"أمل من رحم الوجع "...من هي إسراء جعابيص التي يرد اسمها ضمن الأسرى الفلسطينيين المتوقع الإفراج عنهم

نشرت وزارة العدل الإسرائيلية، اليوم الأربعاء، قائمة بأسماء 300 أسير فلسطيني سيتم إطلاق سراحهم في إطار تطبيق بنود الصفقة المتوافق عليها مع حركة "حماس" لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين، من قطاع غزة.
Sputnik
ضمت القائمة وجود اسم الأسيرة إسراء جعابيص، التي اعتقلت في 11 أكتوبر/تشرين الأول 2015، بعد وقوع حادث سير خلال قيادتها لسيارتها على بعد 1500 متر من حاجز عسكري إسرائيلي في مدينة القدس، لتحترق سيارتها متعرضة لحروق بالغة أتت على 60 في المئة من جسدها ووجهها، لتدينها محكمة إسرائيلية بنيتها تنفيذ عمل "إرهابي"، ويحكم عليها بـ11 عاما في السجن.
"اعتقال وحشي وبتر أصابع"
تحدثت منى أخت الأسيرة إسراء في لقاء تم نشره على موقع "القدس العربي"، عن قصة اعتقال شقيقتها والذي نجم عنه تعرض شقيقتها لحروق في جسدها والحكم عليها بالسجن 11 عاما.
إسرائيل تنشر قائمة بأسماء 300 فلسطيني يتم العمل على إطلاق سراحهم
وبحسب منى، فقد بدأت القصة يوم 11 أكتوبر 2015، عندما كانت إسراء تنقل أدوات المطبخ بما في ذلك قارورة غاز فارغة بسيارتها، لتتعطل سيارتها قبل حاجز إسرائيلي يعرف بحاجز "الزعيم" على مسافة 1300 متر، متوقفة في منطقة مخصصة للحافلات والسيارات العمومية وسيارات الإسعاف وليس للسيارات الخاصة، ليقترب منها شرطي إسرائيلي كان مارا بسيارته، مطالبًا إسراء بفتح نافذتها للحديث معه، لتقول له من خلف النافذة إنها لا تفتح، متابعةً ذلك بقولها إنها لا تستطيع التنفس وبالكاد فتحت الباب محاولةً الخروج، ليرمي بها الشرطي مرة ثانية داخل السيارة، مطبقًا الباب على يدها اليسرى.
واشتعلت النيران في واجهة السيارة الداخلية وأكياس الهواء، فتعرضت إسراء لحروق بالغة، تم نقلها للمشفى وهي مقيدة اليدين والرجلين، وكان الحكم قد صدر ضدها، وكانت تحس بأصابعها تماما وعندما كانت تريد أن تحرك شيئا ما كانت تستخدم أصابعها. وعندما أرادوا بتر الأصابع قالوا لها إنها عملية بتر طرف بسيط من الأصابع، لتصحو من التخدير وأصابعها ملفوفة بالشاش الأبيض، مكتشفةً أن بتر الأصابع كان شبه كامل، ثم تم نقلها بعد 3 شهور و10 أيام إلى سجن الرملة.
"إرادة صلبة تحملت آلام الحروق"
وصفت الأسيرة المحررة حلوة حمامرة، زميلة إسراء في المعتقل، في تقرير نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية، الحياة الصعبة التي كانت تعيشها إسراء نتيجةً لحروقها، قائلة: "استيقظنا في إحدى ليالي صيف حزيران 2020، على صوت أنين إسراء من الألم. كثيرا ما كنا نصحو على إسراء، لنجدها واقفة تحت الماء البارد من شدة الحر التي تشعر به".
وتابعت: "الطقس في سجن "هشارون" حار جدا وبشكل لا يحتمل خلال فصل الصيف، والرطوبة فيه مرتفعة جدًا لقربه من البحر، إضافة للتهوية السيئة في الغرفة، الأمر الذي سبب لإسراء تهيجات في الحروق، وأوجاعًا مختلفة".

وتوضح حمامرة: "كان من الصعب عليها أن تأكل أو تشرب بشكل طبيعي بعد أن ذوبت الحروق شفتها السفلى، وكان الأكل يتساقط منها، وكانت تحتاج لكأس مزودة أنبوب صغير تستطيع الشرب منها بأريحيّة، وإلى بدلات خاصة، حصلت عليها بعد أشهر طويلة من الطلب والإلحاح".

الآلاف من 40 جنسية يبحرون إلى غزة للاحتجاج على ما يقوم به الجيش الإسرائيلي
ابتكرت إسراء أساليب عدة تسهل عليها العمل، كتعلم مسك الإبرة بطريقة لا تؤذي نفسها، وأن تستعمل الحمام لوحدها، أو تمسك القلم لتكتب، على الرغم من أنها قد تستغرق 3 أيام لتكتب رسالة لأحد مثلا، حسبما تقول حمامرة.
وهو ما أكدته أيضًا الأسيرة المحررة سلام أبو شرار، والتي التقت بها قبل الإفراج عنها في العام 2017، مضيفةً: "كانت دائمًا تقوم بتحضير الهدايا لعائلتها على قدر استطاعتها، كالتطريز، وعمل دمى لابنها معتصم بمساعدة الأسيرات، وكانت تقوم بدور المهرج في داخل السجن، وتكتب السيناريو المقترح وتقوم بتأديته، رغم أنها كانت تعاني من سوء التركيز والحفظ بسبب كل ما جرى معها".
"موجوعة"
"حين تعجز الخطوات عن الوصول وتكبر المسافات رغم صغرها، حين يمسي الليل نهاراً والنهار ليلاً؛ حينما تعزلك عن حضن أمك قضبان من حديد، حينما يصبح الضحية متهماً ثم أسيراً، هذا الكتاب هو باكورة أعمالي داخل الأسر. لعلّ صفحاته تنقل معاناة منعت من النشر".

بهذه الكلمات حررت إسراء كتابا من داخل السجون الإسرائيلية حمل عنوان "موجوعة"، مقدمةً الكتاب كهدية لابنها معتصم في ذكرى عيد ميلاده، ليتم إطلاقه في معرض فلسطين الدولي للكتاب بنسخته الثالثة عشر، بحسب ما نشر موقع "الميادين".

يذكر أن إسراء حصلت على شهادة الثانوية العامة داخل المعتقل، ثم انتسبت إلى جامعة القدس المفتوحة عن درجة البكالوريوس بتخصص الخدمة الاجتماعية عام 2020، داخل سجن الدامون.
وعلى الرغم من الألم وسنوات الاعتقال، تمارس إسراء إلى جانب التعليم، الكتابة والرسم، لتضع اليوم أمامنا كتاب "موجوعة" بمناسبة ذكرى ميلاد ابنها.
مناقشة