وتقدم إليكم "سبوتنيك" النقاط التي تحدث عنها البدري:
سبوتنيك: أقمتم معرض للنفط والغاز والطاقات المتجددة ما أهمية هذا المعرض للدولة الليبية ؟
البدري: "هذا المعرض نحنُ وزارة الكهرباء والطاقات المتجددة خطتنا الاهتمام بالقطاع وتطويره نظرا لما تعرض له هذا القطاع من دمار ونظرا لتقادم المُعدات لفترة طويلة منذ الأحداث التي حدثت في ليبيا عام 2011، فكانت من ضمن خطة الوزارة تطوير هذا القطاع والاهتمام به، خاصة أنه كان لدينا عجز في الإنتاج فلذلك اهتممنا أن نعوض هذا العجز".
وتابع: "هناك ترابط وثيق ما بين النفط والغاز والكهرباء لأن لا وجود للكهرباء من دون نفط وغاز".
وأضاف: "هذه النعمة التي حبانا الله بها سبحانه وتعالى وليبيا بلد غني لديه الكثير من مصادر النفط وبالتالي يجب علينا الاستثمار في هذا القطاع حتى يُستفاد منه في عوائد ترجع على الليبيين وترجع على قطاع الكهرباء وتوفير الكهرباء على الناس".
سبوتنيك: خلال مشاركة الشركات الأجنبية التي شاركت في هذا المؤتمر، كيف وجدت أعمال وعروض الشركات الأجنبية هل من الممكن أن يتم توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم، وكم عدد الشركات المشاركة؟
البدري: "حقيقةً هذا المعرض أعتبره نجح بامتياز نظرًا لقدوم العديد من الشركات العالمية والكبيرة في مجال النفط والكهرباء، لا يَحضُرني العدد بالضبط ولكن كانت شركات عديدة جدًا، المعرض كبير وعلى مُدة ثلاثة أيام، وفعلا نحن وصّلنا رسالة إلى أن ليبيا بلد آمن وهي بلد جاذبة للاستثمارات والشركات العالمية، وهذا فعلا الذي رأيناه من تلبية الدعوات والحضور".
وتابع: "من ضمن الشركات الكبيرة شركة "جرين سيلز" الألمانية في مجال الطاقات المتجددة، وقمنا معهم بتوقيع اتفاقية MOU لتوطين 1000 ميغاوات في ليبيا، والآن نحن بصدد الدراسات الفنية والمالية لاستكمال هذا المشروع، وسيكون هناك فريق من وزارة الكهرباء لزيارة الأرض التي ستقام عليها".
سبوتنيك: متى سينفّذ هذا المشروع لأن 1000 ميغاوات تعتبر محطة كبيرة؟
البدري: "1000 ميغاوات هو القيمة التي سيتم التعاقد عليها ولكن سيتم التنفيذ على مراحل لعدة سنوات، وسيكون هناك نقاش فني ومالي قريب جدًا، ثم ستصل اللجنة الفنية إلى أن تبدأ في تنفيذ 50 ميغاوات إلى 100 ميغاوات كمرحلة أولى ثم ينطلقوا، نحن حقيقةً لدينا الكثير من المراسلات والكثير من الدعوات من الشركات العالمية للحضور إلى وزارة الكهرباء وتوقيع اتفاقيات".
وتابع: "نحن سبق أن وقعنا مع شركات عالمية مثل POWERCHINA" هذه الشركة العملاقة التي تعتبر إحدى أكبر 10 شركات في العالم وقعنا معهم اتفاقية لتوطين وإنشاء 1000 ميغاوات بنظام الاستثمار الـEPC بلس فوندنغ، أي بالسداد الآجل، جميع هذه كل الأشياء كانت نتاج مشروع وبرنامج وطني أطلقته الوزارة واعتمدته الحكومة الليبية، تم تشكيل فريق وطني بكل الخبراء والمهندسين والأساتذة من الجامعات في كل ربوع الوطن والذين لديهم علاقة بالطاقات المتجددة، وهذا الفريق نجح في أنه يُعد أول ورشة عمل ثم المؤتمر الدولي للطاقة في ليبيا ثم المؤتمر الثاني ثم الآن هذا المعرض الكبير، من نتائج هذه المعارض وهذه الورش وهذه المؤتمرات هي اتفاقيات نأمل أن تترجم إلى مشاريع على أرض الواقع".
