وقال الباحثون إن الضوء كان ساطعا جدًا في المناطق القطبية، لدرجة أن المستكشفين البشريين قد يتمكنون من استخدامه للرؤية، إذا كان الليل خاليًا من السحب.
ويعد التوهج الليلي ظاهرة شائعة نسبيًا في أجواء النظام الشمسي، إذ هناك عدد من الأشياء التي يمكن أن تجعل غلافنا الجوي يبعث ضوءه الخاص في الليل، ولكن هناك أشياء قليلة أكثر من شمسنا.
يقوم ضوء الشمس بتقسيم الجزيئات إلى أجزاء في عملية تسمى التفكك الضوئي. ومع ذلك، على الجانب الليلي من الغلاف الجوي، بعيدًا عن الإشعاع القاسي للشمس، يمكن للذرات السائبة أن تتحد مجددًا في جزيئات، وتطلق طاقتها الزائدة على شكل فوتونات أثناء قيامها بذلك.
شاهد العلماء على كوكب المريخ توهجا ليليا بالأشعة تحت الحمراء والأشعة فوق البنفسجية، بالإضافة لتوهج النهار الناتج عن امتصاص الغلاف الجوي وإطلاق الطاقة من الإشعاع الشمسي في الطيف المرئي على المريخ، ورصدوا بين ارتفاعات 40 و60 كيلومترًا، وهجا ليليا مرئيا في القطب الجنوبي خلال شتاء المريخ.
ويقول الباحثون إن هذا نتيجة لذرات الأكسجين المنقولة من يوم المريخ المشمس، والتي تتحد مع ثنائي الأكسجين (O2)، مما ينبعث منها توهج في هذه العملية، وهو مشرق بما يكفي لرؤيته من الأرض.
وذلك لأن التوهجات الجوية بجميع أنواعها هي آثار لكيمياء الغلاف الجوي ودورته وعملياته، يتمتع المريخ بغلاف جوي رقيق للغاية، بحسب دراسة نُشرت في مجلة "ساينس أليرت" العلمية.
وأوضح الباحثون: "تمهد هذه الملاحظات الطريق لملاحظات عالمية مستقبلية عن دوران الغلاف الجوي للمريخ باستخدام أدوات أبسط وأقل تكلفة".