وسط قصف مستمر... هل تدفع الحرب في غزة إلى دخول إسرائيل للبنان؟

وسط اعتداءات متكررة وقصف مستمر، يخشى بعض المراقبين من تصعيد إسرائيل للوضع في الجنوب اللبناني، مع احتمالية الدخول بريًا، واحتلال جزء منه في خضم الحرب المشتعلة في غزة.
Sputnik
وقبل أيام، توعد وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، لبنان بمصير قطاع غزة، في حال ارتكب "حزب الله" خطأ فادحا، بحسب قوله.
وأضاف غالانت: "حزب الله يرتكب أخطاء، وهو يقترب من ارتكاب خطأ فادح، وقد ينتهي الأمر بسكان بيروت إلى نفس وضع غزة، حيث بدأوا بالفعل يرفعون الراية البيضاء ويهربون من منازلهم".
الجيش الإسرائيلي يعلن مهاجمة أهداف تابعة لـ"حزب الله" في لبنان
وأعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، مهاجمته لأهداف تابعة لـ"حزب الله"، جنوبي لبنان، عبر استهدافها من البر والجو.
وطرح بعض المراقبين تساؤلات بشأن التصعيد العسكري في الجنوب اللبناني، وهل يصل إلى مرحلة الدخول البري الإسرائيلي، أم لا، لا سيما في ظل تصاعد تهديدات تل أبيب.
احتمالات مفتوحة
اعتبر، سركيس أبوزيد، المحلل السياسي اللبناني، أن "المواجهات بين إسرائيل ولبنان في الجنوب، تبقى مفتوحة على كل الاحتمالات، ولا يمكن الحسم بأن الأمور ذاهبة في اتجاه توسيع الاشتباكات أو تمديد الحرب، أو الدخول في تسوية واحتواء الأزمة".
وبحسب حديثه لـ"سبوتنيك"، قال أبو زيد: "من الممكن أن تتوسع المواجهة إلى حرب برية تخوضها إسرائيل ضد قطاع غزة، وممكن أن تتوسع كذلك على الجبهة اللبنانية"، مؤكدًا أن "الإشكالية في ارتباط الساحة اللبنانية بما يدور في غزة، حيث تريد إسرائيل أن يكون لديها شريطا حدوديا على الحدود مع لبنان بعمق 30 كيلو مترا، حيث تعدها ضرورية لتأمين الأمن والأمان للمستوطنين".
وأضاف أن "إسرائيل تريد تبديد مخاوف المستوطنين من العودة إلى قراهم عبر خلق جو آمن، حيث لن يعود هؤلاء طالما قوات المقاومة موجودة على هذا الشريط، ما ينذر باحتمالية أن توسع إسرائيل هجومها على لبنان، من أجل القيام بتدشين هذا الشريط، كبديل عن عجزها في أن تحقق الانتصار الساحق بغزة، وللقول بإنها أمنت شريطا يوفر الأمان للمستوطنين على الحدود اللبنانية".
أحداث أمنية ساخنة جنوبي لبنان... إسرائيل تستهدف المدنيين والصحفيين
وأكد أبو زيد أن "الولايات المتحدة الأمريكية أعطت وعدًا لإسرائيل، بأن هذا الشريط يمكن توفيره بمفاوضات أو تسوية سياسية يتم خلالها انسحاب إسرائيل من القرى المحتلة في الجنوب اللبناني، مقابل توفير الأمان بهذا الشريط، ما يؤكد أن الموضوع لا يزال خاضعًا للتجاذبات، والاحتمالات واردة سواء في السلم أو الحرب".
وأوضح أن "هذا المطلب هدف تسعى إسرائيل لتحقيقه بقوة، إن كان بالسلم أو بالحرب، وهو مرتبط بشكل أساسي بالتطورات، التي تحدث في قطاع غزة، والحرب الدائرة بشكل أوسع هناك".
رفع السقف
اعتبر الأكاديمي والمحلل السياسي اللبناني، علي عبدو، أن "تصاعد وتيرة الاعتداءات الإسرائيلية على الجنوب اللبناني، وزيادة التلويح بفتح الجبهة الشمالية وتوعد المواطنين بأنهم سيواجهون المصير نفسه، الذي يواجه أهالي غزة، والتلويح بضربة استباقية للبنان، يشير إلى اتباع استراتيجية التدمير نفسها، الذي اتبعها الاحتلال في غزة وصولا إلى الغزو البري"، معتبرًا أن "هذا الكلام بعيد عن المنطق، ولا يحمل أي دلالات علمية".
