إسرائيل التي باتت في مأزق مع توسع رقعة الحرب في الشرق الأوسط، وزيادة الضغوط الدولية والعربية، قد تضطر إلى وقف هذه الحرب دون تحقيق أي نتيجة تذكر.
ومع استبعاد بعض المراقبين فكرة "وقف العدوان" بسبب اليمن ولبنان، يرى آخرون أن تطور الوضع وتصعيد التهديدات في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، مع الضغوط الدولية قد تنجح في ذلك.
وأطلقت جماعة "أنصار الله" في اليمن، صواريخ وصلت بعضها إلى مدينة إيلات الإسرائيلية، فيما يظل القصف المتبادل على الحدود الجنوبية اللبنانية مع "حزب الله" مشتعلا، وسط التهديدات الإسرائيلية للبنان بمصير غزة.
تفرد إسرائيلي
اعتبر الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس "المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية"، أن "قصف الحوثيين من اليمن، مدينة إيلات الإسرائيلية، تطور درامي له تأثير معنوي، في ظل أن قدرتهم على التأثير في الحرب محدودة، ولا يتخطى ما حدث مجرد طلقات طائشة من وقت لآخر".
وبحسب حديثه لـ"سبوتنيك"، قال غباشي: "في حال تطور الوضع وأثّر التهديد الحوثي على حركة الملاحة البحرية والسفن الإسرائيلية في البحر الأحمر، من الممكن أن تتطور الأحداث وتتوسع خارج حدود قطاع غزة".
وفيما يتعلق بالقصف على حدود لبنان، أكد غباشي أن "الوضع عند حد لم ينفجر عنده ولن تسكت معه المدافع، حيث تسبب حزب الله في تسخين الأوضاع بالشمال اللبناني، ويناوش هناك، لكن لا توجد رغبة من الطرفين على تصعيد الموقف".
ويرى أن "الأمر مربوط على استفراد إسرائيل بقطاع غزة طبقًا لنصيحة أمريكية أخذت بها تل أبيب، وتمارس داخل القطاع أبشع الجرائم من تدمير المنازل وقتل البشر والحجر، وفي ظل خذلان عربي مفضوح، ومع تكالب القوى الدولية والإقليمية على المقاومة".
ويعتقد غباشي أن "الأمر على المحك، في ظل صمود المقاومة وإحراجها لأطراف كثر، ومع إمكانية تطور الساحة اللبنانية، ما ينذر باشتعال الوضع وتوسعه، لكن في ظل ما يحدث الآن لا يزال الأمر مقصورًا على قطاع غزة".
ضغط دولي
بدوره استبعد الدكتور أيمن الرقب، القيادي في حركة "فتح"، أن "تدفع الجبهات المفتوحة ضد إسرائيل في اليمن من قبل الحوثيين، ولبنان من حزب الله باتجاه إيقاف الحرب والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة".
وبحسب حديثه لـ"سبوتنيك"، قال الرقب: "استدعت إسرائيل 350 ألفا من جنود الاحتياط وبات لديها أكثر من نصف مليون جندي، ومئات الدبابات والطائرات، ولديها القدرة على تغطية جبهات أخرى، لكن بحسب الإحصائيات الهدف في قطاع غزة لا يزال في بدايته".
وتوقع أن "يستمر العدوان، لمدة أسبوعين أو ثلاثة، ومن ثم سيتم الضغط على إسرائيل من أجل إيقاف هذه الحرب، لا سيما في ظل ما يحدث من انتهاكات وقتل المدنيين والأطفال والنساء، واقتحام المستشفيات آخرها مستشفى "الشفاء"، وفي خضم الاستعداد لاقتحام جنوب القطاع في خان يونس، بحجة تهريب المختطفين إلى هناك".
وأكد أن "الاحتلال يحاول خلق المزيد من المبررات بعد فشله في التوصل لطرف خيط على مكان المختطفين الإسرائيليين لدى المقاومة، لذلك هو يماطل في صفقة تبادل الأسرى، لا سيما في ظل فشل عمليته في قطاع غزة، ومحاولة التهرب منها".
وقال إنه لا يتوقع أن يكون هناك إيقاف للحرب بسبب هذه الجبهات، لكنها ستكون بعد الضغوط الدولية، في ظل "المجازر الإسرائيلية" وقتل 12 ألفا من المدنيين، 70% منهم من الأطفال والنساء، بحسب قوله.
وكان زعيم جماعة "أنصار الله" اليمنية، قد أعلن، في العاشر من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أن جماعته ستشارك بهجمات صاروخية وجوية و"خيارات عسكرية أخرى" دعما للفصائل الفلسطينية في مواجهة الجيش الإسرائيلي بقطاع غزة، في حال تدخلت أمريكا عسكريًا بشكل مباشر في الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي.
وقبل أيام، توعد وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، لبنان بمصير قطاع غزة، في حال ارتكب "حزب الله" خطأ فادحا، بحسب قوله، وأعلن الجيش الإسرائيلي، أمس الثلاثاء، مهاجمته لأهداف تابعة لـ"حزب الله"، جنوبي لبنان، عبر استهدافها من البر والجو.
ومرّ أكثر من شهر على بدء عملية "طوفان الأقصى"، التي نفذتها حركة "حماس" الفلسطينية على المستوطنات الإسرائيلية المتاخمة لقطاع غزة، والتي أسرت فيها عددًا من الجنود والمستوطنين الإسرائيليين.
وردت إسرائيل بإطلاق عملية "السيوف الحديدية"، وبدأت بتنفيذ قصف عنيف ضد قطاع غزة أسفر عن سقوط آلاف الضحايا المدنيين معظمهم من الأطفال، بحسب الأمم المتحدة، بالتزامن مع قطع الماء والكهرباء والوقود، ووضع قيود كبيرة على دخول المساعدات الإنسانية، حيث تضاعفت الأزمة في القطاع وتحولت إلى مأساة حقيقية.