سبوتنيك: توطين 1000 ميغاوات في ليبيا، كم تبلغ تكلفة هذا المشروع تقريبا؟
البدري: "تكلفة الميغاوات في هذا المشروع تختلف على أي اتفاق آخر، لأن هذا الاتفاق بالسداد الآجل فهناك شركات توافق على أن يكون السداد الآجل على خمس سنوات وشركات أخرى عرضت علينا أن يكون على 8 سنوات، وبالتالي لأن السنوات مختلفة ستكون طبعًا الأسعار مختلفة، الآن نحن بصدد دراسة العروض الفنية والمالية بعد دراستها سيتم التوقيع وهناك ستظهر القيم الحقيقية لهذه المشاريع".
سبوتنيك: لو تحدثنا عن قطاع الكهرباء والطاقة في ليبيا، يعتمد بشكل أساسي على شبكة عامة تربط بين كل محطات توليد الكهرباء من أجل توفير الطلب على الطاقة لأنحاء ليبيا كافة، كم يبلغ إجمالي الطاقة الكهربائية المنتجة في ليبيا خلال عام 2023؟ وكم محطة تعمل بشكل أساسي في ليبيا حاليا؟
البدري: "مثل ما قلت فيما سبق، أن قطاع الكهرباء تضرر كثيرًا ناتج الأحداث منذ عام 2011، كان الإنتاج لا يفوق 5000 ميغاوات، واليوم في عام 2023 وصل إنتاجنا إلى نحو 8000 خلال فترة فصل الصيف، وبالتالي الحمدلله كانت أول سنة هي 2023 التي لا يوجد انقطاع للكهرباء ولا يوجد فيها طرح أحمال وهذا كان نجاحا كبيرا للشركة العامة للكهرباء التي هي إحدى شركات الوزارة وتحت مظلة الوزارة".
وتابع: "أما فيما يخص عمل المحطات، كل المحطات أغلبها عاملة في مجال الإنتاج ، نحو 15 محطة توليد في كل ربوع الوطن، وهناك برامج للانتقال من الطاقة التقليدية إلى الطاقة النظيفة وهناك برامج كثيرة لعمل شراكات مع دول كثيرة، وليبيا هي عضو في المنظمة الأفريقية لدول شرق أفريقيا".
وأضاف: "هناك تواصل مع هذه المنظمة وهناك اجتماعات كثيرة لتطوير الربط ، خاصة ما بين ليبيا وجمهورية مصر العربية الآن هناك دراسات واجتماعات لدراسة إمكانية الربط الليبي اليوناني وستكون هناك محطات طاقة شمسية في ربوع ليبيا، ولنقل الكهرباء إلى اليونان".
سبوتنيك: هل قامت وزارة الكهرباء بإجراء مشاورات مع السلطات اليونانية في هذا، هل تم توقيع اتفاقيات؟
البدري: "نحنُ الآن لدينا مذكرة تفاهم ما بين الهيئة العامة للكهرباء قبل أن تكون وزارة وكهرباء اليونان لتوقيع اتفاقية للربط المشترك التي ترعاها المُفوضية الأوروبية European Commission، ومرصود لديها الأموال لعمل هذا المنشور حتى يتم نقل الطاقة الشمسية من شمال أفريقيا وخاصة ليبيا إلى اليونان، وهذا المشروع معتمد في المفوضية الأوروبية ومن ضمن خطتها ونتمنى أن هذا المشروع يتم للاستفادة من العوائد لهذا المشروع وتستفيد القارة الأوروبية من الكهرباء، وخاصة أنه يوجد عجز كبير في مصادر الطاقة في القارة الأفريقية".
