وأضافت في حديثها مع "سبوتنيك"، أن "اللجنة الدولية للصليب الأحمر تمكنت من إدخال ما يقارب من 60 طنا من إمدادت الإغاثة، التي تشمل المواد الطبية والجراحية وتنقية المياه، بين يومي الجمعة والأحد الماضيين".
وأكدت الطرابلسي أن "الصليب الأحمر تمكن من إدخال فريق مكون من اختصاصي جراحة الحرب وتلوث الأسلحة والمياه والتطهير"، وتابعت الطرابلسي، قائلة: "نحن نعتبر كل المساعدات التي أدخلت وإن كانت تمثل تطورا، لكنها غير كافية للاستجابة للاحتياجات الإنسانية الضخمة التي تتفاقم كل يوم".
واستطردت الطرابلسي، بالقول: "منذ أن تحدثنا معكم، في 24 أكتوبر المنصرم، لم يتغير الوضع على مستوى الاحتياجات الإنسانية، بل حصل العكس، حيث يوشك قطاع الصحة على الانهيار التام، نظرا لعدم وصول الوقود وبالتالي عدم توفر الكهرباء، وهو وضع كارثي بالنسبة للمستشفيات إذ يتسبب الأمر في انقطاع الخدمات بشكل تام داخل المستشفيات مع غياب الكهرباء".
ولفتت الطرابلسي إلى أن "الرضع في الحضانات قد يفقدوا حياتهم في أي لحظة نتيجة غياب الكهرباء".
وشددت الطرابلسي على أن "المسؤولية تقع على عاتق الأطراف المنخرطة في النزاع بشأن توفير الإمدادت الأساسية للسكان خلال الحالات المشابهة، مع ضرورة العمل على خطة مستدامة لمواصلة إدخال الإمدادات الإنسانية بما يتماشى مع حجم الاحتياجات الضخمة، التي يعاني منها السكان".
بشأن وضعية العائلات النازحة، أشارت الطرابلسي إلى أن "وضع مئات الآلاف من الأسر أكثر من خطير، إذ يعانون من أجل تأمين لقمة العيش والماء الصالح للشرب، والخدمات الأساسية الصحية، وكذلك المأوى الآمن، الذي يمثل الهاجس لمعظم العائلات، في ظل عدم وجود مناطق آمنة في غزة، حسب إفادة أحد أعضاء فريق الصليب الأحمر في الداخل".
وتابعت المتحدثة: "الآلاف من الأطفال والمسنين يلجأون للمستشفيات من بينها مستشفى القدس، الذي يأوي آلاف النازحين، في الوقت الذي أمرت السلطات الإسرائيلية بضرورة الإخلاء في أقرب وقت".
ومضت الطرابلسي، قائلة: "هناك مسؤولية على الأطراف المنخرطة في النزاع، بأن يأخذوا بعين الاعتبار كل التبعات الإنسانية التي يمكن أن تحدث خلال إعطاء أوامر الإخلاء، خاصة أن مستشفى القدس يأوي الآلاف ويوفر الخدمات الصحية لعدد كبير من المرضى، الذين يصعب نقلهم إلى أي مراكز أخرى نظرا للحالة العامة للقطاع الصحي في غزة".
ويتواصل التصعيد في قطاع غزة مع استمرار القصف الإسرائيلي الكثيف، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ما أدى إلى مقتل أكثر من 9 آلاف فلسطيني غالبيتهم نساء وأطفال، إضافة إلى نحو 23 ألف مصاب، ما تسبب في تحمل المستشفيات عبئا ثقيلا يفوق قدرتها على توفير الاحتياجات الطبية اللازمة ويفوق قدرة الأطقم الطبية، التي وصلت إلى حد الإنهاك.