وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، اليوم الاثنين، أن الحكومة السودانية استعصت على الدعم السريع ولم تستطع السيطرة عليها طوال الأشهر الماضية في الخرطوم وحتى الآن، وواضح أن مجريات الأمور سوف تؤدي إلى انسحاب كامل للدعم السريع من الخرطوم، لذا فإن دارفور التي يتوسع فيها الدعم السريع هي "ورقة تفاوضية في أي تسوية قادمة".
وقال ميرغني: "لا أعتقد أن لدى الدعم السريع أي نوايا أو خطة للاستقلال بدارفور بعيدا عن السودان، لأن هذا الأمر تواجهة الكثير من العقبات في دارفور نفسها".
وتابع المحلل السياسي: "العملية التفاوضية التي تجري الآن في مدينة جدة السعودية والتي يشارك فيها طرفا الصراع السوداني، قد تدفع كل طرف من الأطراف إلى التصعيد لتحقيق بعض المكاسب على حساب الآخر ليكون لديه أكبر قدر من الأوراق التي يستطيع المساومة بها في عملية التفاوض والحصول من خلالها على مكاسب سياسية".
وأشار ميرغني إلى أن "عملية تقسيم السودان واستقلال كل طرف بمساحة من الأرض والسيطرة عليها ربما يكون غير منطقي، لأن السودان لا يتحمل عمليات تشرذم أخرى تقود إلى صراعات جديدة قد تمتد لعقود تالية في ظل الظروف القاسية التي تعيشها البلاد، مضيفا بأن الحل يكمن في تراجع طرفي الصراع إلى الخلف وترك المدنيين بلا وصاية لتقرير مستقبلهم".
وأعلنت قوات الدعم السريع، السبت الماضي، عن سيطرتها على قاعدة عسكرية في الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور، حيث أثار انقطاع الاتصالات مخاوف من وقوع فظائع جديدة.
وقالت في بيان لها: "حققت قوات الدعم السريع بنجاح نصرا رائعا بتحرير الفرقة 15 مشاة التابعة للقوات المسلحة السودانية في الجنينة، غرب دارفور، إلى جانب مجموعتها الكاملة من المعدات العسكرية".
وأضاف البيان: "نؤكد للشعب في غرب دارفور وفي جميع أنحاء السودان، أن الجنينة الآن بأمان تحت حمايتنا".
واتهمت قوات الدعم السريع الجيش السوداني، في بيانها، "بقيام قواته في وقت سابق بتوزيع الأسلحة على السكان المحليين، وأشعلت الصراع العرقي والقبلي، بالتعاون مع المخابرات العسكرية للقوات المسلحة السودانية، مما أدى إلى مقتل مدنيين أبرياء، فضلا عن التهجير القسري للسكان المحليين إلى البلدان المجاورة".
والقاعدة العسكرية في الجنينة هي الثالثة، التي تزعم قوات الدعم السريع أنها سيطرت عليها خلال أسبوع، بعد زالنجي، عاصمة وسط دارفور، ونيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور وثاني أكبر مدينة في السودان.
وعلى مدار أسابيع، تتقدم قوات الدعم السريع نحو قواعد عسكرية في دارفور، وهي منطقة تعاني بالفعل من عقود من الصراع مع الجماعات المسلحة، بما في ذلك جماعة الجنجويد، سلف قوات الدعم السريع.
وتشهد العاصمة الخرطوم والمدن المجاورة لها قتالا عنيفا بين القوات المسلحة وبين قوات الدعم السريع، منذ منتصف أبريل/ نيسان الماضي، إثر خلافات سياسية وأمنية، تسببت في نزوح أكثر من خمسة ملايين سوداني داخل وخارج البلاد، بالإضافة إلى مقتل أكثر من 5 آلاف من المدنيين، ما تطلب تدخل منظمات إنسانية محلية ودولية لمساعدة المتضررين.
وتستمر المفاوضات بين وفد القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع عبر وسطاء من دول السعودية وأمريكا ومنظمة الإيقاد الأفريقية في مدينة جدة.