وأوضح نيمنسكي، قائلا: "كان تأثير الميدان الأوروبي، مدمرا تماما، لأنه أدى في الواقع إلى موت نموذج الدولة لأوكرانيا، الذي تم إنشاؤه في العهد السوفياتي وكان لديه نظريا كل الفرص وجميع الموارد لجعل أوكرانيا دولة مؤثرة للغاية وقوية".
وأضاف نيمينسكي: "كان هذا النموذج بالفعل في حالة تقويض إلى حد كبير بعد الميدان الأول لعام 2004، ومع ذلك، ظلت الفرص النظرية للتطور الإيجابي متاحة في أوكرانيا".
وتابع الخبير: "أعتقد أنه لم تكن هناك فرصة، لأنه طوال سنوات الاستقلال قبل الميدان الثاني، لم يكن من الممكن توحيد البلاد في مجتمع واحد، ولم يكن من الممكن تحقيق ما يسمى بالعقد الاجتماعي على المستوى الوطني"، مضيفا:
"لم يكن ذلك ممكنا في وقت لاحق، لأن تلك القوى السياسية والاجتماعية التي كانت حاملة للفكرة الأوكرانية، أيديولوجية بناء الدولة الأوكرانية ذاتها، لم ترغب أساسا في التفاوض، وبناء على اعتباراتها الأيديولوجية، فمن غير الممكن أبدا أن تقبل بالتفاوض على أي شيء مع الناطقين بالروسية، أو غير الراغبين بإضفاء الطابع الأوكراني الكامل على كل جزء من أوكرانيا".
وشدد نيمنسكي على أن هذه كانت القنبلة الموقوتة التي كانت ستفجر المشروع بأكمله على أي حال، لكن "الميدان الأوروبي الثاني" سارع بهذه العمليات.
وحدثت الأزمتان السياسيتان السابقتان في أوكرانيا، اللتان أُطلق عليهما اسم "ميدان"، في عامي 2004 و2013-2014. وخلالهما، تغيرت القيادة في البلاد.
خلال الميدان الأوروبي الثاني، في 21 نوفمبر 2013، بدأت الاحتجاجات في كييف ردا على تعليق السلطات توقيع اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي. أدى ذلك إلى انقلاب والإطاحة بالرئيس الأوكراني آنذاك، فيكتور يانوكوفيتش، في ساحة كييف الرئيسية، وبدأت الاشتباكات بين المتطرفين وقوات الأمن، مما أدى إلى خسائر من كلا الجانبين.
في فبراير 2014 ، تم فتح النار على نشطاء الميدان الأوروبي وضباط إنفاذ القانون في كييف. وكان الضحايا 53 شخصا. وألقت السلطات الأوكرانية الجديدة باللوم على القيادة السابقة للبلاد وقوات الأمن في الحادث.
وتحول الميدان الأوروبي إلى أزمة سياسية، ثم أدى إلى تصعيد في شرق أوكرانيا في عام 2014.