مسؤول في "أنصار الله" لسبوتنيك: موازين القوى تغيرت ونحذر أمريكا وإسرائيل من استمرار الحرب على غزة

أعلنت جماعة "أنصار الله" اليمنية، أمس الثلاثاء، إطلاق عدد كبير من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة باتجاه إسرائيل".
Sputnik
وقال المتحدث الرسمي للقوات المسلحة التابعة لـ"أنصار الله"، العميد يحيى سريع، في كلمة له، إنه "كان لا بد للقوات المسلحة أن تقوم بواجبها بالانتصارا للمظلومية التاريخية للشعب الفلسطيني".
هل بدأت "أنصار الله" في تنفيذ تهديداتها بشأن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة؟
وحول توقيت هذا الإعلان الرسمي من قبل "أنصار الله" وتداعياته على الوضع في اليمن ومسارات السلام، والخطوات التالية التي تضعها صنعاء في بنك أهدافها ورد الفعل الأمريكي الإسرائيلي، أجرت وكالة "سبوتنيك" المقابلة التالية مع عبد القدوس الشهاري، نائب رئيس الدائرة الإعلامية لجماعة "أنصار الله" (الحوثيين).

وإلى نص الحوار..

أعلنتم استمرار استهدافكم لإسرائيل بالطائرات المسيرة والصواريخ.. ما تداعيات تلك الخطوة؟
الإجراءات العسكرية دائما هي التي تحدد التوقيتات والأهداف لإطلاق الصواريخ والمسيرات، وهم أيضا من يحدد توقيت الإعلان عن تلك العمليات، سواء بشكل فوري أو بعد فترة من الزمن، والتأني في تبني عمليات إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل، في اعتقادي كان الهدف منه استيضاح الأمور أكثر.
هل باتت الرؤية اليوم واضحة لديكم؟
بعدما اتضحت الرؤيا والتحرك العسكري الأمريكي البحري والذي كان واضحا من خلال تصريحات وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن والرئيس الأمريكي جو بايدن، كان يفترض على الدول العربية أن تتحرك بنفس الوتيرة التي تحركت بها الدول الغربية وواشنطن لدعم إسرائيل.
وبعدما وجدنا أن العرب تركوا قضيتهم المركزية، لذا وجدنا أن من واجبنا أن نعلن أننا مع أشقائنا في فلسطين، وهذا التأييد كان واضحا من البداية في تصريحات القائد عبد الملك الحوثي والذي أكد مرارا أننا جميعا مستهدفين من نفس العدوان الأمريكي الغربي الإسرائيلي.
ألا تخشون أن تعمل واشنطن على إشعال وتيرة الحرب والتصعيد في الجبهات مجددا ردا على استهدافكم لإسرائيل؟
التهديدات الأمريكية للدول العربية والمنطقة ليست جديدة، ومنذ أكثر من 7 عقود وهى تدعم الكيان الصهيوني بكل ما لديها ماديا ومعنويا، لذا فإن تهديدها لن يثنينا عن توجهاتنا نحو دعم قضيتنا الرئيسية بعد أن تم حصار الفلسطينيين في سجون كبرى ونهب كل أراضيها ولم يتبق منها إلا القليل.
ما سبب تأخركم في الإعلان رسميا عن عملياتكم ضد إسرائيل حتى الأمس؟
التأخير في الإعلان الرسمي كان بسبب إجراءات عسكرية تتعلق بتوقيت الإعلان والأهداف التي يتم التركيز عليها، علاوة على نوعية السلاح الذي يتم استخدامه في العمليات ضد إسرائيل، وعلى كل حال، كان لا بد من الانتظار حتى نرى التحرك الأمريكي والغربي، وهناك من يقود المقاومة ضد تلك الحرب البربرية حتى يكبد الأعداء خسائر كبيرة في العديد من المحاور سواء في العراق أو سوريا ولبنان واليمن.
