ونشر الموقع الرسمي للأمم المتحدة حوارا أُجري مع عليا زكي، المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي في فلسطين، أبدت فيه قلق البرنامج بشأن مخاطر سوء التغذية وخطر الموت جوعًا في غزة.
وأوضحت زكي أن الأشخاص في غزة سيكونون أكثر عرضة لانتشار الأمراض بشكل أوسع، نظرًا لعدم تناولهم ما يكفي من الطعام والتغذية. وأضافت: "سيضعف جهازهم المناعي لأنهم لا يتناولون ما يكفي من الغذاء لمساعدتهم في التغلب على جميع التحديات التي يواجهونها الآن. لا يملك الناس الضروريات الأساسية التي تحميهم أو تقيهم من خطر الأمراض التي يمكن أن تنتشر، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء والأمطار الغزيرة التي تشهدها المنطقة الآن".
وحذرت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي من انهيار الأنظمة الغذائية في قطاع غزة، حيث تشير المؤشرات إلى نفاد المواد الغذائية في المتاجر، وارتفاع الأسعار بشكل متزايد، مع إغلاق المخابز أبوابها.
وأوضحت المتحدثة أن البرنامج يركز حاليا على تقديم طعام غني بالعناصر الغذائية قدر الإمكان، حيث قالت: "بدأنا في توزيع المواد ذات الكثافة الغذائية العالية والمدعمة بالفيتامينات والمعادن لضمان توفير أكبر قدر ممكن من السعرات الحرارية التي يحتاجها الناس، وسنوزع قريبا تغذية مخصصة للنساء الحوامل وللأطفال لضمان حصولهم على دعم تكميلي لتغذيتهم".
وأضافت أن البرنامج يعتمد على الأغذية المعلبة والتمور والخبز لمساعدة السكان الذين يتعرضون بشكل متزايد لخطر سوء التغذية.
وأكدت عليا، أن لديهم فريقًا من خبراء التغذية يعملون على تصميم سلة غذائية تلبي أكبر قدر ممكن من احتياجات الناس في غزة الذين لا يمكنهم الطهي بسبب نقص المواد الغذائية والوقود، مشيرة إلى أن توفير المياه النظيفة يشكل أيضاً تحديا كبيرا.
وشددت عليا زكي على أهمية تأمين الوقود، مشيرةً إلى أن نقص الوقود يعيق قدرة البرنامج على تقديم المساعدة للمحتاجين، وقالت: "بدون الوقود، لا تتحرك الشاحنات، وتتوقف المطاحن والمخابز عن العمل، مما يؤدي إلى توقف الحياة".
ونوهت بضرورة توسيع نطاق الوصول إلى غزة قائلة: "نحن بحاجة للتأكد من أننا قادرون على نقل الإمدادات بأي وسيلة ممكنة، إذ لم يعد معبر واحد كافيا، نحن بحاجة إلى استكشاف خيارات أخرى، نحن بحاجة إلى الوصول الآمن إلى داخل غزة لتوزيع هذه المواد الغذائية بمجرد عبورها، وضمان وصولها فعلياً إلى الناس في جميع مناطق غزة".
وأشارت إلى أن المساعدات التي تدخل عبر معبر رفح حالياً لا تلبي سوى 10% من الاحتياجات الغذائية لسكان غزة، البالغ عددهم 2.2 مليون شخص، الذين يحتاجون جميعهم إلى المساعدة الإنسانية.
ومرّ أكثر من شهر على بدء عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها حركة "حماس" الفلسطينية على المستوطنات الإسرائيلية المتاخمة لقطاع غزة التي أسرت فيها عددا من الجنود والمستوطنين الإسرائيليين.
وردت إسرائيل بإطلاق عملية "السيوف الحديدية"، وبدأت بتنفيذ قصف عنيف ضد قطاع غزة أسفر عن سقوط آلاف الضحايا المدنيين معظمهم من الأطفال، بحسب الأمم المتحدة، بالتزامن مع قطع الماء والكهرباء والوقود، ووضع قيود كبيرة على دخول المساعدات الإنسانية، تضاعفت الأزمة في القطاع وتحولت إلى مأساة حقيقية.