خبير عسكري لـ"سبوتنيك": "حزب الله" يمارس حربا نفسية على الجيش الإسرائيلي ويضغط عليه

أكد الخبير العسكري والاستراتيجي اللبناني، العميد المتقاعد أمين حطيط، أن "حزب الله" اللبناني ينتهج في الوقت الحالي سياسة الضغط على إسرائيل من الجبهة الشمالية عبر زيادة العمليات كما وكيفا لاستهداف التحصينات والمواقع، لافتا إلى إتقان الحزب فنون الحرب النفسية.
Sputnik
وقال حطيط (الذي قاد عملية ترسيم الحدود الجنوبية اللبنانية والتحقق من الانسحاب الإسرائيلي عام 2000)، في مقابلة مع وكالة "سبوتنيك" اليوم الاثنين: "حزب الله يعتمد سياسة الضغط وهي مهمته في هذه الجبهة، وبالتالي يقوم بالعمليات التي من شأنها تكثيف الضغط المطلوب على الجيش الإسرائيلي".

وأضاف: "الإدارة الإسرائيلية فهمت هذه الاستراتيجية ولجأت إلى سياسة مضادة وتعتمد بشكل أساسي على الضغط على الأهالي، أي سكان المناطق الحدودية من مجال عملياتها العسكرية، وذلك عبر توسيع الجيش الإسرائيلي عملياته بهدف زيادة عدد الإصابات في المناطق المدنية وخلق شرخ بين المواطنين والمقاومة".

وأشار حطيط إلى أن "زيادة عدد عمليات حزب الله كماً حيث تجاوزت 10 عمليات في اليوم الواحد، ونوعاً حيث أصبح يستخدم أنواعا جديدة من الصواريخ مثل قصفه صباح اليوم لثكنة برانييت الإسرائيلية بـ 4 صواريخ من نوع "بركان" الثقيلة، وأصبح يركز على استهداف تجمعات الجنود الإسرائيليين".

وقال: "وكل ذلك بهدف زيادة الضغط على جبهة إسرائيل الشمالية وتخفيف الضغط عن جبهة قطاع غزة لإبقاء جزء من الجيش الإسرائيلي منشغلاً".

وأشار حطيط إلى أن "حزب الله يتقن فنون الحرب النفسية التي يمارسها على الجيش الإسرائيلي، لذلك قام بتفجير الجدار المحيط العازل لموقع قلعة الراهب الإسرائيلي المقابل لبلدة عيتا الشعب اللبنانية، لأنه يوحي للجانب الإسرائيلي بوجود خرق كبير في تحصيناته وثغرات كبيرة في دفاعاته".
وأضاف حطيط: "بمجرد استهداف هذا الجدار من قبل الحزب، شكل ذلك إرباكاً في صفوف جنود الجيش الإسرائيلي جعله يعيد النظر في مخططاته إضافةً إلى حصول انهيار معنوي لدى من تبقى من السكان في المستعمرات الحدودية، وجعلهم يلغون أي فكرة لديهم بالبقاء أو العودة إلى هذه المستعمرات لأنها بنظرهم أصبحت غير آمنة في الوقت الحالي وفي المستقبل وهذا بحد ذاته مكسب كبير حققته المقاومة".
"حزب الله" يعلن استهداف تجمعات للجيش الإسرائيلي على الحدود اللبنانية
وأعلن "حزب الله"، في بيان بوقت سابق من اليوم الاثنين، عن استهداف مركز قيادة الفرقة 91 في الجيش الإسرائيلي بثلاثة صواريخ من نوع "بركان"، وتجمع مُشاة ‏إسرائيلي في محيط موقع الضهيرة بالقذائف المدفعية، كما استهدف بالصواريخ ‏و‏القذائف المدفعية تجمع مشاة إسرائيلي في مثلث الطيحات في جنوبي لبنان.
وكان الحزب قد استهدف، أمس الأحد، الجدار الفاصل مع موقع "الراهب" الإسرائيلي ودمر جزءا منه.

وتشهد مناطق الحدود اللبنانية تصاعدا في حدة التوتر حيث يتبادل الجيش الإسرائيلي وحزب الله قصفًا مدفعيًا متقطعًا، وسط مخاوف في إسرائيل من عمليات تسلل محتملة من الحدود.

ويتزامن ذلك مع استمرار التصعيد بين حركة "حماس" الفلسطينية والقوات الإسرائيلية منذ إعلان الحركة بدء عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها "حماس" على المستوطنات الإسرائيلية المتاخمة لقطاع غزة، والتي أسرت فيها عددًا من الجنود والمستوطنين الإسرائيليين.
وردت إسرائيل بإطلاق عملية "السيوف الحديدية"، وبدأت بتنفيذ قصف عنيف ضد قطاع غزة أسفر عن سقوط آلاف الضحايا المدنيين معظمهم من الأطفال، بحسب الأمم المتحدة، بالتزامن مع قطع الماء والكهرباء والوقود، ووضع قيود كبيرة على دخول المساعدات الإنسانية، حيث تضاعفت الأزمة في القطاع وتحولت إلى مأساة حقيقية.
مناقشة