وقال كوهين في مؤتمر صحفي "سياسياً نلاحظ تزايد حجم الضغوط على إسرائيل حتى الآن ليست مرتفعة، لكنها تتصاعد"، مؤكداً على "تراجع" حجم التعاطف مع إسرائيل على خلفية هجوم حركة "حماس" الفلسطينية على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين أول الماضي مشيرا إلى أن "وزارة الخارجية تجتهد لتوسيع هامش المشروعية".
وفي حديثه لـ"سبوتنيك" قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، واصل أبو يوسف، إن "إمعان الاحتلال، بدعم أمريكي، في الاستمرار في حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني، ومتابعة العالم لهذه الحرب البشعة والحصار ومنع المواد الطبية والماء والكهرباء عن غزة، فضلا عما يحدث من انتهاكات في الضفة الغربية وسقوط شهداء، بالتالي رأى العالم هذه المشاهد ويتحرك بمسيرات ومظاهرات كبرى من أجل المطالبة بوقف هذه الحرب".
وأشار إلى أن "هناك ضغوط من كل أنحاء العالم ضد الشراكة الأمريكية، التي تدافع عن هذه الحرب البشعة، ونعتقد أن هذا التحرك الذي يأتي من المتضامنين مع القضية الفلسطينية وكل أحرار العالم الذين يؤكدون على أهمية وقف هذه الحرب وضع الاحتلال في مأزق".
وأوضح عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أن "الرأي العام العالمي بدأ اليوم يضغط بعد أن تبين حقيقة زيف الرواية الصهيونية بأن هناك قتل للأطفال وخلافة، ورأينا كيف تغيرت الأمور بحيث وصلت إلى إقالة وزيرة الداخلية البريطانية، وتغيير ماكرون لهجته، وأعتقد أن ضغط شعوب العالم يشكل رأيا عاما عالميا بأن هذه الحرب البشعة لم تحقق سوى أهداف قتل المدنيين الفلسطينيين والتدمير الذي شهده العالم أجمع".
وأوضح خبير الشؤون الإقليمية، هاني الجمل أن "العالم كله أثبت أن كذب الرواية الأمريكية والإسرائيلية بات المشهد الأوضح والأقوى في هذه الصراع، وأن ما حدث وما شاهده العالم من أن آلة الحرب الشعواء التي تستخدمها إسرائيل بمساعدة ومباركة أمريكا والاتحاد الأوروبي كانت تستهدف الأبرياء".
وأضاف الجمل أن "ما شاهدناه من مشاهد استهداف المشافي والأطفال والنساء والعزل في غزة أكد بما لا يدع مجالا للشك أن هذه السياسيات مغلوطة، ولها هدف واحد فقط هو التوسع في إنتاج شرق أوسط جديد بمخططات أمريكية وإسرائيلية، وبالتالي فإن ما حدث من مساعدات من الإعلام المصري والإعلام العربي والإعلام الإنساني بمختلف اتجاهاته هو الذي كشف هذه الأكاذيب، ومن هنا جاء تحرك القوى الناعمة، وخرجت الشعوب التي ترفض هذا الدعم المطلق لآلة الحرب العسكرية الإسرائيلية في مواجهة الأبرياء".
وأشار الخبير إلى أن "أمريكا دعمت إسرائيل بشكل مباشر اقتصاديا، وماليا ودبلوماسيا، لكن الأعمال التي قامت بها إسرائيل لم تكن تستهدف المقاومة كما تقول، وطبقا للمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة فإن لإسرائيل الحق في أن تدافع عن نفسها في حدود تل أبيب، أما كونها تعدت هذه الحدود فقد أصبحت لا تدافع بل تهاجم، وما تقوم به من استهداف العزل يخالف القوانين الدولية الجنائية واتفاقيات روما وجنيف".
وتابع "بالتالي نشبت انقسامات كبيرة في أروقة الحكومات، كان أولها في الداخل الأمريكي وشهدنا تحولا كبيرا بين الديمقراطيين، كما تأثرت حملات الترشح للرئاسة لبايدن لأن دافعي الضرائب الذين يمولون الحملات تأكدوا من أن أموال الدعم لا تذهب للدفاع عن إسرائيل وإنما تستهدف الأبرياء، ومن هنا حدث الانقسام وعبرت السياسيات في أمريكا وفرنسا عن وعي لدى الشعوب".
إعداد وتقديم: جيهان لطفي