وبحسب حديثه لـ"سبوتنيك"،قال عبدو إنه "على الرغم مما يحدث في غزة، والدعم غير المسبوق للكيان الإسرائيلي من قبل أمريكا والدول الغربية، وفي ظل قيام إسرائيل على أنقاض القوانين الدولية ودماء الأبرياء وظلم الشعوب، لكن المشهد اليوم مختلفا تماما عن بدايات ظهور كيان إسرائيل، وتصوير نفسه للشعوب العربية على أنه المنتصر دائما ويمتلك الجيش الذي لا يقهر، حيث أن ما حدث في غزة يؤكد فشله".
أنباء عن إصابات خطيرة لمواطنين إسرائيليين في تل أبيب جراء سقوط رشقات صاروخية من غزة
وأضاف عبدو أن "إسرائيل ترفع السقف وتحاول أن تجر المنطقة إلى حرب لتخفي فشلها في قطاع غزة، وتناور بهذه الخطوة لتقول لداعميها إما أن ننتصر جميعا، أو إنها لن تتحمل بمفردها هذه الخسارة التي باتت أمرا واقعًا، لا سيما مع انزعاج قلب الرأي العالمي والوقوف ضدها، ما يدخل الدول الداعمة في حرج كبير".
وأوضح أن "إسرائيل تدرك جيدًا بأن المقاومة في لبنان، تمتلك القوة وعنصر المفاجأة، وهو ما تخشاه، وذلك بعد أن راكمت المقاومة ترسانتها العسكرية وضاعفت من قوتها وجبروتها وجهوزيتها بشكل كبير".
وأكد أن "السقف المرتفع والتهديدات الإسرائيلية رسالة للمجتمع الدولي للضغط عليها من أجل وقف الحرب على غزة، والحصول على مبرر لمواجهة الرأي العام في إسرائيل، ويقول إنه يوقف الحرب نتيجة الضغط الدولي على الرغم من الانتصارات التي كان يحققها".
واستبعد عبدو "قيام إسرائيل بأي خطوة متقدمة تجاه لبنان، فيما لا يمكن الجزم بهذا الموضوع، باعتبار أن العدو الإسرائيلي خياراته ضيقة، ويدرك أن يواجه خطرا وجوديا على كيانه، ومن يتوقع منه أي ردة فعل غير عقلانية وغير متوقعة، لا يمكن قياسها في الوقت الراهن، لا بالعلم أو الواقع"، بحسب قوله.
رئيس الأركان الإسرائيلي: نستعد بخطط عمل في الشمال وسنهاجم لبنان بريا إن اضطر الأمر
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء، عن بيان عسكري للجيش الإسرائيلي، مهاجمته لأهداف في البنية التحتية لـ"حزب الله" من الجو، فضلا عن مهاجمة دبابات إسرائيلية لأهداف مشابهة من الأرض.
وكان الجيش الإسرائيلي، قد أعلن، أمس الاثنين، مهاجمة أهداف تابعة لـ"حزب الله" في لبنان، ردا على إطلاق نار من الأراضي اللبنانية تجاه موقع تابع للجيش الإسرائيلي، مضيفا في بيان له: "ردا على عمليات إطلاق نار من لبنان تجاه إسرائيل، قصفت طائرات مقاتلة تابعة لجيش الدفاع الإسرائيلي، مساء أمس (الأحد)، البنية التحتية الإرهابية لحزب الله في لبنان".
ومرّ أكثر من شهر على بدء عملية "طوفان الأقصى"، التي نفذتها حركة "حماس" الفلسطينية على المستوطنات الإسرائيلية المتاخمة لقطاع غزة، والتي أسرت فيها عددًا من الجنود والمستوطنين الإسرائيليين.
وردت إسرائيل بإطلاق عملية "السيوف الحديدية"، وبدأت بتنفيذ قصف عنيف ضد قطاع غزة أسفر عن سقوط آلاف الضحايا المدنيين معظمهم من الأطفال، بحسب الأمم المتحدة، بالتزامن مع قطع الماء والكهرباء والوقود، ووضع قيود كبيرة على دخول المساعدات الإنسانية، حيث تضاعفت الأزمة في القطاع وتحولت إلى مأساة حقيقية.
مناقشة