رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قال إن إسرائيل قد تتولى لفترة من الزمن المسؤولية الأمنية في القطاع، لكن ذلك يتعارض مع موقف الإدارة الأمريكية الرافض لتولي إسرائيل إدارة غزة، وأنه يتعين على الفلسطينيين أن يحكموا القطاع بمجرد أن تنهي إسرائيل حربها على حركة حماس.
التصور الإسرائيلي المبني على تقديرات كسب المعركة واقتحام قطاع غزة، تقف أمامه خسائر بالجملة في الآليات الإسرائيلية، مما يشير إلى صعوبة تحقيق المزيد من التقدم البري في عمق غزة.
في هذا الملف، قال رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة الخليل، بلال الشوبكي، إن التصريحات الأمريكية لا تعني الجدية في مستقبل غزة، مشيرا إلى أن طرح الموضوع في وسائل الإعلام يعني استخدام لغة المستقبل في إدارة الحاضر والحرب الجارية.
وأكد أن واشنطن لم تعد وسيطا بل منخرطة في الصراع الدائر بشكل كامل، مبينا أنها تريد تهيئة الرأي العام العالمي لمسار جديد من النقاش بدلا من الحالي، ليتم النقاش في قضايا محتملة وافتراضيات لما بعد الحرب.
من جهته يرى الناطق باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، ديمتري دلياني، أن الحديث عن أي شيء دون وقف الحرب والمذبحة التي تجري في قطاع غزة، يعني "تساوق مع محاولات الاحتلال لحرف الأنظار عن مدى بشاعة ما يتم ارتكابه".
وشدد على أن الأولوية الحالية هي الضغط على المجتمع الدولي لوقف فوري للمجازر المرتكبة بحق المدنيين.
وأوضح أن الولايات المتحدة تريد نقل الاهتمام من تواطئها المباشر في دعم المجازر بقطاع غزة، إلى جر الشارع للحديث عن أمور جانبية، لأنها شريك في الجريمة.
وقال الكاتب والمحلل السياسي، عبد المهدي مطاوع، إن إسرائيل تريد ترتيب الفلسطينيين بحسب رؤيتها، مشيرا أنها حددت هدفا مع الولايات المتحدة بإنهاء حكم حماس لكن بدون تصور لإدارة غزة.
ولفت إلى أن السيناريوهات المطروحة تخدم الهدف الإسرائيلي، وإبقاء غزة بعيدا عن الضفة، للامتناع عن دفع ثمن سياسي في حال عادت غزة للسلطة الفلسطينية.
وذكر أن واشنطن تريد استغلال ما حدث في تحقيق أي هدف لخدمة مشروعها بالمنطقة، من خلال مسار سياسي فلسطيني عن طريق حل الدولتين، الذي لم تعدد أبعاده حتى الآن.