواريخ والطائرات المسيرة حتى يتوقف العدوان الإسرائيلي".
وكانت وكالة "فرانس برس" نقلت عن رئيس حكومة تصريف الأعمال التابعة لـ"أنصار الله" عبد العزيز بن حبتور، قوله إن الطائرات المسيرة التي أطلقت باتجاه إيلات في جنوب إسرائيل تابعة لدولة اليمن.
وأفادت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، في وقت سابق صباح اليوم ، باعتراض طائرة من دون طيار قادمة من اليمن فوق البحر الأحمر. وقالت : "دوت صافرات الإنذار في إيلات بعد اعتراض طائرة من دون طيار انطلقت من اليمن في البحر الأحمر".
من جانبه، قال الجيش الإسرائيلي في بيان مقتضب على منصة "إكس": "إلحاقا بالتقرير الأولي، رصدت أنظمة الجيش الإسرائيلي هدفا جويا يقترب من أراضي دولة إسرائيل. لا يوجد تهديد ولا يوجد خطر".
وسبق أن أعلنت جماعة "أنصار الله" اليمنية أنها "ستشارك تدريجيا في مواجهة الجرائم الصهيونية وفق التطورات على الأرض والتنسيق مع الشركاء".
وقال رئيس المجلس السياسي الأعلى لها مهدي المشاط، إن "الحرب في فلسطين أصبحت حربا على الإسلام يقف فيها الغرب وأمريكا بجانب العدو الصهيوني".
ومنذ بضعة أيام، تحاول قوات إسرائيلية التوغل في منطقة شمال القطاع، لكن المقاومة الفلسطينية تقول إنها تتصدى لها وتكبدها خسائر كبيرة.
ويستمر التصعيد بين حركة "حماس" الفلسطينية والقوات الإسرائيلية بعد إطلاق "حماس"، فجر السبت 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، عملية "طوفان الأقصى"، وردت إسرائيل بعملية بقصف متواصل للقطاع منذ ذلك الحين راح ضحيته ما يقرب من 9 آلاف قتيل وأكثر من 23 ألف مصاب.
مناقشة