راديو

سوريا والعراق واليمن جبهات ما زالت تؤرق الولايات المتحدة وإسرائيل في الاستفراد بغزة

بعد نحو أسبوع من الحرب الإسرائيلية على غزة بدأت عدة جبهات بعض المناوشات ضد إسرائيل وأيضا ضد الوجود الأمريكي على أرضها، وهي الجبهة السورية ثم العراقية وأخيرا اليمنية.
Sputnik
أشارت الولايات المتحدة بأصابع الاتهام إلى إيران وحذرت وزارة الخارجية الأمريكية إيران من تداعيات التعرض للقوات الأمريكية، في سوريا والعراق.
وقالت الخارجية الأمريكية، في بيان، إنها أرسلت رسالة ردع مدوية ومباشرة إلى إيران، حول استعداد أمريكا لحماية أفرادها ومصالحها بقوة، بحسب قولها.
وأشار البيان إلى أنه "في 26 أكتوبر، نفذ الجيش الأمريكي ضربات ضد منشأتين شرقي سوريا، يستخدمهما الحرس الثوري الإيراني والجماعات التابعة له، وكانت هذه الضربات الدقيقة للدفاع عن النفس ردا على سلسلة من الهجمات المستمرة وغير الناجحة إلى حد كبير ضد أفراد أمريكيين، في العراق وسوريا".
كانت إيران، قد وجّهت رسالة إلى مجلس الأمن الدولي بشأن ما وصفتها "ادعاءات الولايات المتحدة بتدخل طهران، في الهجمات ضد القوات العسكرية الأمريكية في سوريا والعراق".
واعتبر ممثل إيران الدائم لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد إيرواني، في رسالته، أن "جميع الادعاءات لا أساس لها من الصحة ومرفوضة بشكل قاطع"، مؤكدا أن "إيران لم تتدخل قط في أي عمل أو هجوم ضد القوات العسكرية الأمريكية، في سوريا والعراق".
ومن الجبهات التي نشطت بالفعل بعد الحرب على غزة الجبهة اللبنانية والتي تشهد يوميا مناوشات وهجمات حيث استهدف الجيش الإسرائيلي بالمدفعية، عددا من المناطق الواقعة على الحدود اللبنانية.
وكان بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، قد حذر "حزب الله" اللبناني، في حال دخوله إلى جانب الفصائل الفلسطينية، بشأن الحرب على قطاع غزة.
وفي وقت سابق، أعلن الجيش الإسرائيلي سقوط 20 قذيفة صاروخية على شمالي البلاد، في ظل سماع دوي صافرات الإنذار في الجليل وهضبة الجولان السورية المحتلة.
وتعرضت القوات الأمريكية في وسوريا إلى الكثير من الهجمات بطائرات دون طيار وصواريخ، حيث وقع أكثر من 38 هجوما على القوات الأمريكية وقوات التحالف الدولي منذ 17 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بعد أيام فقط من بدء الحرب على غزة.
وقالت البنتاغون إن عدد الجنود الأمريكيين الذين أبلغوا عن إصابتهم بسبب الهجمات المتكررة بشكل متزايد قد ارتفع إلى أكثر من 20 جنديا.
وقال عبدالقادر عزوز، مستشار مجلس الوزراء السوري إن الولايات المتحدة يجب أن تسحب قواتها من الأراضي السورية لأن الاحتلال الأمريكي بالطبع غير شرعي، والدولة السورية كلها معنية بمواجهة آلة الاحتلال الأمريكي ومنها المقاومة الشعبية أيضا بكافة الوسائل ومنها الكفاح المسلح، وأنه إذا أرادت الولايات المتحدة عدم التصعيد فيجب أن تنسحب قوات الاحتلال الأمريكي من سوريا.
وأشار عزوز إلى أن الولايات المتحدة تحاول تضليل الرأي العام بأنها تدافع عن نفسها رغم أنها دولة معتدية على دولة ذات سيادة، وهذا ما تفعله واشنطن دائما التضليل لذلك سوريا دائما تطالب بإنهاء الاحتلال دائما.
وأكد عزوز أن سوريا لا تخشى مواجهة إسرائيل، وهي دائما ما تواجه إسرائيل فالاعتداءات الإسرائيلية مستمرة ولا توجد حالة سلام بين سوريا وإسرائيل.
جبهة أخرى في العراق نشطت خلال الأيام الماضية لكنها استهدفت الوجود الأمريكي هناك حيث أكد مسؤول المكتب الأمني في كتـائب "حـزب الله" العراقي، الذي يعرف بـ "أبو علي العسكري" أن قواته ستقابل زيارة بلينكن للعراق بتصعيد غير مسبوق، مهاجماً الوزير وواصفا إياه "بوزير الحرب الصهيوني".
كما شدد في بيان نشره على "تلغرام" ليل السبت الأحد أن "عناصر المقاومة ستعمل على غلق المصالح الأمريكية في العراق وتعطيلها في المنطقة خلال الأيام القادمة إذا ما استمر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة".
وقد تعرضت عدة قواعد أمريكية في العراق لاستهدافات بالصواريخ والمسيرات عشرات المرات منذ منتصف أكتوبر الماضي لكن لم يعلن عن أي خسائر كبيرة داخل القوات الأمريكية هناك.
وقال هاشم الكندي، رئيس مجموعة النبأ للدراسات الاستراتيجية إن فصائل المقاومة العراقية توجهت لاستهداف القوات الأمريكية على اعتبار أن الولايات المتحدة دخلت بشكل علني في دعم الكيان الإسرائيلي، وبالتالي موقف المقاومة العراقية ثابت ومعلن وهو رفض العدوان ونصرة الشعب الفلسطيني، والدولة العراقية في حالة حرب مع الكيان الإسرائيلي من الأساس.
وأشار الكندي الى أن مستوى الضربات وعددها حتى الآن يتناسب مع التطورات مع احتمالات مفتوحة في حالة اجتياح بري واسع مدعوم من الأمريكان، وأضاف أن المقاومة وجهت أكثر من 30 ضربة للقوات الأمريكية وهذا يعني الكثير ومنها أن كل القواعد تحت مرمى ضربات المقاومة وهي رسالة للأمريكان بأنهم لن يهنأوا طالما هم يدعمون قتل الأطفال في غزة.

