جاء ذلك في كلمة مسلجة له، تزامنا مع إعلان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الانتهاء من تطويق قواته مدينة غزة.
وقال أبو عبيدة: "بعد 27 يوما من بدء معركة طوفان الأقصى، وبالرغم من الحرب التي شنها العدو الصهيوني البغيض مدعوما بقوى الظلم والطغيان وعلى رأسها الإدارة الأمريكية على شعبنا وأهلنا، يواصل مجاهدونا في محاور التوغل البري الصهيوني في شمال غربي مدينة غزة وجنوب مدينة غزة وفي بيت حانون، التصدي لقوات الاحتلال وتنفيذ هجمات ناجحة ضد آليات العدو وجنوده في عشرات محاور الاشتباك على طول محاور المناوراتالبرية الصهيونية".
وتابع: "تمكن مجاهدونا بعون الله في الـ 48 ساعة الأخيرة من تدمير كتيبة دبابات للعدو وأكثر على طول محاور التقدم، وقتل وإصابة عدد كبيرا من جنود قوات الاحتلال".
وأوضح أن عناصر "القسام" تهاجم "القوات الغازية بمضادات الدروع والالتحام المباشر وإسقاط القذائف من المسيرات على تجمعات العدو، والهجوم بسيرات انتحارية على مناطق تحشد الجنود والآليات".
ومضى أبو عبيدة: "كما يقوم سلاح المدفعية بدك تجمعات جنود العود وآلياته بأعداد كبيرة من قذائف الهاون، كما تناور قوات النخبة في الكتائب القسام بالالتفاف خل خطوط العدو والإغارة على تجمعات الجنود والآليات ومهاجمتهم من النقطة صفر".
وتابع: "كان من أبرز عملياتنا مساء اليوم (الخميس) الهجمة المضادة الكبيرة والمتزامنة التي نفذها مجاهدونا في محور شمالي غرب مدينة غزة ودمروا خلالها 6 دبابات وناقلتي جنود وجرافة، وأوقعوا خسائر فادحة في صفوف قوات العدو".
وأكد المتحدث باسم "القسام" استمرار المواجهة، مشيرا إلى أن "خياراتنا الدفاعية متعددة وخطوط دفاعاتنا ستظل تفاجئ العدو في كل خطوة يتقدمها".
وخاطب أبو عبيدة المجتمع الإسرائيلي بقوله: "نقول اليوم لجمهور العدو إن قيادتكم التي كذبتم عليكم بحصانة فرقة غزة، وتقديراتها بأننا لن نقدم على مهاجمة قواتكم لسنوات طويلة وكذبت عليكم في ملف الأسرى، وقتلت أبناءكم بالطائرات داخل غزة وقررت أن تعيد لكم العشرات منهم في توابيت فإنها تكذب عليكم اليوم في أعداد القتلى من الجنود في غزة وسير المعارك".
وأدف: "نؤكد لكم أن أعداد القتلى أكبر بكثير مما تعلنه قيادتكم فترقبوا المزيد من جنودكم عائدين في أكياس سوداء".
وقال أبو عبيدة إن "ناقلة (الجنود من طراز) "النمر" التي روج لها جيشكم بأنها الأكثر كفاءة وتحصينا في العالم، ها هي تسقط في أول اختبار أمام قذائفنا وعبواتنا".
وشدد على أنه رغم "المجازر والمحارق التي ارتكبها هذا العدو الفاشي النازي ولا يزال" بحق الفلسطينيين، فإن ذلك "سيزيدنا قوة وبأسا وعنفوانا لتدفيع جنوده وقيادته ثمنا باهظا"، مضيفا "نحن نقاتل على أرضنا وسنجعل غزة كما كانت لعنة التاريخ على هذا الكيان".
وسخر المتحدث باسم "القسام" من تصريحات قيادات عسكرية في إسرائيل بأنهم اخترقوا الخطوط الدفاعية في غزة، وقال "كأنها تفاخر باختراق خطوط دفاع دولة عظمى"، موضحا "في حقيقة الأمر تكون (القوات الإسرائيلية) قد اخترقت شارعا أو زقاقا في غزة كانت قد أسقطت عليه أطنانا من المتفجرات أو دخلت في مناطق مفتوحة حرقتها بالطائرات ومعا ذلك يخرج لها مقاتلونا من حيث لا تحتسب".
وفي وقت سابق من مساء اليوم الخميس، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري الانتهاء من تطويق مدينة غزة، وقال إن قوات الجيش كسرت دفاعات حركة "حماس".
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن الخميس مقتل اثنين من جنوده، ما يرفع حصيلة قتلاه منذ بدء العملية العسكرية بقطاع غزة إلى 20.
وفي وقت سابق من اليوم الخميس، اعترف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بتكبد قواته في قطاع غزة، "خسائر مؤلمة"، مؤكدا رغم ذلك أن الجيش لن يتوقف حتى القضاء على حركة "حماس"، بحسب قوله.
ولليوم السادس على التوالي، تواصل القوات الإسرائيلية محاولة التوغل داخل قطاع غزة، لكنها تجابه بمقاومة عنيفة من مقاتلي "حماس" وباقي الفصائل الفلسطينية، وفقا لأقوال مسؤولين إسرائيليين.
ويشهد قطاع غزة قصفا إسرائيليا كثيفا، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بعدما أعلن القائد العام لـ"كتائب عز الدين القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس" الفلسطينية، محمد الضيف، بدء عملية "طوفان الأقصى" لوضع حد "للانتهاكات الإسرائيلية"، بحسب قوله.
وردت إسرائيل بإطلاق عملية "السيوف الحديدية"، متوعدة "حماس" بدفع ثمن باهظ لهجومها، وفي الـ8 من أكتوبر الماضي، أعلنت إسرائيل رسميا بدء حرب على قطاع غزة، كما أعلن الجيش الإسرائيلي، في الـ10 من أكتوبر الماضي، إعادة السيطرة على منطقة غلاف غزة بالكامل.
وأعلنت إسرائيل، يوم 27 أكتوبر الماضي، أنها بدأت المرحلة الثانية من "حرب طويلة وصعبة مع حماس" تضمنت توغلات برية في غزة، بالتزامن مع غارات جوية مكثفة.