وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، اليوم الخميس، على ما يبدو أن "منبر جدة" قد انتهى ولم يعد فاعلا، ويكفي ذلك البيان السعودي الذي صدر عن الجولة الثانية والذي لم يلمس القضايا الجوهري، فتارة يتحدث عن الثقة وتحسين الخطاب وتارة عن الهاربين من السجون، وفي النهاية يؤكد عدم الاتفاق على وقف لإطلاق النار، وبالتالي فإن ذلك يعني استمرار الحرب.
وأشار عبد العاطي، إلى أن البيان السعودي الذي صدر عن الجولة الثانية من المفاوضات والتي ترعاها الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية، جاء خاويا و خارج عن أجندة الموضوع، كأنما هو يجيب على سؤال غير مطروح كالطالب الفاشل الذي فشل في الإجابة فطفق يتحدث بشكل غير مفهوم.
وعبر القيادي بنداء السودان، عن اعتقاده بأن "منبر جدة" لم يعد صالحا لفض النزاع في السودان ويكفي ما صدر عنه من بيان هزيل لا يسمن ولا يغني من جوع، وأي محاولة لإحياء منبر جدة هي محاولة لإحياء العظام وهي رميم.
ولفت عبد العاطي، إلى أن "منبر جدة" شَيعٌه الرأي العام السوداني وأهال عليه التراب، وليس هناك قوة أو منبر يسير عكس إرادة أهل السودان سيكتب له الفعالية آو البقاء.
وأعربت السعودية والولايات المتحدة عن أسفهما لعدم توصل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى اتفاق حول وقف إطلاق النار خلال جولة المفاوضات الأخيرة، مؤكدين التزام طرفي الصراع في السودان بتيسير مرور المساعدات.
وقال بيان عن محادثات جدة نقلته وكالة الأنباء السعودية، إن العمل في محادثات جدة تركز على مواضيع محددة لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية وتحقيق وقف إطلاق النار وغيره من إجراءات بناء الثقة تمهيداً للتوصل إلى وقف دائم للعدائيات.
وأضاف البيان أن كلاً من القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع تلتزم بالالتزامات التالية:.
الانخراط في آلية إنسانية مشتركة بقيادة مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة لمعالجة معوقات إيصال المساعدات
تحديد جهات اتصال لتسهيل مرور وعبور العاملين في المجال الإنساني والمساعدات.
وأوضح البيان أنه سيتم تنفيذ إجراءات بناء الثقة فيما يخص:
إنشاء آلية تواصل بين قادة القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع.
احتجاز الهاربين من السجون.
تحسين المحتوى الإعلامي لكلا الطرفين، وتخفيف حدة اللغة الإعلامية.
اتخاذ إجراءات حيال الأطراف المثيرة للتصعيد والمأججة للصراع.
كان طرفي الصراع في السودان، الجيش والدعم السريع، قد عادا إلى التفاوض مجددا نهاية شهر أكتوبر الماضي فيما يطلق عليه "منبر جدة"، وسط آمال بالتوصل إلى هدنة إنسانية أو التوافق على بنود لإنهاء الصراع، في المقابل تعقد القوى المدنية اجتماعات مكثفة في أديس أبابا لأول مرة برئاسة عبد الله حمدوك رئيس الحكومة السابق.
وتشهد العاصمة السودانية الخرطوم والمدن المجاورة لها قتالا عنيفا بين القوات المسلحة وبين قوات الدعم السريع منذ منتصف نيسان/ أبريل الماضي، إثر خلافات سياسية وأمنية، تسببت في نزوح أكثر من خمسة ملايين سوداني داخل وخارج البلاد، بالإضافة إلى مقتل أكثر من 5 آلاف من المدنيين ما تطلب تدخل منظمات إنسانية محلية ودولية لمساعدة المتضررين.