البحث عن ولاءات خارجية
اعتبر المحلل السياسي، عصام الزبير، أن ممثلي المشهد السياسي الليبي لا يبحثون عن توضيح وجهات نظرهم في الداخل، بل يتجهون للخارج، واعتبر ذلك بأنه نوع من الظهور للخارج لتوضيح وجهة نظرة التي قد تكون بالدفع نحو توضيح دور المجلس الأعلى للدولة وما الجهود الذي يبذلها ويقوم بها من أجل الانتخابات وتوضيح موقف المجلس منها.
وأوضح الزبير في تصريحه لـ"سبوتنيك" أن تكالة أعطى إيحاءات بأنه مع الانتخابات بدليل زيارته لأمريكا وقيامه بتوضيح وجهة نظره، وليس هذا ما يبحث عنه الليبيون، فالمواطن الليبي يبحث عن أن تكون الأمور داخلية بعيد عن التدخلات الخارجية.
وأوضح أن "تكالة في هذه الزيارة حاول جمع بعض المسؤولين الأمريكان، وأفراد من الجالية الليبية بالخارج، محاولا توضيح دور المجلس الأعلى للدولة في المشهد السياسي وأنه يسعى للانتخابات، وبأن المجلس ليس معرقلا للعملية الانتخابية، في محاولات توريط مجلس النواب في عرقلة الانتخابات، وبأن المجلس الأعلى للدولة أيد التعديل الثالث عشر، وبأنهم مع لجنة 6+6 وبأن المجلس الأعلى غير موافق على التعديلات التي انفرد بها مجلس النواب في مخرجات لجنة 6+6 من أجل أجندات معينة".
وأضاف: "على الرغم من أن مجلس النواب صرح بأنه لم يقم بأي تعديل، لكن تكالة أراد أن يوضح أن هناك تعديلا بعد بوزنيقه واجتماع لجنة 6+6 التي لم تصل إلى نتائج حقيقية في مسألة مزدوجي الجنسية وانتخاب القادة العسكرية، ومحاولاته في توضيح أن الانتخابات يجب أن تكون شفافة ونزيهة وأن تستمر في الاتجاه الذي يريده الليبيون وليس ما يريده البعض".
وقال الزبير إن تكالة يحاول إيضاح بأنه غير معرقل للانتخابات ولم يكن سببا في عرقلتها، وإنما هي تراكمات سابقة ويجب أن تتجه الأمور نحو انتخابات عادلة ونزيهة وفق قوانين متفق عليها بين المجلسين دون تعديلات، معتقدا بأن الأمور تسير نحو الحل وبأن تكالة يؤيد مبادرة المبعوث ألأممي عبدالله باتيلي نحو الحل.
وتابع: "يحاول تبرير موقف هناك، وبأنه بريء من الاتهامات التي وجهت إليه، وبأنه وضع في نفس خانة الشعب الليبي المُطالب بالانتخابات، لم يفصح عن موقفه ونيته من حكومة جديدة حتى وإن كان محسوبا على حكومة الدبيبة".
بسط النفوذ
وفي هذا الجانب، يقول المحلل والأكاديمي الليبي، الياس الباروني، لـ"سبوتنيك" إن "الظروف التي تمر بها ليبيا منذ قيام فبراير تشهد تخبطا أمنيا وسياسيا واقتصاديا، وكذلك التدخلات الإقليمية والدولية"، وعن الزيارة يضيف الباروني أن هذه الزيارة تعتبر لرئيس المجلس الأعلى للدولة من ضمن أولويات السياسة الخارجية الأمريكية والليبية لتعزيز العلاقات الليبية الأمريكية في المجال السياسي والأمني والاقتصادي.
ولفت الباروني إلى أن هذه الزيارة لم تكشف نية دعوة نائب وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية للشرق الوسط وشمال إفريقيا لرئيس المجلس الأعلى للدولة، ولكن الظاهر هو البحث حول الاستثمار والتنمية والجانب الاقتصادي في كلا البلدين، حسب وصفه.
وقال إن زيارة تكالة للجمعية الليبية الأمريكية للأعمال تعطي دلالة أن هناك بُعدا اقتصاديا لهذه الزيارة، وفي ذات الوقت هناك قضايا مهمة تتعلق بالمراحل الانتقالية وكيفية انتهاءها، وكيفية المخرج لصناعة الدستور والقوانين التي حتى اللحظة لم تصل لاتفاق قانون القاعدة الدستورية وقانون الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.
واعتبر أن هذه الزيارة تحمل عدة جوانب منها تعزيز الأمن وإمكانية توحيد المؤسسة العسكرية ومساعدة أمريكا في بعض النقاط التي قد تكون مساعدة لحكومة الوحدة الوطنية للتنسيق بين البرلمان والمجلس الأعلى للدولة.
وأكد أن هذه الزيارة مهمة لمعالجة بعض القضايا التي يشوبها بعض الغموض وفتح الملفات بكل وضوح لكلا البلدين، واصفا ليبيا بأنها في وضع لا تحسد عليه، ومن الضروري أن تستفيد من القدرات والخبرات الأمريكية وكيفية مساعدة الولايات المتحدة في اتجاه الأطراف المعرقلة للعملية الانتخابية، والمساهمة لوضع رؤية في مشاكل الاختناقات الأمنية وإمكانية جمع السلاح وتكوين جيش وطني وقضايا الإرهاب والتنظيمات المُسلحة بالتنسيق بين ليبيا وأمريكا، حسب تصريحه.