تونسية تطلق أول منصة إعلامية للدفاع عن البيئة... فيديو وصور

أثبتت التجارب أن النساء هن الأكثر تأثرا بالتغيرات المناخية، ولكنهن أيضا الأكثر وعيا بمخاطرها والأكثر بحثا عن الحلول للأزمات البيئية التي تحيط بمجتمعاتهن.
Sputnik
والشابة التونسية "ميساء الصندلي" (32 سنة)، واحدة من النساء اللاتي اخترن عدم الوقوف على الربوة والمساهمة في نشر الوعي البيئي، من خلال بعث أول منصة إعلامية "bluetn" تدافع عن البيئة وتسعى إلى إيجاد حلول عملية للظواهر الخانقة لكوكب الأرض بطريقة مبسطة وهزلية.
وتدافع ميساء، وهي بالأساس ناشطة بيئية، عن حق التونسيين في معرفة المخاطر البيئية المحيطة بهم وكيفية التعامل معها، خاصة وأن بلادها تعاني من شمالها إلى جنوبها من أزمات بيئية متفاقمة أثرت على المواطنين وعلى بقية الكائنات الحية، على غرار التلوث وشح المياه.

منصة لنشر الوعي

وتخبر ميساء، التي تنحدر من منطقة الوطن القبلي (شمالي تونس) "سبوتنيك"، أن ضعف الثقافة البيئية لدى جل المواطنين التونسيين هو ما قادها إلى إنشاء هذه المنصة الإعلامية، مشيرةً إلى أن الناس يتعاملون مع القضايا البيئية على أنها مسائل ثانوية، في حين أنها تؤثر بشكل مباشر على جميع نواحي حياتهم.
1 / 9
تونسية تطلق أول منصة إعلامية للدفاع عن البيئة
2 / 9
تونسية تطلق أول منصة إعلامية للدفاع عن البيئة
3 / 9
تونسية تطلق أول منصة إعلامية للدفاع عن البيئة
4 / 9
تونسية تطلق أول منصة إعلامية للدفاع عن البيئة
5 / 9
تونسية تطلق أول منصة إعلامية للدفاع عن البيئة
6 / 9
تونسية تطلق أول منصة إعلامية للدفاع عن البيئة
7 / 9
تونسية تطلق أول منصة إعلامية للدفاع عن البيئة
8 / 9
تونسية تطلق أول منصة إعلامية للدفاع عن البيئة
9 / 9
تونسية تطلق أول منصة إعلامية للدفاع عن البيئة
وأضافت: "لا تحظى المعلومات البيئية بحيز كبير في وسائل الإعلام، كما أن طريقة تناولها العلمية تجعلها بعيدة جدا عن فهم المواطنينوهو ما جعلها منحصرة لدى فئة معينة".
مظاهرات أمام السفارة الأمريكية في تونس لوقف "مجازر غزة"
وتعتقد ميساء أنه من حق كل مواطن مهما كان مستواه الثقافي والتعليمي أن يفهم المسائل البيئية خاصة وأنه في واجهة المتضررين من التغيرات المناخية وغيرها من الظواهر البيئية.

وتابعت: "الفكرة من هذه المنصة هي تبسيط المعلومات البيئية وتسهيل فهمها لعامة الناس، لذلك نستخدم في منشوراتنا اللهجة العامية والأمثال الشعبية المحلية والأغاني التونسية وكذلك الأسلوب الهزلي والساخر".

وحول خلفية تسمية المنصة بـ "Blue tn" التي تعني بالعربية "الأزرق"، قالت محدثتنا إن التسمية لها علاقة وثيقة بكوكب الأرض الذي يطغى عليه اللون الأزرق والتي يمثل المحيط ثلثيْ مساحتها.

رحلة بالدراجة تحولت إلى مشروع

لم تأت فكرة هذه المنصة من فراغ، فميساء هي ابنة الطبيعة وعاشت منذ نعومة أظافرها بين الحقول والحيوانات في مزرعة جدتها أين توطدت علاقتها بالمحيط البيئي.
تقول ميساء: "لقد كبر شغف الطبيعة معي، وانخرطت لاحقا في عدة جمعيات ومنظمات بيئية تدافع عن حق المواطنين في العيش في بيئة سليمة".
الرئيس التونسي: هروب 5 إرهابيين هي عملية "تهريب" جرى التخطيط لها منذ أشهر
وقادها هذا الشغف إلى القيام بجولات على الدراجة الهوائية في مختلف ربوع البلاد التونسية، رغم أن الأمر لم يكن دارجا آنذاك.
تضيف "في البداية، كان الهدف من هذه الجولات الترويج للسياحة البيئية وتشجيع الفتيات على السفر باستخدام الدراجة والتعريف بالحرفيين التونسيين والتشجيع على استهلاك منتوجهم المحلي والطبيعي".
لم يكن يخطر ببال ميساء أن هذه الجولات ستغير مجرى تفكيرها، ففي أثناء زيارتها لبعض المناطق اصطدمت بهول المشاكل البيئية التي أثرت على التربة وعلى موارد رزق الأهالي. تقول ميساء "أدركت حينها أن الطبيعة مريضة".
هذا الإدراك دفع ميساء إلى إطلاق أول منصة إعلامية لنشر الوعي بالقضايا البيئية وهي تسعى أيضا إلى تقديم الحلول إما لمواجهتها أو التأقلم معها، مستأنسة بآراء الخبراء والمختصين الذين يعملون داخلها.

النساء قائدات التغيير

ويمثل العنصر النسائي 90 في المئة من العاملين بمنصة "Blue tn"، ما يجعلها شبيهة بخلية نحل نسائية، وتقول ميساء إن هذه التركيبة ليست محض صدفة، فالنساء هن الأكثر وعيًا بالمخاطر البيئية والأكثر التزاما بمواجهتها.
وتضيف: "هذا الوعي النسائي له تفسيره، فالنساء هن من الفئات الأكثر تضررا من المخاطر البيئية بالنظر إلى كونهن الفئة الأشد فقرا والأكثر ارتباطا بالموارد الطبيعية المهددة بفعل التغيرات المناخية، وهو ما يجعلهن الأكثر بحثا عن الحلول".
رغم اعتراض الرئيس... نواب تونسيون يؤكدون تمسكهم بمشروع قانون يجرم التطبيع مع إسرائيل
ومن خلال تجربتها في "Blue tn"، لاحظت ميساء أن النساء يظهرن التزاما أكثر من الرجال تجاه الطبيعة، حيث يلتزمن بتجنب السلوكيات التي تضر بالمحيط على غرار استخدام البلاستيك.

وتابعت: "نحن نحث الناس على حماية الطبيعة، لذلك يجب أن نكون أول من يلتزم بذلك".

وتؤكد الناشطة البيئية الشابة أن منصة "Blue tn" تجد تفاعلا واسعا من التونسيين الذين يتجاوبون مع منشوراتهم ويتحاورون بشأنها، بل ويساهمون في طرح الحلولو تضيف "لقد صرنا بمثابة عائلة موسعة".
وأشارت ميساء إلى أن المنصة تتلقى عدة رسائل من الفلاحين والبحارة والمختصين وحتى المواطنين الذين عبروا عن رغبتهم في المساهمة في نشر الوعي البيئي وأن يكونوا عنصرا فاعلا في حماية الطبيعة والتقليص من المصادر الخانقة لها.
مناقشة