الإدارة الأمركية عندما أعطت الضوء الأخضر لإسرائيل، للعدوان والحرب على قطاع غزة، لم ترسم لها حدودا معينة، ولم ترسم لها أهدافا، وتركتها تفعل ما تشاء، بما فيها احتلال غزة، لكن الشعب الفلسطيني والمقاومة في غزة لن يسمحوا لهم بذلك، وبالتالي لم ولن ينجحوا بتحقيق هذا الهدف.
الدول الغربية تنظر للعرب والمسلمين والدول العربية على أنها دول للأمن الطاقوي، ولا تنظر لما يحدث في غزة وفلسطين بأنه انتهاك وإبادة جماعية وجرائم حرب، وكأن أمريكا تسيطر على النظم الحاكمة. مازالت إسرائيل لها ثقلها لدى الدول الغربية وأكبر دليل هي المساعدات المهولة بمليارات الدولارات في ظل ما يعاني منه العالم من الأزمات في المنطقة، وهناك عداء نابع من الاحتلال الإسرائيلي، تجاه الوطن العربي، لأنهم يرون الدول العربية، ومنذ الربيع العربي في 2011، باتت دولا ضعيفة.
المسألة الآن أصبحت أكثر وضوحا بالنسبة لدول الغرب، لإنه في الماضي كانت هناك رهانات لإضعاف روسيا اقتصاديا، وهذا لم يحصل، وكان هناك دعم غير مسبوق لأوكرانيا، وربما الآن يمكن أن تكون رسائل لروسيا بأننا لم نتمكن من تحقيق أهدافنا، كما يؤشر إلى أن الحكومات الأوروبية تعاني من أزمة اقتصادية، ما يدعوهم إلى فتح بعض القنوات مع موسكو.
إن الغرب اليوم هو من يتحكم في أكثر من 70 بالمئة من موارد العالم، وهناك هوة كبيرة بين الغرب ودول الشرق والعالم الإسلامي، لهذا يجب أن يكون هناك آلية للعمل من الدول الإسلامية والعربية في مقدمتها، يجب أن تكون أكثر ترتيبا وتنظيما وتشاركية فيما بينها وإلا سيكون قرارها السياسي ونفوذها ضعيف.