وسط استمرار الحرب.. ما إمكانية نجاح قطر بإقرار هدنة في قطاع غزة

كشفت تقارير إعلامية أن مباحثات سياسية ودبلوماسية تقودها قطر، من أجل التوصل لوقف إطلاق نار في قطاع غزة، وصفقة تبادل أسرى، بيد أن التعنت الإسرائيلي حال دون إتمامها في الوقت الراهن.
Sputnik
وقالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، إن اجتماعًا ثلاثيًا عُقد الأسبوع الماضي، في العاصمة القطرية الدوحة، بين رئيس الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (الموساد) ديدي بارنيع، ورئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) وليام بيرنز، ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.
وأضافت الصحيفة أن الاجتماع يأتي لدفع التوصل لاتفاق لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة، ووقف إطلاق النار.
وقالت "حماس" إنه "كان هناك جهود من الوسطاء القطريين للإفراج عن محتجزي العدو مقابل الإفراج عن 200 طفل فلسطيني و75 امرأة" موجودين في السجون الإسرائيلية.
وطرح البعض تساؤلات بشأن مدى إمكانية نجاح قطر في التوسط من أجل عقد صفقة تبادل للأسرى بين "حماس" وإسرائيل، يتم بموجبها وقف الحرب في قطاع غزة.
قطر عن قصف إسرائيل لمقر لجنتها لإعادة إعمار غزة: جريمة وامتداد لسياسة استهداف الإنسان

نجاح قطري

اعتبر الدكتور عبد الله الخاطر، المحلل السياسي القطري، أن قدرة الدوحة على إتمام صفقة وقف إطلاق النار، أو هدنة إنسانية بين إسرائيل وحركة "حماس" في قطاع غزة، مرهون برغبة طرفي التفاوض.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، ما يتضح اليوم وبعد هذه المرحلة الخاصة، أن قطر حققت بعض التقدم في إطلاق الأسرى، لكن الإدارة الصهيونية الإسرائيلية رأت أن هذه الخطوة تكسب المقاومة تعاطفًا شعبيًا فترددت في إتمام الصفقة.

وأكد أن إسرائيل غيرت شروطها ومطالبها، من تجزئة صفقة تبادل الأسرى إلى طلب صفقة واحدة، والمقاومة في قطاع غزة قبلت بذلك على أساس تحقيق مطالبها والمتعلقة بإطلاق سراح أسراها لدى الاحتلال الإسرائيلي.

وقال إن بنيامين نتنياهو يرى أن من مصلحته السياسية استمرار الحرب، وأن وقف إطلاق النار سيؤدي به إلى خسارة منصبه وحصانته، وقد يدفعه للدخول إلى السجن، لذلك الجانب الإسرائيلي متردد ومشوّش وغير واضح، الأمر الذي قد يطيل الوقت إلى أن يحدث تقدم حقيقي في صفقة التبادل أو التوصل لوقف إطلاق النار وهدنة إنسانية.

مماطلة إسرائيلية

بدوره، أكد شرحبيل الغريب، المحلل السياسي الفلسطيني ورئيس منتدى العلاقات الدولية، أن هناك جهودا تبذل للتوصل لصفقة جزئية تتضمن الإفراج عن عدد من الأسرى لدى حركة "حماس" مقابل الإفراج عما يقارب 200 من الأسرى الأطفال والنساء وكبار السن.
وبحسب حديثه لـ"سبوتنيك"، نجاح أي جهود تتعلق بهذا الصدد، مرهون بموقف إدارة الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل معا، وهما يتحكمان في مشهد الحرب الدائرة حاليًا في قطاع غزة.
ويرى أن في ظل الخلافات والتباين الذي كشف عنه داخل مجلس الحرب في إسرائيل، نستطيع القول إن الصفقة تعثرت بسبب مماطلة إسرائيل، لكنه توقع أن تنضج جهود الصفقة خلال الأيام القليلة المقبلة.
قطر تطالب المجتمع الدولي بـ"التدخل العاجل" لمنع إسرائيل من استهداف مجمع الشفاء الطبي في غزة

وأوضح أن إسرائيل راهنت على إنجاز عسكري في مستشفى الشفاء، وبعد الفشل الكبير تراهن على مزيد من الوقت، لكن أعتقد أن منسوب النجاح في هذا المسار ليس بالكبير، فمن الواضح أن "حماس" جهزت نفسها جيدًا لهذه الحرب.

ولفت الغريب إلى أن أي جهود قطرية تبذل في إطار إقرار هدنة أو وقف إطلاق نار، لا يمكن أن يكتب لها النجاح بعيدًا عن دور القاهرة، باعتبار أن القاهرة مرتكز ودولة محورية مهمة في المنطقة عامة، وفي الملف الفلسطيني بشكل خاص.
وفيما يتعلق بالسيناريوهات المقبلة، يرى أن فرص نجاح صفقة في هذا الشأن ما زالت غير كبيرة، لكن هذا لا يمنع، ونتيجة للموقف الأمريكي الذي يضغط على إسرائيل، من إتمام الصفقة، والنجاح مرهون بإسرائيل وليس بـ"حماس".
وأفادت تقارير صحفية، في وقت سابق، بأن مصر تقود مفاوضات بين "حماس" وإسرائيل بمساعدة من قطر بهدف تبادل الأسرى والمعتقلين والوصول إلى هدنة إنسانية في قطاع غزة.
ومرّ أكثر من شهر على بدء عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها حركة "حماس" الفلسطينية على المستوطنات الإسرائيلية المتاخمة لقطاع غزة، والتي أسرت فيها عددًا من الجنود والمستوطنين الإسرائيليين.
وردت إسرائيل بإطلاق عملية "السيوف الحديدية"، وبدأت بتنفيذ قصف عنيف ضد قطاع غزة أسفر عن سقوط آلاف الضحايا المدنيين معظمهم من الأطفال، بحسب الأمم المتحدة، بالتزامن مع قطع الماء والكهرباء والوقود، ووضع قيود كبيرة على دخول المساعدات الإنسانية، حيث تضاعفت الأزمة في القطاع وتحولت إلى مأساة حقيقية.
مناقشة