كما تنشط جبهة أخرى ضد إسرائيل وهي الجبهة اليمنية التي تتزعمها جماعة أنصار الله والتي أعلنت بدورها إطلاق عدة صواريخ ومسيرات على أهداف إسرائيلية وأعلنت أنها لن تقف صامتة مع استمرار الجرائم.

انتقدت جماعة "أنصار الله" اليمنية، نتائج اجتماع عمّان، الذي ضم وزراء خارجية الأردن ومصر والسعودية والإمارات وقطر، مع نظيرهم الأمريكي أنتوني بلينكن، بشأن تطورات الأوضاع في قطاع غزة، محذرةً من توسع دائرة الصراع في المنطقة.
وقال المتحدث باسم "أنصار الله"، محمد عبد السلام، "العرب مطالبون أكثر من أي وقت بتحمل المسؤولية إزاء أهل غزة ودعم الشعب الفلسطيني بكل وسيلة حتى نيل حقوقه المشروعة".
ودعا متحدث "أنصار الله"، أنطوني بلينكن إلى "أن يدرك أن دائرة الصراع سوف تتسع طالما استمرت أمريكا في منح إسرائيل ما تريد من الوقت لمواصلة جرائم الإبادة في غزة".

في حديثه لـ"لقاء سبوتنيك"، قال أحمد الزبيري الخبير العسكري اليمني، إن اليمن يعاني من حرب عدوانية منذ تسع سنوات، والشعب الفلسطيني منذ 75 عاما والأعداء هم ذات الأعداء والحرب هي ذات الحرب.. أما بالنسبة للولايات المتحدة فهي الحامية لكل الكيانات التي تشن الحرب على اليمن وقبلها فلسطين بل هي التي تقود هذه المجموعات.

وأضاف الزبيري أنه "إذا نظرنا لوجدنا أن غزة تلك المساحة الضيقة، يحج إليها الأمريكيون والبريطانيون بالأساطيل وحاملات الطائرات والغواصات لنصرة الكيان الصهيوني الذي بات وكيلها الحصري في هذه المنطقة خاصة بعد اتفاقيات التطبيع".
وقال إن "القمة العربية المقبلة لا شيء ينتظر منها، ولكن إذا كانت الأمور قد نضجت باتجاه أن إسرائيل كانت في حاجة لمن يساعدها للخروج من حمام الدم المستمر في غزة سيكون هناك حال ذلك بيان أكثر جرءة لكننا كشعوب عربية لا ننتظر من القمة شيئا".
مناقشة