وقال مراسل "سبوتنيك" في محافظة دير الزور، إن القوات الرديفة والمقاومة العراقية، قامتا، فجر اليوم، باستهداف الجيش الأمريكي في قاعدتيه اللاشرعيتين في كل من حقل "العمر" النفطري و"كونيكو" للغاز الطبيعي في ريف المحافظة الشمالي الشرقي، كرد واضح في أهدافه، على الغارات التي شنتها الطائرات الأمريكية بعد منتصف الليلة، على موقعين للقوات الرديفة قرب الحدود السورية العراقية، في ريف المحافظة الشرقي.
وأضاف المراسل أنه من الواضح أيضا سقوط قتلى في صفوف القوات الأمريكية جراء الهجمات على القاعدتين، مستدلا في ذلك بأن حركة طيران المروحي المكثف التي تلتها استهدافهما، تعني تحقييق إصابات نوعية في صفوف الجيش الأمريكي تتطلب نقل المصابين والقتلى المفترضين إلى مدينة "الشدادي"، في ريف محافظة الحسكة الجنوبي، ومنها إلى إقليم كردستان العراق.
وكانت الطائرات الحربية الأمريكية شنت بعد منتصف، ليل أمس، غارات على مواقع تتحصن فيها القوات الرديفة في مدينة البوكمال على الحدود السورية العراقية، ما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى تم نقلهم إلى المستشفيات لتلقي العلاج، فيما شهدت أطراف مدينة الميادين (نحو 70 كم شرقي الحدود العراقية)، غارات جوية مماثلة نفذها طيران الاحتلال الأمريكي في منطقة "الحيدرية"، بالقرب من جسر مدينة الميادين، مستهدفا مواقع أخرى للقوات الرديفة.
وتعليقا على التسخين الذي تشهده جبهات شرق سوريا، قال المحلل السياسي في دير الزور، عبد المنعم خليل، لـ"سبوتنيك": "تحاول قوات الاحتلال الأمريكي جاهدة فتح جبهة عسكرية في سوريا عبر الاستهدافات المتكررة لمواقع عسكرية، وذلك لتخفيف الضغط عن حليفها الإسرائيلي الذي يعيش أسوأ أيامه في حربه ضد الشعب الفلسطيني في غزة والخسائر الفادحة التي يتكبدها هناك".
"داعش".. "قوات رديفة للجيش الأمريكي"
وأضاف خليل: "باختصار، يمكن القول بأن ما تقوم به القوات الأمريكية هو محاولة مستميتة لجعل الحرب إقليمية بما يتيح لها مساحة مشاغلة أوسع لتخفيف الضغط عن حليفها الإسرائيلي الذي يغرق في رمال غزة".
وأوضح خليل بأن "الخطط الأمريكية واضحة في افتعال أعمال عسكرية استفزازية تشهدها المنطقة للمرة الأولى منذ سيطرة قوات الاحتلال الأمريكي على ريف دير الزور، واتخاذها من حقولها النفطية قواعد عسكرية سواء بالغارات الجوية التي ينفذها الطيران الحربي الأمريكي أم عبر القصف العشوائي المتكرر الذي يقوم به المسلحون الموالون لها على مدينة الميادين التي تقع تحت سيطرة الجيش العربي السوري".
وأكمل خليل: "وبطبيعة الحال، تندرج الهجمات المتصاعدة التي تقوم بها القوات الرديفة للجيش الأمريكي في تنظيم "داعش" الإرهابي (المحظور في روسيا ودول عديدة) على نقاط الجيش والعشائر العربية في البادية السورية، ضمن الخطة الأمريكية لتستخين المنطقة إلى أقصى الحدود.
وخلال الأسابيع الأخيرة، تعرضت جميع القواعد اللاشرعية التابعة لقوات الجيش الأمريكي أو ما يسمى قوات "التحالف الدولي"، لهجمات متتالية بالطائرات المسيرة والصواريخ.
وطالت الاستهدافات مجموعة واسعة من القواعد الأمريكية اللاشرعية في سوريا، بدءا من قاعدة "التنف" على المثلث الحدودي السوري الأردني العراقي أقصى ريف محافظة حمص الشرقي، مرورا بقواعد حقلي "العمر" النفطي و"كونيكو" للغاز في ريف دير الزور الشمالي الشرقي، وصولا إلى الى قواعد "الشدادي" و"خراب الجير" و"المالكية" بريف الحسكة، وخلفت خسائر بشرية ومادية كبيرة، اكتفى الجيش الأمريكي بالإعلان عن جزء منها.