وقال هلسة لراديو "سبوتنيك"، إن نتنياهو "لا يستطيع الإقدام على هذه الخطوة من غير أن تحصد حكومته إنجازا سياسيا وعسكريا بإمكانه تقديمه للمجتمع الإسرائيلي المشحون بالغضب، لذلك يتملص من هذه الهدنة، رغم المطالبات الدولية بتطبيقها في ظل المجازر والإبادة الجماعية في غزة".
وأشار الخبير في الشؤون الإسرائيلية إلى أن الإدارة الأمريكية تمنح نتنياهو المزيد من الوقت لارتكاب المزيد من الجرائم بحق المدنيين في غزة.
وأضاف محمد هلسة أن "الجميع كان يعتقد أن زيارة وزير الخارجية الأمريكي إلى إسرائيل ربما تتكلل بهدنة إنسانية لكن واضح جدا أن الولايات المتحدة تمنح إسرائيل فرصة للحصول على صورة انتصار".
وذكر الخبير أن "نتنياهو سيستمر في التصعيد خاصة وأنه لا شيء يردع إسرائيل ويمنعها من المضي في التصعيد، لأنه لا خيار أمام الحكومة الإسرائيلية إلا إطالة أمد الحرب، حتى يهرب من استحقاقات الإجابة عن أسئلة الفشل والخسارة التي يتوعد بها المجتمع الإسرائيلي".
وعن تصريحات بايدن التي قال فيها إنه أصبح من الصعب على إسرائيل تحقيق أهدافها العسكرية في غزة بسبب حجم المعاناة هناك، لفت إلى أن "واشنطن دعمت إسرائيل وتبنت روايتها حتى تحقق إنجازا يخفف من وطأة الداخل الإسرائيلي، لأن الإدارة الأمريكية تدرك حجم الإيذاء الذي حصل في إسرائيل عسكريا وسياسيا ونفسيا، لذلك هي لا تجرؤ في هذه المرحلة أن تطرح فكرة وقف إطلاق النار أو الهدنة الإنسانية".
وفي وقت سابق، اتهم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، اليوم السبت، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بأنه "المسؤول الأول عن الهمجات ضد قطاع غزة".
وقال أردوغان، في تصريحات نقلتها وكالة "الأناضول" التركية، إن "نتنياهو لم يعد شخصًا يمكننا التحدث معه بأي شكل من الأشكال، لقد محوناه وألقيناه جانبًا"، مشيرًا إلى أن قمة منظمة التعاون الإسلامي في الرياض هذا الشهر ستضغط من أجل وقف إطلاق النار".
وأضاف الرئيس التركي أن "نتنياهو شخص يثير غضب الشعب الإسرائيلي أيضا، وقد فقدَ دعم مواطنيه ويسعى لحشد دعم للمجازر عبر استخدام تعبيرات دينية"، مشددًا على ضرورة أن يسمع العالم صرخات الأطفال الفلسطينيين، ومد يد العون لهم.
يذكر أنه في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أعلن القائد العام لـ"كتائب عز الدين القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس" الفلسطينية، محمد الضيف، بدء عملية "طوفان الأقصى" لوضع حد "للانتهاكات الإسرائيلية".
وأعلن بعدها الجيش الإسرائيلي بدء عملية "السيوف الحديدية"، وشن غارات قوية على قطاع غزة، بالإضافة إلى اشتباكات مع مقاتلي "حماس" داخل المستوطنات.
كما صادق رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، رسميا على بدء الحرب على قطاع غزة، ردا على إطلاق حركة "حماس" الفلسطينية عملية "طوفان الأقصى".