وأفادت الرئاسة المصرية، في بيان لها، بأن الرئيس السيسي استعرض الجهود التي تقوم بها مصر للدفع في اتجاه وقف إطلاق النار وإتاحة المجال لنفاذ المساعدات الإنسانية بقطاع غزة"، مشيرة إلى أن الرئيس السيسي شدد على "ثبات الدعم المصري لمؤسسات الدولة اللبنانية بما يحافظ على استقرار لبنان وأمن شعبها".
وأضاف البيان أن السيسي وميقاتي أكدا على "ضرورة تحمل المجتمع الدولي لمسئولياته من خلال العمل المكثف على احتواء الموقف في غزة وتجنب توسع نطاق العنف"، فيما أعرب رئيس الحكومة اللبنانية عن التقدير للدور المصري في الأزمة الخطيرة في قطاع غزة على المسارين السياسي والإنساني.
وكان ميقاتي أكد، في وقت سابق اليوم، أن "الأولوية لوقف عدوان إسرائيل في غزة وعلى جنوب لبنان". وقال، خلال لقائه بوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في عمان، إن "لبنان ملتزم بالشرعية الدولية وبتطبيق القرار الدولي رقم 1701 والتنسيق مع قوات اليونيفل".
وطالب ميقاتي "المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لوقف التعديات اليومية على أرضه وسيادته برا وبحرا وجوا"، حسب الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان.
يأتي ذلك غداة إطلالة أمين عام "حزب الله" اللبناني، حسن نصر الله، في أول رد فعل له منذ عملية "طوفان الأقصى"، وذلك خلال الاحتفال التكريمي الذي نظمه الحزب لـ"الشهداء الذين ارتقوا في المواجهات العسكرية الدائرة على الحدود جنوب لبنان".
وبعد شرح مسهب لمعنى العملية، وما يترتب عليها، انتقل نصر الله ليتحدث عن الساحة اللبنانية، محذراً الحكومة الإسرائيلية من "التمادي الذي طال بعض المدنيين في لبنان، وهذا سيعيدنا الى المدني مقابل المدني". وتوجه إليها بالتالي: "أقول بوضوح وغموض إن كل الاحتمالات والخيارات في جبهتنا اللبنانية مفتوحة ويمكن أن نذهب إليها في أي وقت، ويجب أن نكون جميعا جاهزين لكل الفرضيات".
واحتشد جمهور "حزب الله" في ساحات أربع في مناطق لبنانية مختلفة، وفيما كانت أكبر الحشود تجتمع في الضاحية الجنوبية، أعاد هؤلاء تجديد ولائهم للحزب وأمينه العام ودعمه في كل الخيارات التي سيتخذها حتى وإن كانت ستدخل لبنان في حرب واسعة جغرافياً.
وقصف الجيش الإسرائيلي، أمس الجمعة، أهدافا يقول إنها تابعة لـ"حزب الله" اللبناني، على الحدود المشتركة بين الجانبين.
وذكر الجيش الإسرائيلي، في بيان عسكري له، أنه "بعد إطلاق صواريخ مضادة للدبابات من الأراضي اللبنانية على مواقع عسكرية إسرائيلية، فإن قوات الجيش ردت على أماكن مطلقي تلك الصواريخ، ولا يوجد ضحايا أو إصابات بين صفوف الجيش.
وتزامن ذلك مع ما صرّح به مسؤول إسرائيلي من أن "الحماية الإسرائيلية لسكان الشمال مجرد ورق" وأن على حكومة بنيامين نتنياهو، ردع الأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني، حسن نصر الله، بحسب قول المسؤول الإسرائيلي.
وتشهد الحدود الإسرائيلية مع كل من لبنان وسوريا، توترا متصاعدا منذ بدء التصعيد في قطاع غزة، حيث تتعرض إسرائيل إلى هجمات محدودة عابرة للحدود، وترد عليها إسرائيل بقصف مناطق في الأراضي السورية واللبنانية.
ويواصل الجيش الإسرائيلي، لليوم 28، قصف قطاع غزة، حيث بدأ التصعيد بين حركة "حماس" الفلسطينية والقوات الإسرائيلية بعد إطلاق "حماس"، فجر السبت 7 أكتوبر/ تشرين الأول المنصرم، عملية "طوفان الأقصى"، وردت إسرائيل بإطلاق عملية "السيوف الحديدية"، متوعدة "حماس" بدفع ثمن باهظ لهجومها.
وأثار القصف الإسرائيلي المدمر على قطاع غزة، احتجاجات وإدانات واسعة النطاق في جميع أنحاء الشرق الأوسط، كما حذرت دول عربية عدة من "التهجير القسري" لسكان قطاع غزة، بعد أن طالبت إسرائيل سكان القطاع بالنزوح جنوبًا أو التوجه إلى سيناء المصرية.
وأسفر القصف على قطاع غزة، عن سقوط أكثر من 9 آلاف قتيل وأكثر من 22 ألف إصابة، فيما أدت المواجهات في الضفة الغربية، إلى مقتل أكثر من 134 من الفلسطينيين وإصابة نحو 2100 آخرين، بينما بلغت حصيلة القتلى الإسرائيليين 1400 شخص، فضلًا عن إصابة أكثر من 5400 آخرين.
وتدعو أغلب الدول العربية والإسلامية إلى جانب روسيا والصين، لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وإدخال المساعدات الإنسانية، وهو ما ترفضه الولايات المتحدة وإسرائيل، حيث تستخدم واشنطن حق النقض في مجلس الأمن للحيلولة دون صدور قرار يلزم إسرائيل بوقف القصف المستمر على قطاع غزة، الذي يقطنه أكثر من مليوني فلسطيني.