خبير: اتفاق الهدنة هو دليل على "فشل العملية العسكرية الإسرائيلية" في غزة

رأى الكاتب والباحث السياسي اللبناني، وسيم بزي، اليوم الخميس، أن "الاتفاق بين حركة "حماس" والحكومة الإسرائيلية، هو أول اختبار لمساحة الثقة، التي تستطيع أن توفرها الأطراف"، لافتًا إلى أنه "هناك تنسيق دقيق للخطوات بين حماس وحزب الله في جبهتي غزة وجنوب لبنان".
Sputnik
وقال بزي، في حديثه لـ"سبوتنيك"، إن "الاتفاق بين حماس والإدارة الإسرائيلية، هو أول اختبار حقيقي لمساحة الثقة التي ممكن أن توفرها الأطراف، والاختبار الثاني هو القدرة على توفير الضمانات وإمكانية إلزام الحكومة الإسرائيلية، بما يفترض أنه التزم به بسياق الوصول إلى الاتفاق، وإن كانت هذه الهدنة مقدمة لهدن أخرى تنهي العملية العسكرية بالمعنى الكبير لها، خاصةً أنها ستُفقد إسرائيل آلية دفع جوهرية".

وردًا على سؤال حول إمكانية مساندة حركة "حماس" لـ"حزب الله"، في حال بقيت جبهة جنوب لبنان مفتوحة واستمرت الهدنة في غزة مع إسرائيل، أجاب بزي، بأن "موقف المقاومة يجب أن يكون موحدًا، وما يدل على ذلك استقبال أمين عام حزب الله، السيد حسن نصر الله، قيادات من المقاومة الإسلامية حماس (خليل الحية، وأسامة حمدان)، فور إعلان الموافقة على الهدنة، وهذا يعني أن هناك تنسيق دقيق للخطوات وتعاطي مع المشهد بمعناه الكلي ولا افتراق بين جبهة وأخرى، وما تتطلبه فلسطين سيكون على جبهة جنوب لبنان إما بالتهدئة أو باستمرار المواجهة، هذا الأمر تحدده قواعد التعاطي المشتركة بين قوى المقاومة".

رئيس شبكة "الميادين" غسان بن جدو لـ"سبوتنيك": سنتقدم بشكوى أمام الجنائية الدولية
وأوضح بزي أن "هذه الصفقة جزئية ومن الممكن أن تشكل صفقة نهائية، وبالتالي الجيش الإسرائيلي فشل بتحقيق الأهداف العالية التي رفعها، وبذلك تكون المقاومة نجحت بفرض شروطها بالاتفاق إلى حدٍ كبير".

وحول موضوع ارتباط جبهة جنوب لبنان بقطاع غزة وانعكاس الاتفاق مع "حماس" إيجابيًا على لبنان، تساءل وسيم بزي، حول ما إذا كان إعلان اتفاق الهدنة في غزة، سينسحب تلقائيًا بتأثيراته المباشرة على جنوب لبنان، أم أن لجنوب لبنان مجموعة من الخصوصيات المعينة التي تتعلق به، مرجحًا أن "التهدئة هنا يجب أن تنعكس كتهدئة هناك، لأن جبهة جنوب لبنان مفتوحة بالأساس لدعم وإسناد الشعب الفلسطيني والمقاومة في فلسطين".

وأعلنت حركة "حماس"، والحكومة الإسرائيلية، أمس الأربعاء، التوصل إلى اتفاق مؤقت لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، لمدة 4 أيام، مع صفقة لتبادل الأسرى والمحتجزين بين الطرفين، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
ويشمل الاتفاق، وفق الحركة، إدخال مئات الشاحنات الخاصة بالمساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية والوقود، إلى كل مناطق قطاع غزة، بلا استثناء شمالًا وجنوبًا.
الإعلامي جورج قرداحي لـ"سبوتنيك": إسرائيل لا تأبه للقوانين الدولية
كما ينص الاتفاق على "إطلاق سراح 50 من المحتجزين لدى حماس من النساء والأطفال دون سن 19 عامًا، مقابل الإفراج عن 150 من النساء والأطفال الفلسطينيين".

وأشارت "حماس" إلى أن الاتفاق نص على" وقف حركة الطيران في شمال غزة، لمدة 6 ساعات يوميًا من الساعة 10:00 صباحا حتى الساعة 4:00 مساء".

ومرّ أكثر من شهر ونصف، على بدء عملية "طوفان الأقصى"، التي نفذتها حركة "حماس" الفلسطينية على المستوطنات الإسرائيلية المتاخمة لقطاع غزة، التي أسرت فيها عددا من الجنود والمستوطنين الإسرائيليين.
وردت إسرائيل بإطلاق عملية "السيوف الحديدية"، وبدأت بتنفيذ قصف عنيف ضد قطاع غزة أسفر عن سقوط آلاف الضحايا المدنيين معظمهم من الأطفال، بحسب الأمم المتحدة، بالتزامن مع قطع الماء والكهرباء والوقود، ووضع قيود كبيرة على دخول المساعدات الإنسانية، حيث تضاعفت الأزمة في القطاع وتحولت إلى مأساة حقيقية.
مناقشة