محلل إسرائيلي: لا توجد إمكانية لتحقيق النصر في غزة

شكك المحلل الإسرائيلي، ناحوم برنياع، في إمكانية تحقيق النصر في قطاع غزة، مؤكدا أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يحاول التسويق لانتصار "غير موجود".
Sputnik
جاء ذلك في مقال بالملحق الأسبوعي الورقي لـ "يديعوت أحرونوت" العبرية، نشره موقعها الإلكتروني مع حذف فقرات، أعادت مواقع إسرائيلية أخرى نشرها ضمن رصد صحافة، اليوم السبت.
وقال بارنياع: "أنا أيضا أريد النصر، وإطلاق سراح جميع المختطفين، والقضاء التام على حماس في غزة، وإخراج قوات حزب الله من السياج الحدودي في لبنان، وإعادة إعمار البلدات الإسرائيلية المدمرة، والعودة الآمنة إلى المستوطنات التي نزح منها سكانها في إسرائيل".
وتابع: "لكن للأسف، لا يوجد مثل هذا النصر في الأفق. حديث نتنياهو عن حرب طويلة الأمد ليس رؤية - بل هو بديل تسويقي لانتصار لا وجود له. إما النصر أو الحرب".
"القسام" تنشر مشاهد لاستهدافها مقرا عسكريا إسرائيليا... فيديو
ومضى بارنياع: "الواقع الذي ينتظرنا مختلف: مواجهات مع حليف، وقف إطلاق النار، إطلاق سراح الأسرى، ابتزاز الإرهابيين المتعطشين للدماء".
وأضاف الكاتب الإسرائيلي: "مع ذلك، فمن الصحيح أن ننظر إلى كل شخص يتم إطلاق سراحه حيا من هناك على أنه انتصار، وأن ننظر إلى كل يوم تتقدم فيه القوات في الميدان دون أن تتكبد خسائر كثيرة انتصارا. أقل أن تنتفخ، تتقلص أكثر. في بعض الأحيان، كتبت هذا الأسبوع، أن إدراك أنه لا يوجد نصر هو أيضا انتصار، علينا أحيانا أن نتواضع ولا ننتفخ، كتبتُ هذا الأسبوع أيضا أن إدراك أنه لا يوجد نصر هو أيضا انتصار".
وقال بارنياع: "من المهم أن نحافظ على توقعات واقعية: فليس من المؤكد أن الجيش الإسرائيلي سوف يتمكن من الوصول إلى السنوار وزملائه في الجولة الحالية. وحتى لو تم القضاء عليهم فإن حماس لن تختفي؛ ومن المهم أن نتذكر أننا لسنا وحدنا. في هذه الدراما نحتاج إلى الإدارة الأمريكية ويجب أن نستمع إليها، فالأصوات التي يخسرها بايدن في أمريكا تزيد من حاجته إلى وقف إطلاق نار وشيك في غزة، من المهم أن نفهم أن غزة ليست سوى جزء واحد من الدمار الذي لحق بإسرائيل في 7 أكتوبر".
نتنياهو لرؤساء السلطات المحلية في غلاف غزة: الجيش الإسرائيلي سيبقى مسيطرا على قطاع غزة
وتابع: "قد تكون الأيام القليلة المقبلة هي المرحلة النهائية الحاسمة في كلا الجهدين، المعركة ضد حماس والمحاولة الأمريكية القطرية للتوصل إلى صفقة الرهائن. وبعد هذه الفترة، من المشكوك فيه أن تكون إسرائيل قادرة على الصمود في وجه الضغوط الأمريكية من أجل وقف إطلاق النار، وخاصة إذا كانت صفقة الرهائن مطروحة على الطاولة. الساعة تدق".
وزاد بارنياع بقوله: "هل ستتمكن إسرائيل من استئناف المناورة البرية بعد توقف إطلاق النار؟ والتجربة السابقة، سواء في غزة أو في لبنان، لا تعطي فرصة كبيرة لذلك. بعد يوم من اتفاق وقف إطلاق النار، يعود الأطفال إلى المدارس، ويعود السكان إلى أعمالهم، وتبدأ عملية إعادة إعمار المستوطنات، ويتوقع العالم أجندة مختلفة، ويرغب جنود الاحتياط في العودة إلى ديارهم، إلى عائلاتهم، إلى عملهم".
وخلّف القصف الإسرائيلي المستمر لغزة، دمارا غير مسبوق للقطاع وأزال أحياء كاملة، وأسفر عن مقتل 11078 فلسطينيا بينهم 4506 أطفال و3027 سيدة و678 مسنا وأصاب 27490 بجراح مختلفة، بحسب مصادر فلسطينية رسمية، حتى مساء أمس الجمعة.
وتواجه القوات البرية الإسرائيلية في القطاع منذ توغلها البري في 27 أكتوبر، مقاومة شرسة من مسلحي حركة "حماس" والفصائل الفلسطينية الأخرى، الذين يستخدمون إلى جانب الأسلحة الخفيفة قذائف محلية الصنع وقذائف "آر بي جي"، تمكنوا خلالها من تدمير آليات إسرائيلية وقتل جنود وضباط، وفق مقاطع مصورة لكتائب القسام الجناح العسكري لـ"حماس"، وبيانات متتالية للجيش الإسرائيلي حول مقتل وإصابة جنود.
وشنت إسرائيل بدعم أمريكي وغربي هجوما بريا وجويا مدمرا على قطاع غزة بعد أن عبر عناصر من حركة "حماس" قطاع غزة إلى المستوطنات الإسرائيلية المجاورة في 7 أكتوبر، ما أسفر عن مقتل 1400 شخص واحتجاز نحو 240 آخرين كأسرى.
مناقشة