سبوتنيك: هل لدى ليبيا بدائل أو مشاريع جديدة لاستبدال الطاقة المتجددة بالطاقة النظيفة؟ وهل أسست دراسة أو أقرت السلطات الليبية بإنشاء مثل هذا المشروع ؟
البدري: "الطاقة المتجددة لديها اسم آخر وهو الطاقة النظيفة وهي نفسها الطاقة الخضراء (الرياح وطاقة الشمس بعيدة عن الوقود الأحفوري الذي يخرج من الأرض)".
وأضاف: "الحكومة لديها خطة بعد أن تقدمت وزارة الكهرباء بمشروع وطني لتوطين 3000 ميغاوات لكل ربوع الوطن اعتمد هذا المشروع وتشكل فريق فني من كل الخبراء والأساتذة في الجامعات، بالإضافة إلى خبراء عالميين من خارج ليبيا لعمل كل الدراسات، والآن هناك تواصل مع استشاريين عالميين لتنفيذ هذا البرنامج الوطني، هذا الفريق نجح ووزارة الكهرباء نجحت في عمل وِرش عمل وعمل المؤتمر الأول الدولي الذي حضرته شركات عالمية كبيرة ثم المؤتمر الدولي الثاني، ومثلما أخبرتك نحن وقعنا اتفاقيات تفاهم مع شركات كبيرة وقريبا سيتم دراسة العروض المالية والفنية والتي نتمنى أن نقوم من خلالها توقيع العقود لتنفيذ المشاريع في ليبيا للطاقة الشمسية وتحقيق خطة وزارة الكهرباء والطاقات المتجددة".
سبوتنيك: العديد من البلدان الأفريقية وقعت أخيرا مع شركة "روسآتوم" الروسية لإنشاء محطات للطاقة النووية للتغلب على مشاكل الكهرباء... منها مشاريع لإنشاء مفاعلات صغيرة.. هل ليبيا مهتمة بمثل هذه المشاريع؟ هل هناك أي محادثات بهذا الشأن مع الجانب الروسي أو غيره؟
البدري: "وزارة الكهرباء الليبية منفتحة على كل الدول العالمية والدول الإقليمية نحن نرحب بكل الشركات، كان في السابق لدينا تعاون كبير ما بين ليبيا وروسيا، وكانت لنا زيارة إلى روسيا في عام 2010 شهر أكتوبر/ تشرين الأول، وكان في اجتماع مع وزير الطاقة الروسي، قُمت في ذلك الوقت بزيارة التحكم الوطني الروسي كانت أحمال روسيا في تلك الفترة حوالي خمسين ألف ميغا كانت هناك نقاشات كبيرة لعمل مشاريع مشتركة، كان هناك مكتب العلاقات الليبية الروسية، هذا المكتب كان على تواصل مع كل القطاعات وكان في تعاون وثيق وكان حتى هناك تعاون في مجال السِكة الحديدية وهناك أيضا تعاون في مجال الكهرباء، ولكن للأسف الأحداث التي حدثت في عام 2011 هي التي أخرت كل هذه المشاريع، نحنُ نرحب بالجانب الروسي ونرحب بالشركات الروسية في كل مشاريع الكهرباء ولدينا تواصل قريب، أنا متواصل مع وزير الخارجية الليبي، الدكتور عبد الهادي الحويج، والآن نُرتب قريبا لزيارة إلى روسيا ولديّ علم من وزير الخارجية الليبي الدكتور عبد الهادي الحويج بأن دولة روسيا قريبا ستفتتِح قُنصلية في بنغازي هنا، وهذا طبعا شيء سيوثق العلاقات ويسهل التواصل مع الشركات الروسية".
سبوتنيك: متى ستكون زيارتكم لروسيا، هل ستكون قبل نهاية العام؟
البدري : "أعتقد بأن وزير الخارجية سيبلغني بها قريبا، ونعم ستكون الزيارة قبل نهاية العام".
