وأفاد تقرير لشبكة "إن بي سي نيوز" الأمريكية بأن الولايات المتحدة تعبر عن قلقها إزاء غياب إجراءات إسرائيلية فعالة للتقليل من آثار الحرب على المدنيين الفلسطينيين في غزة.
وأشار مسؤولون أمريكيون إلى تصاعد الخلاف بين إدارة بايدن وحكومة نتنياهو، خاصة فيما يتعلق بتصور كلا الطرفين لمستقبل قطاع غزة، ويُتوقع أن يستمر تصاعد الخلافات علنا في الفترة المقبلة.
وأعرب مسؤولون أمريكيون في التقرير عن مخاوفهم بشأن فكرة إقامة منطقة عازلة شمالي قطاع غزة بهدف حماية إسرائيل من هجمات محتملة في المستقبل، وأكدوا أنهم يعتبرون أنه لا ينبغي أن يكون هناك تهجير للفلسطينيين من غزة أو من جزء منها.
وترتكز فكرة المسؤولين الإسرائيليين لإقامة منطقة عازلة شديدة التحصين شمالي غزة، على إفراغ شريط أمني من السكان بعد الحرب، بعمق كيلومتر واحد، وفق تصريحات لرئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت.
وظهر الخلاف الأمريكي الإسرائيلي في تصريحات وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، بأن واشنطن تعتقد أنه لا يمكن أن يعاد احتلال غزة بعد الصراع، ولا أن يستمر حصار القطاع، ولا أن تتقلص مساحته.
وأشار تقرير "إن بي سي نيوز"، إلى تزايد الإحباط بين مسؤولي الإدارة، بسبب المشاهد الأليمة من مستشفيات غزة وارتفاع عدد القتلى، بعد مناشدات من واشنطن لنتنياهو باتخاذ المزيد من الإجراءات لحماية المدنيين.
وكان البيت الأبيض قد أعلن، أمس الأربعاء، أن الولايات المتحدة الأمريكية، لم تمنح إسرائيل الضوء الأخضر لشن غارتها على مستشفى "الشفاء"، الذي يعد المستشفى الرئيسي في غزة، مضيفًا أن "الجيش الإسرائيلي هو من يتخذ مثل هذه القرارات".
وعلّق المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، على اتهامات "حماس" للرئيس الأمريكي، جو بايدن، بتحمل المسؤولية الكاملة عن هجوم إسرائيل على مجمع "الشفاء" الطبي، قائلا: "لم نعط موافقتنا على عملياتهم العسكرية على المستشفى"، حسبما نقلت "فرانس برس".
يذكر أن القوات الإسرائيلية كانت قد توغلت داخل مستشفى "الشفاء" في مدينة غزة، في الساعات الأولى من صباح يوم أمس الأربعاء، ما أثار مخاوف على سلامة آلاف المرضى والموظفين وغيرهم من المدنيين المحاصرين داخله.
ومرّ أكثر من شهر على بدء عملية "طوفان الأقصى"، التي نفذتها حركة "حماس" الفلسطينية على المستوطنات الإسرائيلية المتاخمة لقطاع غزة، والتي أسرت فيها عددًا من الجنود والمستوطنين الإسرائيليين.
وردت إسرائيل بإطلاق عملية "السيوف الحديدية"، وبدأت بتنفيذ قصف عنيف ضد قطاع غزة أسفر عن سقوط آلاف الضحايا المدنيين معظمهم من الأطفال، بحسب الأمم المتحدة، بالتزامن مع قطع الماء والكهرباء والوقود، ووضع قيود كبيرة على دخول المساعدات الإنسانية، حيث تضاعفت الأزمة في القطاع وتحولت إلى مأساة حقيقية.