لماذا لم تكن هناك ردود حول اتهام إسرائيل لكم باستهداف الأراضي المصرية؟
حاولت إسرائيل ضرب مصر باليمن في التصريحات الأخيرة بشأن ما حدث من سقوط مسيرات في طابا ونويبع، وسبق لها أن استهدفت أبراج المراقبة على الحدود المصرية، فهى تريد التخلص من اليمن كقوة يحسب لها اليوم حسابات كثيرة.
ما هي حدود دعمكم لفلسطين وقطاع غزة الذي يتعرض لحرب توصف بأنها "إبادة جماعية"؟
القائد عبد الملك الحوثي قال في العديد من خطاباته أن اليمن يراقب الوضع في غزة عن كثب ولن نبخل عليها بكل ما نستطيع سواء بالسلاح أو استهداف مناطق العدو أو حتى من الحدود وفق المتاح، نظرا للجغرافيا في المنطقة وعدم التنقل بسهولة من اليمن إلى فلسطين أو المناطق المجاورة لها.
هل تعدد الجبهات ضد إسرائيل يمكن أن يرغمها على وقف الحرب؟
نلاحظ أن هناك ضربات جوية وبرية وحرب إبادة شاملة على الشعب الفلسطيني من قبل إسرائيل وداعميها من الغرب وأمريكا، لذا كان علينا أن نتحرك جميعا وفي كل الجبهات لنصرة المقدسات والشعب الفلسطيني الذي يتم ذبحه بهمجية وشراسة من جانب أمريكا وإسرائيل.
ولذلك تعدد الجبهات، ولا شك أن ذلك سوف يشكل عامل ضغط كبير على الكيان ويخفف الضغط على المقاومة في قطاع غزة، مشيرا إلى أن أمريكا اليوم في موقف حرج جدا وتعاني كثيرا من سقوط سمعة سلاحها أمام السلاح الروسي في أوكرانيا، علاوة على الخسائر المادية والضغوط الداخلية التي تعاني منها، هذا الأمر يدفعنا للضغط عليها حتى توقف الحرب على فلسطين وقطاع غزة، لأنها هى الراعية والحامية والداعمة للكيان الصهيوني الهش والجبان (بحسب قوله)، وسوف نستمر على خطتنا حتى تحرير الأرض المقدسة.
"أنصار الله": هناك غرف عمليات مشتركة تراقب وتعمل لمواجهة أي حماقة إسرائيلية باقتحام غزة
البعض يشكك في نوايا محور المقاومة وأن عمليات إطلاق الصواريخ والتهديد لإسرائيل وأمريكا ما هو إلا دعاية إعلامية متفق عليها مع واشنطن.. ما ردك؟
هناك تحرك على الأرض وأعمال كبيرة تتم، لكن أمريكا دائما تحاول التقليل من الأعمال التي يقوم بها مناهضيها أو أعداوها في العديد من مناطق العالم، وهي تحاول زعزعة محور المقاومة، لكن محور المقاومة هو أقوى من كل تلك التصريحات التي يتم تسويقها عن طريق إسرائيل أو أمريكا.
وهناك ترتيبات كبيرة في الوطن العربي وقريبا ستكون في الشرق الأوسط، لذلك على أمريكا وإسرائيل أن يتخلوا عن الغطرسة ولا يقدما عليها مرة أخرى، وأن يتم منح الفلسطينيين أرضهم ودولتهم حتى يكون لهم القرار والسيادة على أرضهم المحاصرين فيها منذ سنوات.
ما هو موقف وضع باب المندب في ظل الحرب الجارية وهل بمقدوركم استخدامه كورقة ضغط؟
كل الأوراق سوف نستخدمها في سبيل القضية الفلسطينية والمقدسات، وإذا لم تتوقف إسرائيل عن عدوانها سوف تعم الفوضى في المنطقة ويمكن أن تتحول إلى حرب إقليمية أو عالمية، لذا على واشنطن أن تعلم أن الأوضاع والموازين على الأرض جميعها تغيرت، وأن الفلسطينيين أصبحوا يمتلكون اليوم قوة للردع ومستعدون للمواجهة.
هل أثرت الحرب في غزة على مسار السلام في اليمن؟
هذا الأمر تعرفة لجنة التفاوض في صنعاء والوساطة العمانية.
أجرى الحوار/ أحمد عبد الوهاب
مناقشة