سبوتنيك: كيف تتطلع السلطات الليبية إلى العلاقات مع روسيا وكيف تقيّم العلاقات الروسية الليبية؟
البدري: "أقيّم العلاقات الروسية الليبية بأنها جيدة جدا، ونحن نشكر دائما دولة روسيا على تعاونها معنا، أنا أعمل في قطاع الكهرباء لأكثر من ثلاثين عاما ودائما هناك تعاون وثيق بين روسيا وليبيا، وأنا أتمنى أن هذه الشركات التي انسحبت قبل الأحداث أن ترجع إلى ليبيا لعمل مشاريع وخاصة في المنطقة الشرقية، لأننا الآن نحن من خلال هذا المعرض نُرسل رسالة إلى كل الدول التي ترغب في العمل في ليبيا بأن ليبيا هي مرسى آمن للاستثمار وتنفيذ المشاريع، ومن ضمن هذه الدول وعلى رأسها ندعو كل الشركات الروسية للقدوم إلى ليبيا والتعاون مع وزارة الكهرباء ودعمها".
سبوتنيك: وقّعت شركة "دايو" للهندسة والإنشاءات الكورية الجنوبية خلال عام 2013 صفقة ضخمة لبناء محطة توليد بنحو سبعمائة وتسعون مليون دولار، هل باشرت الشركة في أعمالها لبناء محطة التوليد؟ وهل ستنتهي من هذا العمل؟
البدري: "شركة "دايو" شركة فعلا عملاقة لديها تعاقدات مع ليبيا، تحدثت على أنها تعاقدت في سؤالك ولكنك لم تتكلم على مكان المحطة، المحطة هي محطة الزويتينة، هذه المحطة توجد على مسافة 250 كيلومترا من مدينة بنغازي، للأسف هذا المشروع العملاق الذي تحدثت عنه تعثر بسبب الأحداث التي حصلت في ليبيا وخروج الشركة لظروف قاهرة، والآن وحدات التوليد هذه لم تُستكمل ناتج للمدة الطويلة التي تركت بها هذه المعدات، وبعضها حصلت بها أضرار كبيرة، وطلبنا من الشركة الكورية الرجوع إلى ليبيا، والآن في مناقشات معهم في محاولة لاستكمال هذا المشروع الذي حقيقةً تضرر ضررًا كبيرًا، وأعتقد ربما هذا المشروع قد يحتاج إلى البدء فيه من جديد ونحنُ لا نستطيع أن نقوم بصيانته لأن تكلفة الصيانة ستكون بنفس تكلفة محطة جديدة، ونحن نتأسف عن هذا الدمار الذي كان نتاج لأحداث الحرب في ليبيا في الفترة السابقة".
سبوتنيك: هل قبلت الشركة الكورية أن تأتي بعد مفاوضاتكم معها؟
البدري: "نعم، حضرت الشركة الكورية للتفاوض، ولكن لم نصل إلى اتفاق نهائي بعد".
سبوتنيك: لو تحدثنا عن مشروع الطاقة الشمسية الذي أعلنت عنه في الجغبوب، أن هناك مشروعا سوف تطلقه وزارة الكهرباء بتلك المنطقة؟
البدري: "صحيح، كما أخبرتك هناك دراسة الربط الكهربائي الليبي اليوناني وهناك دراسة لتوطين نحو 500 ميغاوات في منطقة الجغبوب، هذه المنطقة ناتِج الدراسات العلمية أنها أكثر منطقة بها سطوع شمسي وسيتم نقل الطاقة أو الكهرباء من منطقة الجغبوب على أبراج 400 كيلوفولت على مسافة 300 كيلومتر إلى محطة 400 كيلوفولت في منطقة المرصص في منطقة طبرق، ثم ستكون هنالك كوابل بحرية، نحو 6 كوابل سيكون المشروع في بدايته كابلين لنقل نحو 2000 ميغاوات من أصل 6000 ميغاوات إلى اليونان، ومن ثُم إلى القارة الأوروبية".